الطريق هو شريان الحياة، الذي يربط بين الناس ويصل المدن بالقرى والأسواق بالمنازل، وهو مساحة مشتركة يستخدمها الجميع على اختلاف وسائلهم وأهدافهم. لذلك فإن خدمة الطريق ليست واجباً على جهة محددة فقط، بل هي مسؤولية جماعية يتشارك فيها السائق والمشاة وأصحاب المنازل والمحال التجارية والجهات الحكومية، وكل من له علاقة بالطريق بشكل مباشر أو غير مباشر. إننا حين ندرك أن الطريق ليس ملكاً شخصياً بل حقاً عاماً، سنحافظ عليه كما نحافظ على بيوتنا بل أشد. أول أركان خدمة الطريق تبدأ من السائق نفسه، فهو المسؤول الأول عن سلامة من معه ومن حوله. القيادة الآمنة واحترام أنظمة المرور وعدم التهور أو السرعة الزائدة هي من أكبر صور خدمة الطريق. وكذلك احترام أحقية المشاة، والوقوف عند الإشارات، واستخدام حزام الأمان، وتجنب استخدام الجوال أثناء القيادة، وكذلك عدم رمى مخلفات السياره بالطريق كل ذلك يصب في جعل الطريق آمناً للجميع. أما المشاة، فلهم دور مهم في هذه الخدمة، فهم مطالبون بعبور الطريق من الأماكن المخصصة لهم، وعدم المخاطرة بقطع الشارع من أماكن غير آمنة، واحترام الإشارات الضوئية، وتعليم الأطفال أصول السلامة المرورية. فكما أن السائق مسؤول عن الحفاظ على الأرواح، فإن المشاة أيضاً يحمون أنفسهم ويخففون العبء عن الآخرين بالتزامهم. ولا ننسى أصحاب المحلات والمنازل المطلة على الشوارع؛ إذ يقع على عاتقهم المحافظة على نظافة الأرصفة وعدم رمي المخلفات، أو ترك بضائعهم تعيق مرور الناس. كما يجب عليهم الاهتمام بإنارة واجهات محلاتهم ليلاً؛ لتكون الطريق أكثر أماناً. أما الجهات المعنية، فهي مسؤولة عن صيانة الطرق، وإصلاح الحفر، وتركيب الإشارات والعلامات التحذيرية في أماكن الخطر، وتنظيم الحملات التوعوية لتثقيف المجتمع حول أهمية خدمة الطريق والمحافظة عليه. فالتعاون بين المجتمع والجهات الرسمية يصنع بيئة طرق آمنة تقل فيها الحوادث وتزداد فيها الراحة. إن الطريق مرآة لحضارة الشعوب، فحين ترى طرقاً نظيفة منظمة وخالية من الفوضى تدرك أن وراءها مجتمعاً واعياً يقدر النعمة ويحافظ عليها. والعكس صحيح، فإهمال الطرق ورمي النفايات أو التعدي على حقوق الآخرين فيها يعكس صورة سلبية عن المجتمع. خدمة الطريق إذن ثقافة وسلوك يومي، تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع، وكلما ازداد وعي الناس بها قلّت الحوادث وقلت المعاناة في الشوارع وارتفعت جودة الحياة. علينا أن نتذكر أن خدمة الطريق هي خدمة لأنفسنا ولأبنائنا، وأن الطريق النظيف والآمن يوفر علينا وقتاً وجهداً، ويجعل حياتنا أكثر راحة وطمأنينة.