تتوالى الإدانات الدولية والعربية للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، في وقت تشهد فيه الأراضي المحتلة تصعيداً خطيراً على المستويات الإنسانية والأمنية والسياسية، وسط دعوات متزايدة لتفعيل حل الدولتين وإنهاء الأزمة المتفاقمة، خاصة في قطاع غزة الذي يواجه أوضاعًا مأساوية. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن إدانته الشديدة لمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين الذين كانوا يبحثون عن الطعام في قطاع غزة، مشددًا على أن تكرار مثل هذه الحوادث يسلط الضوء على خطورة الوضع الإنساني المتدهور. وقال المتحدث باسمه، فرحان حق، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية: إن غوتيريش "يدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في جميع هذه التقارير، مع إرساء مبدأ المساءلة"، لافتًا إلى أن سكان غزة ما زالوا يفتقرون إلى الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية. وأضاف أن "القانون الإنساني الدولي يُحمّل إسرائيل مسؤولية واضحة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين"، داعيًا إلى استعادة إدخال الإغاثة الإنسانية بشكل فوري وواسع ودون عوائق، والسماح للمنظمات الدولية بالعمل الآمن، في ظل احترام كامل للمبادئ الإنسانية. من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف ما وصفه ب"نهب مقدرات الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن هذه السياسات تهدف إلى تقويض السلطة الفلسطينية وتفريغ مشروع الدولة من مضمونه. وجاءت تصريحات أبو الغيط خلال لقائه بالسفير الفلسطيني لدى الجامعة، مهند العلكوك، الذي سلّمه رسالة من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، تتناول الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة؛ بسبب مصادرة إسرائيل لأكثر من ثلثي أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية عبر نظام "المقاصة". وأكد أبو الغيط أن دعم السلطة الفلسطينية في هذه الظروف الصعبة هو "واجب وطني وقومي"، وأن تعزيز قدرتها في مواجهة محاولات الاحتلال تقويضها، يُمثل ركيزة أساسية لتجسيد الدولة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني. وفي تصعيد ميداني خطير، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى أمام الزوار والمصلين لليوم السادس على التوالي، في وقت تشدد فيه إجراءاتها العسكرية على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية. وشهدت القدسالمحتلة حملة مداهمات واعتقالات جديدة، طالت عددًا من الأحياء والبلدات، حيث جرى اعتقال شاب فلسطيني وتخريب ممتلكات خاصة خلال اقتحامات ليلية نفذتها القوات الإسرائيلية، مما زاد من التوتر والاحتقان في المدينة المقدسة. وفي سياق الجهود الدولية لتسوية الأزمة، رحّبت رابطة العالم الإسلامي بالبيان الصادر عن الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأممالمتحدة الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، الذي شاركت في قيادته المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا. وأكد الأمين العام للرابطة، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، على أهمية التحرك الدولي الذي تقوده السعودية، معتبرًا أن المؤتمر يُعد ثمرة لهذا الجهد، رغم تعليق أعماله بسبب التصعيد الأخير في المنطقة. وثمّن الشيخ العيسى ما تضمنه البيان من تأكيد على "استمرار الدعم الدولي لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة ومستدامة عبر تطبيق حل الدولتين"، داعيًا إلى تفعيل كل السبل الدبلوماسية لوقف الحرب وإنهاء المعاناة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة.