حوارٌ مع ليلى

بَعثتُ إِلَيْكِ يَا لَيْلَى خِطَابَا=و في مَضْمُونِهِ أَرجُو جَوَابَا
سألتُ الليلَ ما طولُ التمني=فردَّ الليلُ حُبًا أو عَذَابَا
وطالَ الصمتُ و المجنونُ مُلقَى=على الآمال ينتظرُ الخِطَابَا
و عَادَ الشَّوقُ في سَاعَاتٍ حُزنٍ=و سهمٌ في الفؤاد لقد أصَابَا
و نَادَى الليلُ يَا مِسْكِين ُ حُلمٌ=و هَلْ شَيخٌ يَعُودُ غَدًا شَبَابَا؟
و قَالتْ يَا فَتى دَعْ عَنكَ لَومِي=و هَاجَ الشَّوقُ نِيرَانًا و طَابَا
و قَالتْ يَا فَتى وَصلي مُحَالٌ=و مَا آمَالُ مَنْ يَنْوي اقْتِرَابَا
بَصَرْتُ بِهَا و قَلْبِي مَا رَآهَا=و هزَّ القلبَ وِجْدَانٌ و غَابَا
ََسهِرتُ الليلَ و الأَحْلاَمُ تَمْضِي =بَكَيتُ الدَّمْعَ مَا نَاجَيتُ بَابَا
و ِبتُّ أُخَاطِبُ القَلبَ المُعٓنَّى=وحيدًا في الهوى أرجُو صِحابَا
و قَالتْ حِيلتي أَنَّي فتَاةٌ=أَخَافَ اللهَ أرْجُوهُ الثَّوَابَا
تَعَلمْ يَا فَتى أدبَ التَّلاَقِي=و ِحلَّ بدارِنا تسمعْ جَوَابَا
أصبتِ الحقَ يا ليلى بلطفٍ=و من قالَ الحقيقةَ لن يُعابَا
أجبتِ عن الخطابِ فكان جرحًا=توغلَ بين أوردتي و ذَابَا
و حَارتْ في الجَوابِ و كَانَ صَعْبًا=و خيرُ الناسِ مٓنْ يَرْقَى الصِّعَابَا
سألتُ النفسَ ما عشقُ التصابي=فقالت زائفٌ أضَحَى سَرَابَا
لكم في العينِِ سُكنى و اشتياقٌ=و رأسي مِنْ جِرَاحِ الحُبِّ شَابَا
و عيشٌ قد يُكدرُهُ حبيبٌ=فتقضي العمرَ شوقًا و انتحابَا
سعيدٌ مَنْ يعيشُ بَلا همومٍ=و يَمْلأ صَدْرَهُ ودًا ِرحَابَا
و مَنْ يَرمِيكَ بالبَلوى افْتِرَاءً=فَقٓد أخْزَاهُ مَولاَنَا عِقَابَا
و تلكَ شَرِيعةُ الإسلامِ فينا=و سَنَّ اللهُ للنَّاسِ الحِجَابَا