إجراءات إحترازية مثالية، إتخذتها المملكة العربية السعودية ضد فيروس كرونا، أعطت صورة واضحة لمدى أهمية الحفاظ على سلامة الأنفس، والحد من تفشي الفيروس، وكان التقدير الصحيح للوضع الراهن وبُعد النظر، بعد توفيق الله لقيادة هذه البلاد، ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، دوراً كبيراً في سرعة إتخاذ هذه الإجراءات الإحترازية، ومن بين هذه الإجراءات، إيقاف الفصل الدراسي الثاني حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة الأبناء، وبهذا القرار بدأت وزارة التعليم البحث عن بدائل وحلول، لإكمال الفصل الدراسي الثاني عن طريق التعلم عن بعد، وبشكل ملائم يتماشى مع القرار، وعايشت ذلك الحرص من قِبل وزارة التعليم ، من خلال تعليم مكةالمكرمة وحراك الأيام الماضية، من خلال التوجيهات بشأن التعلم عن بعد إلى مكاتب التعليم، ومنها إلى إدارات المدارس، عبر حث المعلمين والمعلمات، لعمل دروس تفاعلية عبر بوابة المستقبل، ودعوة الأبناء للإستفادة من المدرسة الإفتراضية، عبر قنوات عين من خلال القمر عربسات، ولكل مراحل التعليم العام، وأيضاً من خلال بوابة عين الإثرائية، عبر دروس إفتراضية وخدمة الكتب التفاعلية، وسيكون يوم الأحد القادم 7/20 / 1441 إختباراً حقيقياً لمدى إقبال الأبناء على عملية التعلم عن بعد وبعدد هائل غير مسبوق. إلاَّ أنه يجب الأخذ بعين الأهتمام المعوقات المتوقعة، لبعض أبنائنا التلاميذ والتي قد تمنعهم من التفاعل رقمياً، وخاصةً أولئك الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، لاتمكنهم من إمتلاك جهاز كمبيوتر أو هواتف ذكية. ومراعاةً لهذه الظروف أقول: لنجعل عملية التعلم عن بعد خياراً لمن أراد، مع تحفيز الأبناء على تفاعلهم، وإعتبار ذلك كنوع من النشاط الداعم للمنهج المدرسي، وتسجيل هذه الجهود المبذولة، ضمن نطاق تجربة عريضة، للتعليم عن بعد في المملكه العربيه السعوديه، يتم فيها الوقوف على كل الصعوبات والمعوقات لهذه العملية، ليتم دراستها بشكل منطقي يتيح حلول تتناسب مع واقعنا التعليمي والإجتماعي، تجعل من عملية إستدعائها أمراً ممكناً في حال دعت الحاجة إلى ذلك.