دائماً يخرج علينا الأمير خالد الفيصل بما في جعبته من تُحف، هي غاية في الأهمية، بزمان ومكان يتناسبان ومتطلبات العصر الحالي خاصة في ظل جائحة كورونا العالمية ؛ فكان شعاره الجديد (كيف نكون قدوة في العالم الرقمي؟)، وكأنه يُثير فضول الجميع مكوناً من آرائهم العديد من الإجابات العملية الإجرائية التي تليق بهذا الوطن العظيم، كما يُريد سمو الأمير -حفظه الله-، وفق منظومة القيم والمعتقدات الشرعية، للحفاظ على قيم الإنسان الأخلاقية والمعنوية القائمة على الفطرة السليمة، وسط خضم من العالم الافتراضي الذي تتلاعب أفكاره بالبشرية عبر عوالم "وسائل تواصل اجتماعي افتراضي" تعتمد على تغذية الإنسان قيم وعادات وأخلاق ومفاهيم جديدة ذات صبغة رقمية أدت إلى فوضى إنسانية وروحية وفكرية على المستوى العالمي، ناهيك عن ارتفاع مستوى خطابات الكراهية والعنف والشعوبية والتميز العرقي والمصالح الخاصة والالحاد ومحاربة الأديان التي جاءت بالأساس للقضاء على التفكير المحدود.. وتقديم أفكار إبداعية للارتقاء بمستوى الحلول الرقمية وتطبيقاتها في المنطقة، بهدف صناعة مبادرات تعزز مفهوم القدوة في العالم الرقمي، وترفع مستوى استخدام الأنظمة الرقمية في المنطقة. ولهذا خرج مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، بذخيرة نقاشية حملت صناعة المبادرات الرقمية في ستة مسارات رئيسية، وفق تعاليم ديننا ووفق تعليمات وأنظمة بلادنا، وكيف نستطيع الإبداع والابتكار في مجال التقنية ونتحول من مستوردين لها إلى منتجين؟، وكيف نستثمر هذه التقنية بكل جدية وكفاءة في التعليم والتعلم عن بعد؟.. مثل الأداء المُتقن للتقنية والاستثمار الأمثل لها، والالتزام بأخلاقيات العمل والتعامل الرقمي، تحمل أفكاراً إبداعية تتماشى مع المعايير المطلوبة في استخدام تطبيقات الهاتف والمواقع الإلكترونية لخدمة الأفراد والقطاعات المختلفة والأساليب المثلى لتسخير البرامج الحاسوبية في تطبيق وتحويل الأفكار إلى واقع يمكن الاستفادة منه في شتى المجالات، مع زيادة الوعي بهذه التقنية وبمتطلباتها وتجهيزاتها وبرامجها، وكيف نكون قدوة في الاستخدام الأمثل لها.. كل هذه المكونات الدسمة جاءت ضمن فعاليات ملتقى مكة الثقافي لهذا العام 1442ه، تحت شعار كيف نكون قدوة في العالم الرقمي؟، بأهم مجالات حياتية هي: (الصحة، التعليم، الحج والعمرة، الخدمات، القيم والأخلاق، الثقافة والإعلام)، ينتج عنها مُخرجات تُعرض على لجنة علمية لاعتمادها. ويكفي أن ندرك أنها لغة العصر وقلبه النابض، والإبحار فيها يحتاج إلى همة كهمة الأمير خالد الفيصل وفكره الخلاق، مستثمراً الفرص والأحداث ليُثبت لنا نجاح رؤيتنا الحالمة من لحظة اطلاقها، مما يعكس ما وصل إليه إنسان المنطقة من فكر إبداعي وانطلاقة فاعلة نحو العالم الرقمي، والذي سيكون له أثره الكبير في الانتقال نحو العالم الأول، بل ويُثبتُ أن (التاريخ يكتبهُ العُظماء)، أمثال الأمير خالد الفيصل الذي يكتب لنا في كل عام قصة نجاح مبهرة تليق بهذا الوطن العظيم.