أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    تحت رعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    بمشاركة جهات رسمية واجتماعية.. حملات تشجير وتنظيف الشواطيء    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الخليج    النصر يضمن المشاركة في أبطال آسيا 2025    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    أمير الرياض يوجه بسرعة الرفع بنتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    انطلاق بطولة الروبوت العربية    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    البنيان: الجامعات تتصدى للتوجهات والأفكار المنحرفة    وفاة الأديب عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخدود نجران واجهة السياحة التاريخية في المنطقة

يعتبر اخدود نجران من أهم المعالم الاثرية والتاريخية في منطقة نجران " حصن الأخدود " فعلى أرضه يمتزج الواقع بالخيال في أجمل صورة، ليكوّن مدينة أثرية سياحية من الطراز التاريخي الأصيل .
تعد مدينة الأخدود احدى الكنوز الاثرية التي تجسد الآثار والتاريخ ومن أكثر المدن السياحية والمواقع الأثرية في نجران عراقة وأكثرها جذباً للزوار.
تشهد مدينة الأخدود نسبة تدفق سياحي عالية تتزايد بشكل سريع كل عام حيث يشاهد الزائر منظرا بالغ حدود الروعة ويستطيع ان يقضي اوقاتاً ممتعة فيه حيث ستنقله المدينة الى عالم اخر مع أجمل وأروع الرسومات والنقوش التي ابدع بها اهل الأخدود في الزمن القديم ، كما تعتبر ملفا وثائقيا مرسوما على جدران يتابع الزائر من خلالها تحول عصر النهضة في منطقة نجران.
مدينة الأخدود أو " حصن الأخدود " مقصدا لمحبي التاريخ ومعرفة أصول الشعوب، وهي من أهم معالم الجذب السياحي في نجران وتعتبر جنة حقيقية لهواة رؤية الآثار لا سيما الرحى والمنطقة الإسلامية والمتحف الوطني اضافة الى الجدار والرسومات الفنية القديمة عليه حيث يكمن سر جماله في ثباته حتى يومنا هذا وبين ثناياه بعض بقايا عظام بشرية وحيوانية ممن تم حرقهم على يد ذو نواس.
وفي رحلتنا السياحية الاعلامية التي قمنا بها في منطقة نجران حملنا الشوق لرؤية حصن الأخدود الأثري لما ذكر عنه في القرآن الكريم عن حادثة حرق المؤمنين الهائلة وتفاصيل الجريمة البشعة التي تمت على يد الملك الحميري (ذو نواس) ليردّهم عن إيمانهم وذلك في في سورة البروج : *) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* ) .
فجابت أرواحنا في زمن عشناه في صفحات القرآن الكريم وفي السنة النبوية وحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث ذكر لنا تلك الحادثة والتي ستتبع تقريرنا بعد التجول في ثنايا صفحات الآثار والتاريخ في حصن الأخدود .
جولتنا في مدينة الأخدود ..
عند دخولنا لمدينة الأخدود الأثرية عكست لنا بشكل واضح حضارة وسياحة نجران حيث أضفى الحصن مذاقاً خاصاً على رحلتنا السياحية .
تجولنا في أرجاء المدينة واجرينا الحوار واللقاءات مع بعض زوارها فقمنا برصد المعلوَمات التي يمتلكها زوار ومرتادي الحصن عن القصة الفعلية والحقيقية لأصحاب الأخدود وقامت الاعلامية شادية الزغير بعمل حوار مع بعض النساء اللاتي حضرن خصيصا لزيارته من منطقة عسير وأوضحن ان هذه هي المرة الأولى لهن في زيارة الحصن وذلك بناء على رغبة الوالد الذي أحضرهن اليه ليكونوا شاهدين على العصر التاريخي الذي مرت به المدينة وأبدين سعادتهن في مارأينه بالمدينة من آثار لازالت شامخة صامدة مما أثار دهشتهن ورغبتهن في معرفة المزيد عن قصة أهل الأخدود .
الأخدود وسبب التسمية ..
سمي الاخدود بذلك الاسم نسبة للأخاديد التي أمر الملك الحميري يوسف اسار يثأر (ذي نواس) بحفرها وتجميع الحطب بها واحراق من اعتنق الدين الجديد آنذاك والذي أتى من بلاد الشام على يد فيمنون في منتصف الألف الميلادي الأول ، لذلك مازالت آثار الحريق بادية في أجزاء المدينة وعلى جدارها ومبانيها.
"رقمات " أو مدينة الاخدود الاثرية والتي تقع على مساحة 5 كيلو مترات مربعة على الحزام الجنوبي من وادي منطقة نجران (جنوب السعودية) مازال يكتنفها الغموض والأسرار رغم عمليات التنقيب والحفر المتواصل لمدة عشر سنوات متتالية وتحتاج إلى مايقارب 30 سنة لمعرفة جميع أسرارها، وان ما تم اكتشافه للآن لا يمثل إلا جزءا من آثارها ومعالمها.
منطقة الأخدود عبارة عن أخاديد متهدمة باق منها الاساسات والجدران, والسوق التجاري الذي وجد به معصرة للسمسم ورحى ضخمة وكسر فخارية، وكذلك العديد من النقوش بخط المسند الجنوبي الذي عرف في القرن الثامن ق.م. كما يوجد سور حول المدينة وبوابة من الجهة الغربية، بالاضافة الى آثار لسد كان يروي المدينة، وبعض المدافن الاسلامية، كما عثر أخيرا على اثار لمسجد يعود تاريخه للقرن الهجري الأول .
منطقة اسلامية قديمة في مدينة الاخدود..
منذ تم التنقيب في منطقة الاخدود الاثرية، ومنذ عام 1997م اكتشف العديد من الأثريات والأواني الفخارية وأدوات الزينة والعملات وشواهد القبور التي تخص المنطقة الاسلامية، وتحتوي المدينة الاثرية على منطقة اسلامية وجزء من القبور الاسلامية المدون عليها اسم صاحبها وتاريخ وفاته كما تم اكتشاف العديد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة والتي تعود الى ماقبل الميلاد.
وقد وجِدت شواهد قبور في منطقة الاخدود الاثرية في الجزء الجنوبي من المدينة، ويبدو ومن خلال الحفريات وعمليات التنقيب التي تمت فيها أن المنطقة الشمالية والجنوبية منها سكنت مابعد الاسلام، واستخدم الجزء الجنوبي منها كمقابر اسلامية استناداً على ما كتب على أحد شواهد القبور وهو اسم صاحبه راشد بن سالم بن أبي رفاع الساعدي وتاريخ وفاته 542 من الهجرة.
لم يتم العثور على أي اثر اسلامي يدل على استخدام بقية الاخدود من قبلهم سواء للسكن او المأوى، وقد امتد السكن من المنطقة الشمالية حتى أن هناك الآن قرية مجاورة للاخدود اسمها قرية الحفل.
كما تم ايضا اكتشاف اقدم مسجد بناه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقع في الجزء الشمالي من الاخدود يعود تاريخه للقرن الهجري الأول حيث أقمت صلاة العصر فيه جماعة مع أولادي لعلي أكون أول من صلى جماعة فيه منذ اكتشافه وحتى هذا اليوم موثقاً ذلك بالصور أمام منسوبي الإمارة والدليل السياحي وهو أحد منسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي تحرص كل الحرص على مرافقة دليل سياحي لكل زائر.
بقاء مدينة الاخدود بعظام كائناتها المحترقة ..
إن بقاء المدينة والمباني كما هي منذ حريقها في النصف الأول من الميلاد أمر يثير الدهشة ، فعظام الكائنات التي أحرقت من بشر وحيوانات لم يتم ايجادها في مدافن بل وجدت في ثنايا الجدار وبقيت كما هي، فراعت الهيئة العامة للسياحة والآثار ذلك ولم تضعها في مدافن بعدما تم أخذ عينات منها لتحليلها واكتشاف عمرها الزمني.
أن الاخدود ممتد الى الألف الأول قبل الميلاد واستمر إلى الألف الأول الميلادي، وبعدها حدث الحريق وحادثة الاخدود ، وعثر على نقوش بالخط المسند، وهذا الخط له فترة معينة في التاريخ فهو يعاصر ممالك جنوب الجزيرة العربية.
سكان الأخدود لم يكونوا عمالقة ..
القبائل الذين كانوا يعيشون في الأخدود هم من جنوب الجزيرة العربية، ولا تختلف ألوانهم وبشرتهم عن القبائل الموجودة حاليا والساكنة في المنطقة، وذلك من خلال نقوش الارجل و الكفوف التي وجدت، فلا يوجد فرق بين الانسان القاطن الاخدود في تلك الفترة وبين الإنسان وهذا ينفى الزعم بأنهم كانوا عمالقة أو ضخام البنية، لكنهم كانوا أشداء أقوياء. كما وجدت بعض الحلي واعتمادهم على الفضة والبرونز والذهب في الزينة.
رحى مدينة الاخدود الأثرية أول مصنع لطحن الحبوب في منطقة نجران ..
من المعالم التي تستوقف الزائر لمدينة الأخدود الأثرية " حجر الرحى " الذي يثير الاستغراب والدهشة من حيث ضخامته وموقعه داخل السور الا أن اغلب التفاسير تدل على أن الرحى كان بمثابة مصنع طحن الحبوب ويخدم اهل المدينة لهذا كانت كبيرة الحجم لتخدم أكبر عدد من قاطني الاخدود وتقوم بطحن كميات أكبر وبوقت أسرع وليس لأنهم كانوا كبار الحجم والبنية .
وقال صالح آل مريح «إن قطر الرحى يبلغ مترين إلا ربعا، وارتفاعه متر وربع، وله فتحه علوية، تدخل منها الحبوب، وله قاعدة مربعة بطول 30 سم، وعرض 30 سم، وله عمود قائم بزاوية قائمة، تُدار بواسطة الجمال وليس البشر، فزيادة حجم الرحى لا يعني بالضرورة ضخامة البشر أو أن يكون حجم أهل الأخدود أكبر من متوسط حجم الإنسان. فوفقا للروايات التاريخية فإن أجسامهم عادية مثل البشر العاديين، والدليل على ذلك، العثور على آثار أكف وأرجل مشابهة بشكل كبير للناس العاديين، لكن الرحى صمم بهذا الحجم لخدمة سكان المدينة كاملة».
و تتكون الرحى من حجرين يتوهجان تحت أشعة الشمس كلما جاء الشروق وكلما توجهت شمس العصر بالرحيل خلف جبال الأخدود بين أشجار الأراك المترامية حول الرحى التي تحوم حولها الدلائل بأنها كانت تستخدم لطحن الغلال عاكسة بكل ما فيها جمال الحس الهندسي الذي كان يتمتع به أصحاب الأخدود القدامى .
وعلى صنو ( حجر الرحى ) الأخدودية العملاقة كانت الرحى مستمرة في أكف النجرانيين بحجمها الصغير المتعارف عليه حديثاً إلا أن هذه الرحى كانت ولفترة قريبة الطاحونة التي لا يخلو منها منزل في نجران حيث يطحنون بها الحبوب حيث يدار قطب الرحى العلوي على قطبه السفلي فتشعر كأنه يدير التاريخ دفة أخرى لنقرؤه من جديد .
مشاريع تطويرية تهيء موقع الأخدود لاستقبال الزوار وسط جلسات مميزة ..
من جانبه قال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران صالح بن محمد آل مريح إن هناك مشاريع عديدة تنفذ حالياً بموقع الأخدود الأثري ، بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار ، ومن أبرز تلك المشاريع مشروع توسعة متحف نجران الإقليمي الذي بلغت تكلفة تنفيذه 51.8 مليون ريال، وتقدر مساحته الإجمالية ب 16.8 ألف متر مربع.
يعد مشروع توسعة متحف نجران من المشاريع المهمة، إذ سيصبح واجهة فريدة ورائعة بمنطقة نجران من الناحية الفنية والهندسية، وذلك لما يحتويه من مرافق وواجهات جميلة، حيث تقوم بتنفيذه إحدى الشركات الوطنية المتخصصة، ويقع مكان المشروع بجوار موقع الأخدود الأثري الشهير بالمنطقة.
كما يتم بناء السور الشمالي لموقع الأخدود الموازي لطريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز والممشى الرياضي بالإضافة إلى كشكات لبيع المرطبات والتذكارات والتي تقوم بتنفيذها أمانة منطقة نجران بالإضافة إلى تسوير باقي أضلاع سور موقع الأخدود الأخرى التي تقوم بتسويرها الهيئة العامة للسياحة والآثار كما تتم تهيئة موقع الأخدود الأثري من خلال تنفيذ ممرات للمشاة وجلسات للزوار ومصادر المياه ومطعم ومقهى تراثي وإعادة بناء بعض الجدران داخل الموقع.
الأخدود بعيون المؤرخين والرحالة العرب..
لقد قام المؤرخون والرحالة العرب بكتابة عدد من الكتب التي تناولت الوصف العام لنجران والأخدود ففي تاريخ المستبصر ( لابن مجاور الجزء الثاني ،) ورد ذكر المنطقة وسكانها لكنه أورد أن المنطقة كانت مهجورة ، وقد جاء في المعجم لابن البكري أن مدينة الأخدود كانت عبارة عن أطلال ولم يتبق بها شي سوء مسجد كان قد بناه عمر بن الخطاب ولعل نيبور وهو أول رحالة غربي يذكر الموقع وهو القائل في عام 1763 م بأن ( عاصمة هذه المملكة الصغيرة هي ندزجران ، وهي مدينة صغيرة مشهورة في التاريخ العربي ) ومهما يكن من أمر فان ( هاليفي ) هو أول رحالة غربي قد زار الموقع والواحة بالفعل في عام 1870م ووصف الأطلال وقام بقراءة المناسيب وكرر ما ذكره البكري من قبل بان مسجد عمر بن الخطاب هو المبني الوحيد الذي كان لا يزال باقياً.
ولم يحدث أن أجري بحث منهجي منظم على هذه المنطقة حتى عام 1936م حين قام فيلبي بزيارة الموقع ، وكان وصفه للموقع دقيقا ومفصلا غير أنه لسوء الحظ لم ينشر بحثه حتى عام 1952م . فقد وصف المنطقة المركزية المسورة بانها قلعة تغطي مساحتها 12 دونما تظهر منها مبان تدل على روعة البناء واستمر في وصفه يقول أنه كان يوجد في المنطقة المتاخمة للمدينة الكثير من آثار لقنوات وبحيرات وسدود إصطناعية .
وربما كانت المدينة محصورة عند أطرافها بخندق مائي أو مطوقة بقناة تتدفق فيها المياه من نهر يعلوها ثم تمر بإنحدار فيها اسفل المدينة . وعلى أية حال فقد كان لدى فيلبي إحساس بأنها تبدو وكأنها كانت محاطة تماماً بخندق مائي يفصلها جغرافياً عن باقي المدينة.
وفي ديسمبر 1951م قام فيلبي بإرشاد حملة فيلبي – ريكمانز – ليبنز الاستكشافية في المنطقة وأعدت هذه الحملة مخططاً مفصلاً بعض الشي ( للقلعة) واستغرق هذه العمل أسبوعين ولم يكتب للمخطط أن ينشر الا مؤخراً وعلى الرغم من أن المخطط العام كان دقيقاً ومفصلاً بالنسبة للقلعة ألا أنه كانت تنقصه التفاصيل الداخلية .
وفي صيف عام 1968 م قام ( فان بيك ) بعملية مسح محدودة لمنطقة نجران وأوضح الموقع الرئيسي بها مع المقارنة بالأماكن التي تتشابه مع مواقع حضارية الجنوب التي لوحظت من قبل وتم استكشافها في حضرموت ، ثم قام بتحديد مواقع إضافية بجوارها أصغر من سابقتها مثل ( جنوب الأخدود).
وفي أوائل ربيع عام 1980م قامت حملة المسح الشاملة للمملكة بزيارة منطقة نجران وتم تجميع مجموعة من الفخار من كل من منطقة ( القلعة ) ومن المناطق الممتدة المجاورة لها كما قامت الحملة بعملية تنقيب محدودة في داخل منطقة القلعة وترجح تواريخ عينات كربون 14 التي تم إختيارها أن منطقة القلعة كان فيها استيطان سكاني من 500 عام قبل الميلاد حتى عام 250م كما تم تسجيل المواقع الفرعية بالمنطقة السابق ذكرها وأعدت لها الخرائط وتم تجميع المادة الجديدة .
الآثار التي عثر عليها في الاخدود..
- الجرار الفخارية : عثر على كسر فخارية كونت بعد ترميمها مجموعة من الجرار الفخارية كانت تستخدم للتخزين وهذه الجرار ذات شكل كمثري مصنوعة من عجينه بنية فاتحه اللون يخالطها حجارة صغيرة وتبن لتقويتها ، تظهر آثار أصابع الصانع على الجانبين بالإضافة إلى أنها مصنوعة بواسطة العجلة ، ولم نلاحظ وجود أية زخارف على هذه الجرار ، ودرجة الحرق جيدة ، وقد عثر على هذه المجموعة من الكسر الفخارية في إحدى غرف المبنى بالقرب من عدد من الرّحى مما يفسر أن استخدام الجرار الفخار كان لأغراض تخزين بعض المنتجات الزراعية كالقمح والشعير وما شابه ذلك.
– الطاسات : عثر على طاسات فخارية متنوعة وذلك من حيث الشكل أو طريقة الصناعة أو المواد المضافة إليها.
فهناك طاسة كبيرة الحجم نوعاً ما مصنوعة من عجينه غير نقية يخالطها كسر من الحصى بنية اللون ، والقاعدة مستديرة ومحدبة الشكل ، أما البدن فيبرز للخارج وينتهي بحافة مستقيمة والآنية غير منتظمة الشكل ربما تعرضت بعض جوانبها للضغط للداخل واصبح شكلها بيضاوي تقريباً ، وتبدو آثار الطلاء ذو اللون البني الغامق على السطح الداخلي وحول الحافة من الخارج ، أما الطاسات الأخرى فهي شبه البعض منها ذات قواعد مقعرة وبدن منتظم والحافة مائلة قليلاً للداخل أو مستقيمة وقد طليت بطلاء لونه أحمر من الداخل على الحافة بعناية فائقة كما أنها مصنوعة بواسطة العجلة ومصفوفة جيداً وحرقها جيد وتبدو بعض الطاسات خشنة الملمس وعجينتها غير نقيه ولم يتم طلاء سطحها الداخلي أو الخارجي بل تم الاكتفاء بالصقل فقط ، وقاعدتها كبيرة وربما كان البدن في بعضها على هيئة بيضاوية وتظهر آثار أصابع الصانع إلى جانب آثار العجلة أحياناً على السطحين الخارجي والداخلي كما أن درجة الحرق جيدة.
- الأواني ذات الحواف المتموجة : عثر على أواني شبه كاملة تمتاز بحواف متموجة وهذه الأواني مصنوعة من عجينه بنية فاتحة يتراوح سمك البدن فيها حوالي ( 3-6 ملم ) وهي ذات قواعد مقعرة والبدن بشكل كمثري ، أما الحواف فهي متموجة حول البدن وقد صنعت بواسطة العجلة حرقها جيد ، ونلاحظ آثار طلاء على بعضها في السطح الخارجي أحياناً والداخلي أحياناً أخرى.
– الأقداح : عثر على عدد من الأقداح غير مكتملة وهي مصنوعة من عجينه ذات لون بني فاتح غير نقية يخالطها كسر صغيرة من الحجر الرملي ، وهي ذات قاعدة مسطحة (مستوية) أحياناً مقعرة قليلاً والبدن منبعج للخارج ثم يضيق باتجاه الحافة المقلوبة للخارج قليلاً وصنعت بواسطة العجلة وأحياناً يكون الصقل جيداً ودرجة الحرق جيدة.
– الأفران الفخارية: عثر على عدد من الأفران الفخارية وتتميز هذه الأفران بأنها مصنوعة من عجينه لونها بني غامق يخالطها حجارة صغيرة ومتوسطة الحجم نسبياً وصنعت بواسطة العجلة التي تظهر آثارها على السطحين الداخلي والخارجي.
– الأواني المزججة : عثر على أجزاء من أواني مزججة إحداها تمثل جزءاً من جرة فخارية متوسطة الحجم حيث تمثل البدن وجزء من الرقية بالإضافة إلى المقبض وهي مصنوعة من عجينه نقيه إلى حد ما صفراء اللون مزججة من الخارج بتزجيج لونه أخضر متأثراً بعوامل التعرية.
- أواني الحجر الصابوني : عثر على أجزاء كثيرة تمثل أواني حجرية متنوعة ومختلفة الأشكال فمنها ما يمثل قدور ومنها ما يمثل أقداح أو طاسات ، وقد صنعت بطريقة النحت ولها مقابض كما أننا نلاحظ أحياناً وجود قطعة معدنية ملتصقة بها عليها أكسدة ذات لون أخضر ، وقد عثر على السطح الداخلي لإحدى هذه الكسر على نقش فقدت أجزاء منه وهو بالقلم المسند كما نلاحظ بأن بعض هذه الأواني مصقولة صقلاً جيداً وتظهر عليها آثار الحرق من الخارج .
– المعادن : عثر على قطع معدنية تمثل مقابض لترميم الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني حيث عثر على بعضها لا يزال ملتصقاً بأواني الحجر الصابوني ، وهناك قطع معدنية أخرى تكون أجزاء من أواني نحاسية ، بالإضافة إلى أنه عثر على قطعة معدنية دقيقة ربما تمثل إبرة معدنية ، كما عثر على قطعة أخرى عليها أكسدة وبطول 17 سم تقريباً وعرض 3,5 سم من الأعلى ، وقطر مقبضها 1 سم من الأسفل ربما أنها تمثل إما رأس رمح أو سكين أو خنجر ، وعثر على قطعة عبارة عن قضيب من الفضة جاهز للتصنيع وتبدو آثار الطرق على أوجهه الأربعة ، ويبلغ طوله 9 سم تقريباً وسمكه 1 سم تقريباً.
_ العملات : عثر على عدد ( 6) قطع دائرية الشكل مختلفة الأحجام تتراوح أقطارها بين 1-2 سم تقريباً وهي بألتاكيد تمثل عملات برونزية تبين بعد معالجتها وتنظيفها أن عوامل التعرية المختلفة قد أثرت عليها مما أدى إلى اختفاء المعالم التي كانت موجودة على الظهر أو الوجه سواءً رسوم أو متنوعة.
– الخرز : عثر على عدد 3 خرزات ، الأولى كروية الشكل وهي ذات لون أسود عليها دوائر بيضاء ، والثانية عبارة عن صدفة ، والأخيرة عبارة عن خرزة مصنوعة من الفخار ذو اللون الأصفر ، وهناك آثار تزجيج كان عليها.
– المصنوعات الخشبية : عثر على قطعة خشبية تمثل جزء من مشط مزخرفة بخطوط غائرة عبارة عن ثلاثة خطوط في المنتصف واثنان في الطرفين يتقاطع على سطح خطان على هيئة حرف ( × ) باللغة الإنجليزية.
– الزجاج : عثر على ثلاث كسر زجاجية تمثل أجزاء من أبدان وحواف لأواني زجاجية إحداها ذات لون أزرق داكن على السطح الخارجي تظهر آثار زخرفة ، أما الثانية فهي تمثل حافة وبدن ، حيث الحافة مقلوبة للخارج ، وهي شفافة وذات لون أخضر فاتح ، والثالثة جزء من بدن ذات لون أخضر فاتح على البدن من الخارج عليها خطوط متوازية تمثل زخارف.
– المباخر : عثر على مباخر إحداهما مكتملة وهي مكعبة صغيرة الحجم ذات أربعة قواعد مصنوعة من حجر رمادي اللون تبدو آثار كتابات بخط المسند ويمكن ملاحظة نقش واحد على أحد الأوجه وهو ( ضرو) والضرو أحد أسماء الطيوب وتبلغ أبعادها 5 سم × 3 سم ، أما المبخرتين الأخريين فهما أجزاء إحداها مصنوعة من الحجر الرملي تتضح زخرفة عبارة عن مثلثات على أحد جوانبها وهي ذات أرجل ، أما الأخرى فهي مصنوعة من الفخار تمثل نصف مبخرة صنعت من عجينه لونها بني غير نقيه تبدو آثار أصابع الصانع وعليها طلاء من الداخل وتظهر آثار كتابة بالخط المسند يمكن قراءتها وهي عبارة عن اسم من أسماء الطيوب ( رند )
– المساحق : عثر على عدد من المساحق وهي عبارة عن أجزاء مصنوعة من الحجر تختلف في أشكالها وألوانها فمنها ما هو دائري الشكل مقعر من الداخل وله مصب ، وأحياناً نجد له حافة بارزة تحيط به من الخارج وهذه الأنواع ذات أرجل ونجد بعضها ذات شكل مستطيب محدبة القاعدة ولها حافة بارزة تحيط بها.
- الرحى : تركزت معظم الرحى التي عثر عليها هذا الموسم في إحدى الغرف التابعة للمبنى حيث عثر على الجزء العلوي والسفلي لهذه الرحى وأحياناً جزء واحد فقط ، وهي مصنوعة من حجر رمادي اللون ، وقد لوحظ أن بعضها غير مكتمل أو أن الغرض الذي صنعت من أجله لا يتطلب دقة في الصناعة وتتراوح أقطار هذه الرحى ما بين 40-50 سم تقريبا.
– الأحواض الحجرية : عثر على حوضين حجريين أحدهما لونه رمادي والآخر بيج مصنوعان من الحجر الرملي أحدهما خارج الوحدة والآخر في إحد الغرف الداخلية ، وهما مصنوعان بطريقة النحت إلا أن الحوض الذي عثر عليه بالداخل وجد مهشماً ويحتاج إلى ترميم ، نلاحظ وجود ما يعرف بمنصب أو مجرى للسوائل على القاعدة بشكل واضح.
– أواني الحجر الرخامي : عثر على جزئين يمثل أحدهما جزء من حافة لإناء مصنوع من الرخام ويمثل الآخر جزء من قاعدة يظهر عليها آثار النحت ، ومن المصنوعات الرخامية أيضاً عثر على جزء إفريز رخامي تظهر عليه خطوط غائرة متوازية بشكل منظم على وجهه.
- النقوش والكتابات : عثر على نقوش قليلة غير مكتملة ومن هذه النقوش ما هو موجود على الجدار الغربي فعلى إحدى أحجار هذا الجدار يوجد نقش ربما يتحدث عن صاحب المنزل ويعرفنا به ولكن النقش للأسف غير مكتمل ويقرأ من اليسار إلى اليمين ( ب أ ل ) واللام هنا للملكية و أ ، ل بداية اسم علة وعلى حجر آخر في نفس الجدار نلاحظ حرفان ليس لهما دلالة تذكر وهما حرفا ( ه ، ر ) أيضاً لاحظنا في إحدى زوايا المبنى من الخارج في الجدار الغربي وجود نقش يمثل حيّة أو ثعبان يتضح رأسه وجزء كبير من جسمه.
وعلى وجه إحدى المباخر يرد اسم ( رند) وهو اسم من أسماء الطيوب وكذلك على وجه مبخرة أخرى يرد اسم ( ضرو ) وهو اسم من أسماء الطيوب أيضا وعلى السطح الداخلي لكسرة من أناء من الحجر الصابوني نجد نقش مفقود جزء منه مكتوب بالخط المسند وهو اسم لشخص ربما الذي صنع الآنية ويمكن تمييز الاسم الأول وهو ( معاوية ) أما الأخرى فهي تكملة ربما اسم الأب أو العائلة. ويتضح مما سبق أن نتائج الحفريات الأثرية المتمثلة في المعثورات المتنوعة التي تم العثور عليها تتشابه في شتى المواسم .
قصة الأخدود كما تحكيها السنة النبوية المشرفة وكما وردت في صحيح مسلم في باب الزهد:
بدأت الحكاية التي وقعت عام 525 ميلادية عندما دعا الملك اليهودي (ذو نواس) اخر ملوك حمير اهل نجران للعدول عن ديانتهم النصرانية والتي وصلت لهم على يد فيمنون الذي أتى من بلاد الشام يبشر بالديانة المسيحية وهي ديانة سيدنا عيسى ومن اعتنقها في ذاك الوقت يعتبر مؤمناً بالله فآمن بها شاب يدعى عبدالله ابن الثامر وهو من كان سببا في ايمان اهل الأخدود أما ذو نواس فكان يعتنق الديانة اليهودية فطلب منهم العودة الى ديانته فأبوا، ثم أمر بحفر أخدود عظيم في الارض واشعل فيه النار والقى فيه نحو 20 الف مؤمن تمسكوا بدينهم، ورفضوا الانصياع والدخول في دين الملك.
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل .
فأخذ حجراً فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء .
فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني فقال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربي قال أولك رب غيري قال ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والبرص وتفعل وتفعل فقال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله تعالى فدفعه إلى نفر من أصحابه .
فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله تعالى فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال ما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع في صدغه فوضع يده في صدغه فمات .
فقال الناس آمنا برب الغلام فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق رواه مسلم .
ذروة الجبل أعلاه وهي بكسر الذال المعجمة وضمها والقرقور بضم القافين نوع من السفن والصعيد هنا الأرض البارزة والأخدود الشقوق في الأرض كالنهر الصغير وأضرم أوقد وانكفأت أي انقلبت وتقاعست توقفت وجبنت .
من كتاب "شرح رياض الصالحين" http://islamport.com/w/srh/Web/2365/35.htm
المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421ه)
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث النبوي
جاءت جولتنا في مدينة الأخدود الأثرية أثناء زيارتنا الاعلامية السياحية التي قمنا بها لمنطقة نجران وذلك بدعوة كريمة من وكيل إمارة المنطقة عبدالله ابن دليم القحطاني حيث كنا بضيافة الإمارة لمدة عشرة أيام تم من خلالها زيارتنا لعددٍ من المواقع السياحية والتراثية والأثرية بالمنطقة وذلك لعمل تقارير إعلامية تعكس ما تشهده منطقة نجران ومحافظاتها من نهضة تنموية في كافة المجالات وإظهار ما تميزت به المنطقة من تطور وجماليات أثرية وسياحية ونهضة عمرانية توحي بنقلة نوعية غير مسبوقة وخاصة في المجال السياحي.
JPG


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.