لم أكن أتصور أن كاتبًا مثل (مأمون فندي) يكتب مقالًا من شاكلة (عقدة الإسلام) في (الشرق الأوسط 24 سبتمبر)، لكني أعترف بخطئي مما يستلزم مني رفع قبعة تحية وتقدير للأستاذ مأمون فندي الذي أنصف الدين الذي ينتمي إليه وزاد، والذي اقتص من الغرب وزاد، والقصاص هنا توضيح لموقف الغرب السلبي من الإسلام عندما يتم الإصرار على أن إلحاق كل ساقطة ولاقطة بالإسلام (وبنبيه صلى الله عليه وسلم) يدخل في باب حرية التعبير، في حين يدخل كل تعبير مضاد من المسلمين في باب (الغوغائية) و(التخلف) وربما (الهمجية). وأخرى نبه إليها السيد فندي، وهي استخدام الغرب للنماذج الناجحة المسلمة في بلادهم لإظهار محاسن حضارتهم، فكأنما يقولون: (هؤلاء نجحوا لأنهم عاشوا في الغرب، وتعلّموا في الغرب، واستقاموا في الغرب). يقول السيد مأمون: (نحن لسنا غوغاء، ولسنا لإظهار محاسن الغرب.. نحن حضارة كاملة بما فيها من نواقص، ولكننا مكون حقيقي ولسنا للديكور، وديننا ليس لإظهار محاسن ديانات أخرى، إنه دين حقيقي له أصول فلسفية عميقة). بالنسبة لي.. هذه لغة مختلفة صادرة من الأعماق.. ربما غطتها أزمات الحياة السياسية العربية من قبل، لكنها بُعثت من جديد لتسكب في قلب القارئ من أمثالي روحًا جديدة تغلب عليها العزة والشموخ والتفاؤل بالمستقبل في ظل ربيع عربي متجدد. هذه الروح عكسها كذلك الرئيس محمد مرسي عبر اللقاء الذي أجرته معه نيويورك تايمز حين أرسل إشارات مختلفة عن سلفه الذي لم يترك لمصر لا عزة ولا كرامة ولا مساحة للمناورة، بل أعطى لإسرائيل حق التصرف كيف تشاء، تُوجِّه وتأمر وتنهى على حساب الفلسطيني الأعزل في غزة، وعلى حساب المصري المعدم في مصر. هكذا الدنيا تؤخذ غلابًا، ولكل ثمن.. لكن لا شيء يعدل حرية الإنسان وكرامته وقبل ذلك دينه وعقيدته، فكيف بالدين الذي ارتضاه لنا خالقنا، وهو خير الأديان، والذي جاء به خير المرسلين وسيد الخلق أجمعين. شكرًا لمأمون فندي مقاله الرائع، وشكرًا للسيد الرئيس محمد مرسي لقاءه الرائع.