أعلنت إسرائيل السبت أنها قتلت ثلاثة قياديين في الحرس الثوري الإيراني وقصفت موقعاً نووياً في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء الحرب التي دخلت يومها التاسع بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية. ومع تمسّك طهران برفض التفاوض بشأن برنامجها النووي مع تواصل الضربات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن مهلة "أسبوعين" التي حددها الخميس ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي "حد أقصى"، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: إن الضربات التي طالت خصوصاً منشآت عسكرية ونووية، أخرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان السبت أنه "قضى" على القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري سعيد إيزادي، قائلاً: إنه كان "حلقة الوصل" بين إيران وحركة (حماس). وأوضح أنه استهدِف "داخل شقة اختباء سرية" في منطقة قم جنوبطهران. ويتبع فيلق القدس للحرس الثوري وهو معني بالعمليات الخارجية خصوصاً دعم المجموعات الحليفة لإيران والمناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط مثل "حزب الله" اللبناني وحماس الفلسطينية. كذلك أعلن الجيش القضاء على بهنام شهرياري، مشيراً إلى أنه "قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفيلق القدس"، وذلك في غارة على سيارته في غرب إيران، والقيادي الآخر في الحرس أمين بور جودكي الذي قاد مئات الهجمات بالمسيرات ضد إسرائيل. إلى ذلك، أفادت وكالة إيسنا السبت بمقتل أربعة عناصر من الحرس الثوري في ضربة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في تبريز بشمال غرب البلاد. استهداف متجدد لموقع أصفهان وأسفرت الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وقائد الحرس الثوري. وأطلقت إسرائيل حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران في 13 يونيو، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن برنامجها النووي شارف "نقطة اللاعودة". وترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قصف مجددًا موقعًا نوويًا في أصفهان (وسط). وقال الجيش: إن سلاح الجو قصف خلال الليل "للمرة الثانية الموقع النووي في أصفهان"، مشيراً إلى استهداف منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وأكد مصدر عسكري إسرائيلي أن الضربات "عززت إنجازاتنا وزادت من الضرر اللاحق بالموقع"، مؤكداً أن إسرائيل "ألحقت ضرراً بالغاً بقدرات إيران على إنتاج أجهزة الطرد المركزي". وكانت وكالتا "مهر" و"فارس" الإيرانيتان نقلتا عن مسؤول محلي وقوع الهجوم و"عدم رصد أي تسرب لمواد خطرة". إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت شن غارات على "بنية تحتية لتخزين الصواريخ وإطلاقها وسط إيران". تشتبه الدول الغربية بأن إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية. وتنفي طهران ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول: إنها تمتلك 90 رأساً نووياً. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية السبت "بحسب التقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل إمكانية امتلاكهم قنبلة نووية". وأضاف: "قضاؤنا على هؤلاء الأشخاص الذين قادوا تسليح البرنامج النووي ودفعوا بهذا الاتجاه، أمر بالغ الأهمية". وبدأت الضربات في خضم مفاوضات بين واشنطنوطهران تهدف للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني. ورداً على سؤال بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لقناة "إن بي سي" الأميركية: "ربما كانت لديهم هذه الخطة من البداية، واحتاجوا للمفاوضات للتستر عليها"، مضيفاً بشأن الأميركيين: "لا أعرف كيف يمكننا أن نثق بهم بعد الآن. ما قاموا به عملياً كان خيانة للدبلوماسية". عمليات مركبة في غضون ذلك، تواصل طهران إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو إسرائيل. وأعلن الحرس الثوري السبت في بيان أنه أطلق "خلال الليل عدة أسراب من مسيرات شاهد 136" ودفعات من الصواريخ، مؤكداً مواصلة "العمليات المركبة بالمسيرات والصواريخ". وفي إسرائيل، أفاد جهاز الإسعاف "نجمة داود الحمراء" بأن "ضربة طائرة مسيّرة أصابت مبنى سكنياً من طبقتين في شمال إسرائيل"، مشيراً إلى أن طواقمه لم تعثر على أي ضحايا في الموقع. وأتى ذلك بعدما حذّر الجيش من تسلل قطعة جوية معادية في منطقة بيسان (بيت شان بالعبرية). كما أفادت أجهزة الإسعاف عن اندلاع حريق على سطح مبنى في وسط الدولة العبرية، بدون ذكر ضحايا. وبحسب أحدث حصيلة للسلطات الإسرائيلية، أدت الضربات الإيرانية إلى مقتل 25 شخصاً في الدولة العبرية. من جهتها، أفادت وزارة الصحة الإيرانية الجمعة أن حصيلة القتلى وصلت الى 350 شخصاً. من جهتها، ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، وهي منظمة إيرانية غير حكومية مقرها في الولاياتالمتحدة، أن الضربات أسفرت عن وقوع 657 قتيلاً وألفي جريح على الأقل. وأثارت الحرب حركة نزوح من طهران التي يقطنها نحو 10 ملايين نسمة. والسبت، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن شرطة المرور أن "موجة العودة إلى المدن الكبرى بدأت من الأمس. يسجّل ازدحام كبير عند مداخل هذه المدن، خصوصاً طهران". كارثة تامة وتثير الحرب بين القوتين الإقليميتين مخاوف من نزاع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، يضاف إلى التوترات القائمة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير حذّر في رسالة إلى مواطنيه الجمعة، من أن النزاع سيطول. وقال: "أطلقنا الحملة الأكثر تعقيداً في تاريخنا (...) علينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة". موقع أصفهان النووي تعرض للقصف الإسرائيلي للمرة الثانية