- الرأي - بدرية عيسى - جازان : ودّعت الساحة الإعلامية والتربوية في جازان أحد أبرز رموزها، بوفاة الأستاذ موسى محرق، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجالات التعليم، والإعلام، والثقافة. وقد خلف خبر وفاته حزنًا واسعًا في الأوساط المهنية والاجتماعية، لما عُرف به من دماثة خلق، وتفانٍ في أداء واجباته. مسيرة تعليمية راسخة بدأ الراحل مشواره المهني في ميدان التعليم، حيث شغل مهامًا متعددة، بدءًا من معلمٍ وحتى مدير مدرسة. وقد عُرف بين زملائه ومعلميه بالتفاني في العمل والحرص على تطوير بيئة التعليم، مؤمنًا بدوره التربوي والتأهيلي تجاه الأجيال. بصماته في الإعلام لم تتوقف طموحات الأستاذ موسى عند أسوار المدرسة، بل امتدت إلى المجال الإعلامي، حيث سجل حضورًا مميزًا كمعدٍّ ومقدّم برامج، ومراسل نشط، وكاتب تقارير تتميز بالموضوعية والعمق. تميز بإتقانه أدوات الإعلام المختلفة، من الكلمة المكتوبة إلى العدسة والصوت، فجمع بين المهنية والحس الإنساني. موهبة أدبية وثقافية وكان للفقيد حضور بارز في المشهد الثقافي والأدبي، حيث اعتلى المنصات شاعرًا يُجيد التعبير ونسج المعاني بجزالة وقوة. لم يكن الشعر بالنسبة له هواية، بل كان وسيلته للتعبير عن ذاته وهموم مجتمعه، وهو ما أكسبه احترام جمهور المثقفين والنخب الأدبية. دوره في جامعة جازان مع تأسيس جامعة جازان، التحق الراحل بقسم الإعلام، وأسهم بدور محوري في تغطية الفعاليات وتوثيق منجزات الجامعة. وكان من أوائل الكوادر الإعلامية التي أسهمت في بناء الهوية الإعلامية للمؤسسة، جامعًا بين الحرفية والمبادرة في أداء مهامه. وداع مؤلم وذاكرة باقية رغم رحيله، لا تزال آثار الأستاذ موسى محرق حاضرة في كل منبرٍ اعتلاه، وكل تقرير أعدّه، وكل فعالية ساهم في نجاحها. وقد نعاه عدد من زملائه ومحبيه، مؤكدين أنه كان مثالًا في الالتزام والوفاء، وواحدًا من الأسماء التي يصعب تكرارها. إنا لله وإنا إليه راجعون.