المركزي الروسي يخفض سعر صرف الروبل مقابل العملات الرئيسة    استشهاد 17 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    الهلال يواصل استعداداته بعد التأهل.. وغياب سالم الدوسري عن مواجهة السيتي    الأرصاد: استمرار الحرارة والغبار.. وأمطار رعدية متوقعة جنوب المملكة    حقيقة تعاقد النصر مع جيسوس    نيوم يعلق على تقارير مفاوضاته لضم إمام عاشور ووسام أبو علي    موقف ميتروفيتش من مواجهة مانشستر سيتي    رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف ضد المدنيين في غزة واعتداءات المستوطنين على كفر مالك    ليلة حماسية من الرياض: نزالات "سماك داون" تشعل الأجواء بحضور جماهيري كبير    عقبة المحمدية تستضيف الجولة الأولى من بطولة السعودية تويوتا صعود الهضبة    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تقيم حفل انطلاق برامجها    رئيسة الحكومة ووزير الصحة بتونس يستقبلان الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية    «سلمان للإغاثة» يوزّع (3,000) كرتون من التمر في مديرية القاهرة بتعز    فعاليات ( لمة فرح 2 ) من البركة الخيرية تحتفي بالناجحين    "الحازمي" مشرفًا عامًا على مكتب المدير العام ومتحدثًا رسميًا لتعليم جازان    في حالة نادرة.. ولادة لأحد سلالات الضأن لسبعة توائم    دراسة: الصوم قبل الجراحة عديم الفائدة    ضبط شخص في تبوك لترويجه (66) كجم "حشيش" و(1) كيلوجرام "كوكايين"    أمير الشرقية يقدم التعازي لأسرة البسام    نجاح أول عملية باستخدام تقنية الارتجاع الهيدروستاتيكي لطفل بتبوك    صحف عالمية: الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية 2025    مقتل 18 سائحًا من أسرة واحدة غرقًا بعد فيضان نهر سوات بباكستان    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقوى الله أعظم زاد، وشهر المحرم موسم عظيم للعبادة    12 جهة تدرس تعزيز الكفاءة والمواءمة والتكامل للزراعة بالمنطقة الشرقية    الشيخ صالح بن حميد: النعم تُحفظ بالشكر وتضيع بالجحود    بلدية فرسان تكرم الاعلامي "الحُمق"    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    أخلاقيات متجذرة    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    ثورة أدب    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    نائب أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    تحسن أسعار النفط والذهب    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الإطاحة ب15 مخالفاً لتهريبهم مخدرات    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توحدوا واسحقوا الميليشيات .. لا وقت للإرث والثأرات.
نشر في جازان نيوز يوم 09 - 12 - 2017

لم يخلُ خطاب لعلي صالح يرحمه الله من عرض التفاوض مع السعودية بمعزل عن الرئيس هادي والحكومة التي اكتسبت شرعيتها من الرئيس هادي والذي تعترف به وحكومته دول العالم ، كان يمزج خطاباته بمفردات استرضائية للحوثي ، " العدوان السعودي " والصهيونية وأمريكا ،لم ينس صالح يومًا أن الحوثي احتاج إليه فيما كان يبيِّت النيَّة لاغتنام أي مبرر للثأر للاثني عشري المتطرف شقيقه حسين الحوثي ،.
وبعد أن تمكن بدعم صالح من الاستيلاء على محافظات اليمن ،و فتح الأمن والحيش اليمني أبواب المحافظات عدا عدد ضئيل منها؛ منها تعز والبيضاء ، في وقت كان الرئيس هادي يجري حوارات ومعه المبعوث الأممي جمال بن عمر للخروج بنتيجة عن ما سمي "السلم والشراكة " أي يبدل الحوثيون رفع سلاحهم في وجه الدولة اليمنية وتطمينًا لهم، فيما لا يهمهم سوى تنفيذ المخطط الايراني باستلاب السلطة في اليمن، ومع تشكيل الرئيس هادي حكومة على رأسها مدير مكتبه ، رفضها الحوثيون في مهدها ، ثم جاءت حكومة برئاسة خالد بحاح ومناصب قيادية للوزراء الحوثيين ، وعين خلالها الرئيس هادي قيادات عسكرية حوثية بمناصب هامة في الجيش والأمن ، ثم بدأ تمدد الحوثي ودخوله صنعاء ، ثم محاصرته بالقصر الجمهوري ، ووضعه رهن الاقامة الجبرية .
سطوة الحوثيين كانت حقيقة لها حاضنة شعبية في صنعاء العاصمة؛ فلم يتم أي رد فعل شعبي ،و نشر الحوثيون ميليشياتهم في الشوارع وظهروا في نقاط التفتيش وفي الجولات مع رجال الأمن ،ويسيرون حركة المرور ، ولا كأن شيئًا يحدث ، في وقت كانت القوات المسلحة والأمن لا تلقي بالًا لأوامر الوزارات التابعة لها ، حتى الحرس الرئاسي المكلف بحراسة القصر الجمهوري لم يتمكنوا من منع الميليشيات من اقتحامه ، فيما بن عمر يجري حواراته في فندق موفمبيك مع الأحزاب السياسية والمشايخ النافذين وفريق تفاوض الحكومة ، فيما الرئيس هادي في محتجزه ،أشبه ما يكون لنقل السلطة للحوثي ، وحين تم تعيين اللجنة الثورية العليا والتي أعلنت بيانها الذي اسمته "الدستوري "ليمكنها من اصدار القوانين والتشريعات" ، وكأن مجلس النواب خارج الخارطة السياسية .
جاء الاعلان من داخل القصر الجمهوري بحضور وزيري الداخلية والدفاع اللذين قالا أنهما أُحْضِرا جبرًا بلباسهما العسكري ، يُسْتَشَفَّ من ذلك أنهما لم يكن لهما أي سلطة على معسكرات ومراكز أمن ، بل أن السلطة الفعلية للحوثيين ،مع تعاون صالح والقيادات العسكرية التنفيذية ، الحرس الجمهوري الذي كان قد حله الرئيس هادي ووزع ألويته تحت امرة الجيش فكانت فرصتهم للانسلاخ ورهن قرارهم بيد صالح ، الذي لم يكن ليرفض للحوثيين أمرًا حتى يظل محافظًا على حياته ،و كان يؤشر ذلك أن صنعاء بأغلبيتها الفاعلة ؛ المشايخ وهيئات الدولة قد دانت للحوثيين .
وبعد أن تمكن الرئيس هادي من الوصول الى عدن وسبقه رئيس الوزراء . لاحقوه بقصف قصر المعاشيق في عدن بالطيران ،ومع وصول قوافل الغزو الحوثي الى مشارف عدن ، ارسل الرئيس هادي خطابًا ناشد فيه خادم الحرمين الشريين الملك سلمان فلبى النداء أما الغالبية الشعبية الغلبانة قلوبهم مع هادي والنافذون من كوادر المؤتمر الشعبي العام مع صالح؛ بيد أنه لم يكن بوسعه أن يغير في الأمر شيئًا يغضب الحوثيين ، ثم تاليًّا قواعد المؤتمر الشعبي العام انقسموا بعد كان صالح قد أصدر قرارًا بصفته رئيس المؤتمر الشعبي العام بفصل الرئيس هادي بصفته نائبه وأمينه العام – تصورا رئيس جمهورية نائبًا لرئيس حزب - وتعاطف مع الرئيس هادي أعضاء المؤتمر الجنوبيين ، عدا أحمد عبيد بن دغر عين بديلًا عن الرئيس هادي في خطوة من صالح تمثل نهجه ليحقق التوازن بين الشمال والجنوب "ظاهريًّا" .
الجنوبيون عادوا للجنوب وأعلنوا دعم الرئيس الشرعي هادي ،ثم لاحقًا التحق بن دغر بالأعضاء الجنوبيين وغيرهم من الشماليين ولحق بالرئيس هادي في الرياض. وعين رئيس وزراء عوضًا عن علي محسن الأحمر الذي كان عين بديلًا عن خالد بحاح مع موجة التفجيرات في عدن وسطوة رجال صالح وأنصاره وعملائه من القاعدة ، مجلس النواب يحسب رفض مناقشة استقالة الرئيس هادي التي بعث به من مفر احتجازه "فسرها بعد وصوله الى عدن " أنه كان مكرهًا ولم يكن تحت إمرته سوى حرس خاص بمكان اقامته الجبرية لحمايته ،انضواء علي صالح تحت قيادة الحوثي وتحالفه معه كان نكاية بخصومه الرئيسيين صادق الأحمر وشقيقه حميد ، وحزب الاصلاح ، وأحزاب اللقاء المشترك ، وعلي محسن الأحمر و لذلك سهلت مهمة تفكيك اللواء الأول الذي كان يقوده علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق لعلي صالح والذي نشق عن قوات صالح وانضم لصانعي ثورة اليمن 2011 .
والمفارقة أن اللواء الأول المنشق بعهد علي صالح وبالتحديد بثورة 2011 والمنضوي تحب سلطة الدولة بعهد الرئيس هادي لم يقاوم مليشيات الحوثي في بداية دخولها صنعاء ، وقد تركوا الحوثي ينهب آليات وذخائر مقر اللواء الأول وكل ما يخف وزنه ويغلى ثمنه ، غادر الأحمر خلسة الى السعودية ؛بعد ذلك أدرك صالح أن عليه تقوية تحالفه بالحوثي وبالفعل لولاه لما تمكن الحوثي من الاستيلاء على مفاصل الدولة وشيئًا فشبئًا قويت شوكتهم بالتوازي ارتفع صوت صالح المندد بالتحالف .
ثم تمكن الرئيس هادي من الوصول الى عدن وسبقه رئيس الوزراء . لاحقوه بقصف قصر المعاشيق في عدن بالطيران ،ومع وصول قوافل الغزو الحوثي الى مشارف عدن ، ارسل الرئيس هادي خطابًا ناشد فيه خادم الحرمين الشريين الملك سلمان فلبى النداء بعاصفة الحزم .؛دأ صالح يردد نفس اللازمة اعلان الحرب على اليهود والامريكان وآل سعود. .. وبالتدريج صار صالح أسيرًا ومتحدثًا سياسيًّا باسم الحوثيين ومخططًا ما يقال وما لا يقال في المفاوضات، وكان وفد المؤتمر الشعبي بالرغم من وجود ديبلوماسي عريق ووزير خارجية سابق ، إلا أن وجوده وبقية أعضاء المؤتمر الشعبي كان هامشيًا سواء في مفاوضات جنيف أو الكويت ومشاركة اعضاء من المؤتمر الشعبي حتى لا يقال أن الحوثيين هم من يديرون اليمن بل معه المؤتمر الشعبي .
كانت خطابات صالح السابقة؛ دائمًا ما يقول فيها أن السلطة بيد من كان يسميهم مسايرة للحوثيين وذرًا للرماد في عيون الرئيس هادي والتحالف " أنصار الله " وكان يردد في خطاباته السابقة ، التي كان يفهم منها أنه يريد التفاوض مع السعودية فقط بدون الرئيس هادي وحكومته وأن شرعية هادي انتهت عام 2014؛كان يقول كل هذا بثلاث رسائل الأولى للحوثيين ويكفي أن يقول أنهم من يمسكون بالسلطة وأنهم أنصار الله ،وثانيًا للخارج أن ما يقوله كان يجب أن يُفْهَم أن لا دور له في الحكم وأن لا سلطات لديه عدا رئاسة حزب بلا أنياب.
الرسالة الأخيرة من خطاباته السابقة ؛ دعوة إلى التفاوض معه لأن شوكة الحوثيين ستقوى وتقوى ، ثم إبان قصف قصره في صنعاء ، خرج من بين الأنقاض مرتديًّا زيًّا رسميًّا متحديًا : "أنه لا يهم تدمير قصر فسيعيد اصلاحه ، وان الصواريخ التي قصفها التحالف سيتم تعويضها ومن اليسير أن يأتي بأضعاف ما دمر "، ومع كل خطاب له كان حريصًا أن يبدو مؤيدًا للحوثيين في نفس الوقت صار هاجسه من بطشهم مؤقتًا لا نهائيًّا ، وحين كان في غمرة حوار مع قناة الميادين حاجّه المذيع المحاور حين قال أن قصف التحالف لم يطل الحرس الجمهوري الذي قوامه أربعمائة الف ومدرب جيِّدا وأن القتلى من متطوعين وثوارًا ،ثم عاد وأجاب على سؤال التقط المذيع إجابته أنت الآن تنكر أي سلطة لك على قطاع عسكري أو مدني .
قبيل خطابه الأخير كان قد ازداد بطش الحوثيين بقادة عسكريين مؤيدين له ، وكان أن اصدر الحوثيون منتصف العام الحالي 2017 قرارات بهيكلة مراكز القرار في الحرس الجمهوري والجيش شملت سبعين ألفًا من كبار الضباط و والجنود وكذلك الأمن السياسي والمخابرات والمرور ودوريات النجدة ، وضع على راسها قيادات حوثية ومن أنصاره ، وجاءت الاحتفالات بثورة 26 سبتمبر لتنكأ جراح الحوثيين لأن تلك الثورة أطاحت بحكم الأئمة ،وشعر عبدالملك الحوثي أن الاحتفال بعد أن اختفى خلال ثلاثة أعوام لا يمكن أن يكون مجرد احتفال بل لتجديد الثورة على حكم الأئمة ممثلًا حاليًّا بالحوثيين ، فبدأ الصراع علنيًا وحذر من اقامته بميدان السبعين ونشر قواته لمنع حضور مشاركين من المحافظات الأخرى وخاصة المؤيدين للمؤتمر الشعبي العام ، وتدخل مشايخ قبائل من طوق صنعاء شبه محايدين؛ انتهت بالاطلاع على نص الخطاب الذي سيلقيه صالح في المحتفلين بميدان السبعين فتعذر ذلك فأخذوا منهم وعدًا بأن لا يهاجم الحوثيين .
وبالفعل وحتى لا يقال أن علي صالح احترق سياسيًا قبِل بالشروط، فيما لم يعلم المشايخ الداعمون له وكوادر المؤتمر الشعبي العام ، ولذلك فوجئوا بخطابه الذي امتدح فيه الحوثيين وأنهم أنصار الله وبأنه يقاتل معهم من أجل "الوطن" ،وقد خرج كثيرون من المحتفلين قبل أن ينهي خطابه ، ثم تجدد الاختلاف العلني أن تحرش الحوثيون بحراس مسجد الصالح فوجدوا فيه الشعرة التي ستقصم ظهر البعير ، ثم توالت عملية تفجير قصور قيادات المؤتمر ، وقادة عسكريين بالحرس الجمهوري ومن اقارب صالح صاروا بين قتيل ومعتقل ومفصول من عمله .
في خطابه الأخير الذي أعلن بجلاء أن الحوثيين عبارة عن "ميليشيات "، و حثَّ قيادات القوات المسلحة والأمن أن لا تتقيد بتعليمات من " أنصار الله" هكذا أسماهم وكأنه استدرك ما قاله في بداية خطابه أنهم مجرد ميليشيات ارهابية خربت البلد ونهبت البنك المركزي وجوعت الشعب ، مطالبًا بالثورة عليهم ، مناشدًا الجوار " السعودية " والتحالف العربي إنقاذ اليمن، واستطرادًا حمايته الشخصية..
حانت ساعة القرار وبقي فقط الضوء الأخضر من طهران بعد مظاهرات في العاصمة وحجة والمحويت و إب، قابلتها ميليشيات الحوثي بحملة تصفيات مشايخ قبائل أعلنوا دعمهم لصالح ؛ وأمعنت فيهم الميليشيات قتلًا تحت أنقاض مساكنهم بعد تفجيرهاعلى رؤوسهم ، ثم جرى اتصال بين علي البخيتي وصالح أن يسلم نفسه وضمان حياته وممتلكاته ومع رفضه تمت تصفيته ، وتوالت التصفيات الهادفة لحل المؤتمر الشعبي عمليًّا شملت قياداته منهم ابن شقيقه طارق ، وكبار مؤيديه وخلا الحزب من القيادات ، وتم الاستيلاء على مقراته واعتقال أهم كوادره وآخرهم رئيس مجلس النواب يحيى الراعي الذي كان آخر ظهور له بالمستشفى العسكر يفاوض لاستلام جثة الرئيس السابق صالح ، بعد أن فجروا قصر صالح ونهب محتوياته ومصادرتها...واشترطوا أن لا يدفن في ساحة مسجد الصالح .
لم يظل من يخلف صالح سوى ابنه الأكبر أحمد الذي لا يمكن له أن يتحرك للانتقام من الحوثيين سوى الانضواء تحت سلطة الشرعية برئاسة الرئيس هادي ،وعسكريًّا ليس أمامه سوى الاستعانة ب نائب الرئيس قائد الجيش الحالي ، اذ لم يعد في صنعاء من يحميه لو عاد ليقود أنصار والده وما تبقى من الحرس الجمهوري مختفين ببيوتهم فقد فصلوا أنصار والده ، والبقية انظموا لسلطة الحوثي عدا معسكرات خارج مناطق نفوذ الحوثي بدأت بالانضواء تحت قيادة الجيش الوطني .
ليس أمام أحمد علي صالح سوى السير قدمًا لحمى الشرعية عسكريًّا وسياسيًّا خاصة وقد أعلنت قيادات المؤتمر فرع صالح المتبقية بالخارج أو خارج محافظات خارج سلطة الحوثي أو من تمكنوا من الخروج من صنعاء التئامهم مع أعضاء المؤتمر الذين انضموا مبكرًا للشرعية ،وبدون ذلك يستحيل ان يجد أحمد علي صالح من يدعمه حتى وإن تمكن من دخول صنعاء خفية لن يجرؤ مناصروه من الخروج الى الشوارع خشية القتل بدم بارد من المليشيات الحوثية الارهابية ، وهذا اتضح بعد مقتل صالح وبعد سماعهم الخبر هرعوا الى بيوتهم إلى الآن ، عدا المئات من النساء خرجن متظاهرات يوم ,أول من أمس الأربعاء بعد أن جوبهوا بحملة قاسية ضربًا بالعصي الكهربائية ، ,أُطلقَت عليهن الأعيرة النارية .
و مهما كانت عاطفة الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر ومع مقتل الكثيرين من أتباع صالح , وابنه أحمد سواء تمكن دخول صنعاء أوخارجها لن يكون له قرار حتى بعد الحاق الهزيمة بالحوثيين واستعادة صنعاء ، وهنا يكون أحمد صالح في امتحان لوطنيته هل سيختار الشرعية باعتبارها الآن هي القائد الفعلي ، والجيش الوطني هو من يحارب دعمًا للشرعية ، وتعاونه معها من أجل اليمن و لا يجب أن يضع في حسبانه الانتقام لمقتل والده وذويه أولًا ، فلا أوراق لديه الا شعبية والده بين اليمنيين في العاصمة الذين لا يجرؤون الآن على أن ينبسوا ببنت شفة حفاظًا على حياتهم والحفاظ على بيوتهم من التدمير ونسائهم واطفالهم من البطش والقتل والاستعباد .
ما يتوجب على أحمد علي صالح ,أٌكرر بأن لا يجعل تركيزه الثأر لمقتل والده ، فكل الرؤساء اليمنيين قضوا قتلًا ، ولم يعرف مصير قاتليهم ، عليه أولًا متى تحررت صنعاء أن يلملم ما تبقى من الحرس الجمهوري ويستفيد من خبراتهم وما تبقى من اسلحة وذخيرة خارج صنعاء وممن ظل محايدًا ، وأن ينضووا تحت إمرة وتصرف قيادة الشرعية فلا يمكن أن ينجح في استئصال الحوثيين ولا غطاء جوي له ولا دعم لوجستي ، أو ورواتب لمن يدعموه خاصة وقد صودرت أموال والده من قصره ، و لا مجال لاجترار الحزازات بينه وبين عمه علي الأحمر ولا مع الرئيس هادي وتسريحه له ، ولا مع قيادات حزب الاصلاح والأحزاب الداعمة للرئيس هادي ، بل يطوي الماضي إلى الأبد وفي السياسة لا صداقات دائمة ولا عداوات تستمر ، بل لغة المصالح؛ هذا بين الدول أما بين من ينتمون لدولة واحدة، فوطنهم اليمن وشعبه اسمى من أي مواقف ومصالح شخصية .
ولا سبيل لدى أحمد علي صالح غير أن يمضيَ قُدمًا تحت إمرة جيش الشرعية لتحقيق هدف وحيد مؤداه تخليص الشعب اليمني بمناطق نفوذ الحوثي وأهمها صنعاء العاصمة وأجزاء من تعز والحديدة ، ولْينسَ أنه وريثٌ لوالده سياسيًا إلا عبر انتخابات رئاسية بعد تطهير كل شبر من اليمن من نفوذ الحوثي ، والسيطرة على صعدة بشكل تام وانهاء أي بارقة أمل بأن يظل الحوثيون مسلحين ، واستبعاد من حمل السلاح منهم على الشرعية وقَتَلَ ودمر وتجاوز الشرع والقانون من الدخول بعملية سياسية بعد النصر التام الذي بعون الله سيتحقق .
من أوجب الولويات أن يليَ النصر الناجز؛ تشكيل حكومة عسكرية يوجه بها الرئيس هادي؛ تعيد الأمن والاستقرار وتصفية ما قد يتبقى من جيوب ، وأهمها حرمان مشايخ القبائل التي ناصرت الحوثي من أي مميزات وتعيين آخرين مناصرين للشرعية على رأس تلك القبائل ؛على أن تستمر الحكومة عامًا واحدًا؛ تشكل بعدها حكومة مؤقتة من التكنوقراط تستمر عامين تتولى استكمال إعادة البنى التحتية والشروع في إعادة اعمار ما تم تدميره في الحرب، وتتولى في منتصف السنة الثانية الاعداد لانتخابات برلمانية وبعد تشكيل مجلس للنواب يتم اقرار مخرجات الحوار الوطني ، ثم تفعل الأقاليم ويعين حكامها ، وبعدها انتخابات رئاسية؛ عندها يحق لأحمد علي صالح الترشح فيها؛ بعد السعي لرفعه من قائمة مجلس الأمن ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.