لواء.م / محمد بن سعيد الحارثي* وعدت وكان الخلف منك سجيه مواعيد عرقوب أخاه بيثرب بيت من الشعر أصبح مثلاً يُقال لكل من كذب على غيره ومناه ولم يفي. وظاهرة الوعود الكاذبة من الظواهر السلوكية الشاذة لا يكاد يخلو منها مجتمع إلا انها تكاد تنعدم حينما يكون للقيم والدين تأثير على أخلاق الناس وسلوكياتهم ؛وقد استوقفتني تلك الظاهرة وهي حسب رأي سبب لكثير من النزاعات والبغضاء والدعاوى التي تصل للمحاكم وخصوصاً الحقوقية وتعد أفعالاً مستهجنة بل إنه قد يأثم الفاعل فيها باعتبار أن المؤمن لا يكذب كما قال المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) وبعض هذه الظواهر قد تكون مبررة ويعذر من صدرت عنه عندما يكون جاهلاً من العامة أما عندما تقع من النخب المتعلمة والثرية وأصحاب المكانة فإنها مستهجنة تشير إلى إيمان ضعيف وإنعدام للرقابة الذاتية واستهانة بمشاعر الناس وخصوصاً إذا كانوا من البسطاء أو ذوي الحاجات. ومن أمثلة ذلك ما يعطى من مواعيد بتقديم المساعدة في إنجاز كثير من المعاملات وتسهيل الإجراءات وطلبات التوظيف ومساعدة المحتاجين بتلبية احتياجاتهم. ومن يعد وهو قادر ولا يفي لا يدرك حجم المعاناة والخسائر التي يتكبدها الموعود من ضياع لوقته وخسارة لماله يدفعها كمصاريف في المواصلات مع تركه لعمله أو ضياع للأسرة إن كانت صاحبة الحاجة امرأة للتردد على من وعد إضافة إلى شعور الإحساس بالمهانة والإذلال الذي ينتاب صاحب الحاجة. وحسب رأيي فإنه لا مبرر لتلك المواعيد العرقوبية والاعتذار أجمل وأليق بالكريم. والكذب في الوعد يعد سبة ومنقصة وخلقاً غير سوي يشير إلى خلل وقصور في التربية والقيم التي نشأ عليها. والشاعر العربي كان يتباهى بقوله: وإني وإن أوعدته أو وعدته لمنجز وعدي ومخلف ايعادي فما أحوجنا إلى الصدق وأن نتجنب الكذب وأن نتخلق بأخلاق هذا الشاعر المتأدب بأخلاق الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فهل هناك من يسمع ويعي. والله من وراء القصد..