واصل فريق برشلونة مطاردته لمنافسه ريال مدريد متصدر الدوري الأسباني بعد أن حقق فوزا غاليا على منافسه أشبيلية 2-0 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب رامون سانشيز بيزخوان الذي يستضيف مباريات الفريق الأندلسي ضمن مباريات الجولة 28 من الليجا الأسبانية وبذلك يرتفع رصيد برشلونة ل 63 في المركز الثاني مقلصا الفارق مع الريال إلى 7 نقاط لحين لقاء النادي الملكي الأحد مع ملقا ويبقى أشبيليه في المركز الثاني عشر برصيد 33 نقطة . قبل بداية اللقاء ظهر الفريقان بقميص إحماء يحمل جملة تشجيعية لأبيدال نجم البارسا الذي يستعد لإجراء جراحة زرع كبد .. وجاءت المباراة قوية من الفريقين وسيطر برشلونة على معظم فتراتها وتألق ميسي كالعادة في تقديم لمحاته الفنية وأحرز للبارسا تشافي في الدقيقة 18 وميسي في الدقيقة 25 اللقاء شكل ضغطا شديدا على جوارديولا المدير الفني لبرشلونة ، فهو يمثل أحد الخطوات الجادة في مواصلة المنافسة الصعبة على اللقب الذي يقترب منه غريمه الملكي ، وأيضا يحاول إعادة البريق المفقود لفريقه عقب النتائج غير المرضية التي حققها الفريق في الليجا ، وتأتي صعوبة اللقاء لكونها خارج الديار أمام فريق قوي إلى جانب غياب أثنين من العناصر الأساسية في الفريق ،وهما أبيدال الذي يستعد لإجراء جراحة زرع كبد وعوض غيابه بالدفع بأدريانو ، والثاني ألكسيس سانشيز المصاب ، ولم ينس مدرب البارسا حسابات دوري الأبطال يوم 28 الجاري أمام ميلان في طريق الدفاع عن اللقب ، ورغم ذلك لم تختلف إستراتيجية جوارديولا المدير الفني لبرشلونة المعتادة ، ولعب بطريقته المعتادة 4-3-3 معتمداً على الثلاثى ميسي الذي لعب في المنطقة الأمامية بحرية ، بينما لعب بيدرو العائد للتشكيلة الاساسية في الجهة اليسرى ، وفبريجاس في الناحية اليمنى . أما ميتشيل المدرب الجديد للفريق الأندلسي أصحاب الأرض ، والذي تولى مسؤوليته منذ 5 لقاءات ، فيحاول إنتزاع فريقه من سلسلة نتائجه السيئة هذا الموسم فبعد أن كان الفريق يحتل أحد المراكز الخمسة الأولى في المواسم السابقة ، يحتل الاَن المركز الثاني عشر في ترتيب الليجا ، ويدرك تماما ان الفوز على الفريق الكتالوني سيمنح فريقه دفعة معنوية قوية لتحسين مركزهم في الدوري ، ولذلك لعب بطريقة هجومية 4-2-3-1 للتواجد في المناطق الأمامية بأربعة مهاجمين في المقدمة وهم كانوتيه ومن خلفه الثلاثي نافاز ، ومانو ، ورييس . الحذر كان اللغة السائدة مع بداية اللقاء ووضحت تعليمات مدرب أشبيلية للاعبيه بضرورة غلق المساحات أمام نجوم البارسا الذين يجيدون التمريرات القصيرة المتقنة فيما بينهم وكان النجاح نسبي لهم نظرا للمهارة الفائقة للكتالونيين الذين تحركوا بدون كرة ونجحوا في تنفيذ بعض الجمل في الدقائق الأولى من المباراة. جوارديولا الذي أثار جدلا خلال الأيام السابقة بالتجديد للبارسا إعتمد في هذه المباراة على إنطلاقات دانييل ألفيس من الجهة اليمنى الذي ظهر كثيراً في المناطق الأمامية خلال هذا الشوط وتحديدا في ال15 دقيقة الأولى بينما مال انييستا للجهة اليسرى التي تألق فيها أيضا البرازيلي أدريانو بديل أبيدال من خلال تسديدة في الدقيقة السابعة أخرجها بالوب حارس أشبيليه إلى ركنية بصعوبة . سوء حالة هجوم أشبيلية وخاصة كانوتيه وعدم إنسجامهم ووجود فجوة كبيرة بين خطي الدفاع والوسط أتاح الفرصة للاعبي الفريق الكتالوني للسيطرة على منطقة المناورات مستغلين المهارات الفردية لتهديد مرمى أصحاب الارض .. وفي الدقيقة 18 تصدى تشافي قائد البارسا لركلة مباشرة من خارج منطقة الجزاء أثر عرقلة أدريانو وسددها قوية بقدمه اليمنى يفشل بالوب حارس أشبيليه في التصدي لها لتصطدم بيده وتسكن الزاوية اليمنى العليا محرزا الهدف الأول لفريقه . سرعة الأداء الجماعي ووجود نجوم البارسا في أفضل حالتهم الفنية مكنتهم من السيطرة على مجريات المباراة ولم تمض سوى 7 دقائق على الهدف الأول حتى عاد ميسي ليثبت أن أهدافه مثل لوحات فان جوخ بها لمسات فنية لن تجدها إلا بتوقيعه حيث مرر الكرة لإنييستا وإستلمها منه مرة أخرى داخل منطقة الجزاء ليضعها بين قدمي أمير سفاهيتش مدافع أشبيلية ثم يضعها " تشيب " بقدمه اليسرى أعلى الحارس بالوب لتسكن في الزاوية اليسرى محرزا الهدف الثاني الذي يحمل رقم 31 في الليجا هذا الموسم وبفارق هدف واحد عن المتصدر كريستيانو . حاول لاعبو الفريق الأندلسي العودة للمباراة وأضاعوا فرصتين في الدقيقتين 24 و 33 الأولى سددها مانو ديل مورال ولكن فالديز حارس البارسا أنقذها بصعوبة والثانية عندما إستغل نفس اللاعب خطأ مشترك بين بيكيه والحارس فالديز ولعب الكرة من بينهما ولكن القائم الأيسر صحح خطأ لاعبي البارسا .. وفي المقابل أضاع لاعبو برشلونة أهداف محققة وخاصة من جانب بيدرو وفابريجاس لينتهي الشوط بثنائية للفريق الكتالوني. أصحاب الأرض أدركوا أنهم لم يقدموا ما يرضي جمهورهم خلال الشوط الأول ولذلك حاولوا تغيير أدائهم مع بداية الشوط الثاني والعودة للقاء من جديد وبالفعل تحسن الأداء الهجومي وهددوا مرمى فالديز حارس برشلونة أكثر من مرة والسبب في ذلك يعود لإنضمام خطوط الفريق وإلغاء الفجوة بينهم إلى جانب تحرك كانوتيه بشكل أفضل . أجرى ميتشيل المدير الفني لأشبيلية 3 تغييرات بنزول بيروتي وتورخوفسكي وكالا بدلا من رييس وراكيتش وسفاهيتش بهدف تدعيم المناطق الامامية التي نشطت بالفعل بعد عدم التقيد بمراكز وتحرك الجميع بدون كرة مما خلخل دفاعات البارسا في بعض المحاولات الهجومية ولكن تألق فالديز وخط الدفاع منع لاعبو الفريق الأندلسي من إحراز أهداف. في المقابل حاول جوارديولا الحفاظ على نقاط المباراة الثلاثة فدفع بكيتا بدلا من فابريجاس والكسيس سانشيز بدلا من تشافي وقبل النهاية دفع ببويول بدلا من أدريانو ورغم هذه التغييرات التي تبدو دفاعية إلا أن ميسي قاد عددا من الهجمات كاد يحرز منها إنييستا هدفين وسانشيز هدفا لينتهي اللقاء بفوز البارسا بثنائية ويواصل مطاردته لريال مدريد متصدر الليجا .
