اليوم الوطني.. ذكرى تاريخية عظيمة على قلوبنا جميعاً، ففيه نستعيد- بفخر- عظمة مجهودات وتضحيات قائدنا مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- وتلك الجهود الكبيرة التي بذلها مع رجاله، التي أدت إلى تأسيس الوطن الغالي الذي نعتز ونفخر به دوماً. في تاريخ الأوطان لحظات فارقة تعيد رسم مسارها، وتحدد ملامح مستقبلها. ولعل من أبرز هذه اللحظات ما تعيشه المملكة اليوم في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله – حيث النجاحات والإنجازات على كل الأصعدة تسابق الزمن، فالوطن ينتظمه مشروع تنموي شامل وغير مسبوق، على ضوء مستهدفات الرؤية الطموحة لسيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، القائد الملهم الذي يقودنا بهمة جبل طويق لبناء السعودية العظمى. إن المملكة دولة بحجم قارة، تتمتع بإمكانات ومقدرات كبيرة وعظيمة، وذات تاريخ تليد وحضارة عريقة وموقع فريد ومكانة دينية مهمة، ولها تأثير كبير في العالم، مواردها متعددة من معادن ثمينة ونفط وصناعات أساسية ثقيلة، وصناعات تحويلية متوسطة وموارد زراعية وثروة حيوانية وسمكية ومشاريع سياحية وغيرها. كل هذا الموارد تشكل أساساً متيناً لبناء أمة سعودية متفردة تتوفر لها كل المتطلبات اللازمة لنجاحها، فالمطلوب حشد طاقات وإمكانات الجميع خلف جهود قيادتنا الرشيدة، وتحلي الجميع بقيم الإخلاص والتفاني، فالجميع مطالبون في ظل وجود هذا الكم الكبير من الموارد والعناصر بالإسهام في بناء أمة سعودية جديدة، وعليهم وضع إمكاناتهم ومؤهلاتهم لرفد عملية البناء الوطني؛ العلماء والمثقفون، والشباب والشابات، والمرأة، كل مواطن في موقعه له سهمفي مشروع البناء والتنمية. إن ثقافة أن الدولة وحدها هي التي تقوم بفعل كل شيء، وأنها وحدها هي التي تضطلع وتنجز المشاريع التنموية دون مشاركة ومساندة منّا ما عادت لها نفع، وآن لها أن تختفي من المفهوم الثقافي والاجتماعي لبعضنا؛ ثقافة أن العمل هو مشروع إعاشي دون أدنى إضافة أو ابتكار هي ثقافة بالية تخصم ولا تضيف شيئاً لجهود البناء، فما أنبل أن يتقمص الجميع دور أنهم شركاء لا أجراء في مهامهم. وإذا كان صحيحاً أن وطناً لا نحميه لا نستحق العيش فيه، فإنه صحيح أيضاً أن وطناً لا نبنيه لا نستحق العيش فيه، ومطلوب من الجميع وضع كافة إمكاناتهم ومبادراتهم مساندةّ ومؤازرةً لجهود قيادتنا الرشيدة في عملية البناء والتنمية. إن ذكرى اليوم الوطني هي مناسبة غالية، وما أحرانا أن نعشق دوماً هذا الوطن الغالي بأن نشمر السواعد ونشحذ الهمم، ونحشد الطاقات في تلاحم ووفاء وولاء خلف قيادتنا الرشيدة؛ لبناء السعودية العظمى، ودام عزك يا وطن ولنرفع الخفاق أخضر فوق هامات السحاب. باحثة وكاتبة سعودية