أعلن وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جبارة الصريصري، أنه تجري حاليا دراسة لإنشاء ميناء جديد رديف لميناء جدة الإسلامي في الليث بمنطقة مكةالمكرمة. وقال في تصريحات صحفية الإثنين 31 مايو 2010 بمناسبة انعقاد المنتدى البحري السعودي الثاني 2010 في مدينة جدة تحت شعار (نحو التكامل مع المنظومة التجارية العالمية)، بحضور خبراء صناعة الموانئ والنقل البحري من دول العالم: إن المملكة العربية السعودية لديها الآن ثمانية موانئ، وتنشئ حاليا ميناء تاسعا "ميناء الزور"، مبينا أن المسألة ليست بعدد الموانئ بقدر ما هي الحاجة التي تتطلب وجود موانئ جديدة، مضيفا أنه يوجد حاليا خمسة موانئ على البحر الأحمر، وأربعة أخرى على الخليج العربي. وشدّد الدكتور الصريصري على أن الموانئ في حد ذاتها هي بوابة للتجارة العالمية وبوابة للاقتصاد الوطني، والمؤسسة تعمل في اتجاه تطوير الموانئ الحالية للوصول إلى أعلى كفاءة في مجال التشغيل والإدارة. وبيّن أنه متى ما استدعت الضرورة إنشاء موانئ جديدة إضافية، فإن حكومة المملكة لن تتردّد في وجود موانئ أخرى. وأكد وزير النقل أن المنتدى البحري السعودي الثاني 2010 وما يماثله من منتديات أخرى متخصصة تقوم بها الوزارة والمؤسسة العامة للموانئ وقطاعات النقل بشكل عام؛ هي في الحقيقة جزء من توضيح الجهود وتكاتفها من أجل الارتقاء بصناعة النقل البحري، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حريصة من أجل تطوير الاقتصاد السعودي والبنية التحتية وتطوير المجالات المتعلقة بهذا الجانب. وأشار إلى أن النقل البحري يعدّ من القطاعات الجديدة والناشئة على الشباب السعودي، وقد واجهنا وما زلنا نواجه مشكلة وجود شباب سعودي متخصص، لأن صناعة النقل البحري صناعة متخصصة وقد بذلنا جهودا كبيرة لتدريب ما لدينا من كفاءات في الموانئ من خلال ابتعاث الشباب السعودي إلى بعض الجامعات الأوروبية المتخصصة، وكذلك العربية، مثل الأكاديمية البحرية في الإسكندرية، إلى جانب وجود معهدين لتدريب الكوادر السعودية الوطنية في مجال النقل البحري، أحدهما في جدة والآخر في الدمام. وأوضح الصريصري أن الوزارة والمؤسسة اتفقت مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة لإنشاء كلية متخصصة تعنى بالعلوم البحرية، وقبل عام تخرجت من هذه الكلية ثلة من الشباب السعودي في هذه التخصصات، ولا شك أن هذه الدفعة من الشباب السعوديين تعدّ إضافة جديدة وكبيرة للنقل البحري. وأكد الدكتور جبارة الصريصري أن العمل على السفن وفي البحار ليس محببا في دول كثيرة في العالم، وليس في المملكة، حيث يتطلب العمل فيها الإبحار لشهور طويلة وترك الأسرة والأهل والوطن، وهو أمر يجده كثيرون أن فيه الكثير من الصعوبات والمخاطر. ولفت إلى أننا نسعى للحصول على نسب عالية لتوظيف السعوديين في قطاع النقل البحري، لكن طبيعة هذا القطاع أنه قطاع كثير الخصوصية، من ثم فإننا نحتاج إلى عنصر الوقت حتى نحصل على الكفاءة التي تتناسب مع هذ العمل، إضافة إلى رفع درجة الوعي والثقافة لديهم من أجل العمل على السفن وفي مجالات البحار. وأشار إلى أن المنتدى البحري السعودي الثاني 2010 يعدّ من المنتديات العلمية التي تناقش آخر التطورات في النقل البحري والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى التحديات التي تواجه التجارة الدولية، لأنه كما هو معلوم أن أكثر من 90 في المائة من التجارة الدولية تنقل عن طريق البحار. وأفاد بأن المنتدى يتطرّق إلى كل جديد وحديث في مجالات المعدات والسفن وأحواضها للوصول إلى معرفة أحدث ما تم التوصل إليه، سواء في التقنية أو العقبات التي بدأت تظهر وتواجه هذا القطاع وتواجه النقل البحري، والعمل للوصول إلى حلول لها ومعالجتها، وهذا في حد ذاته عامل مهم لرفع كفاءة المختصين في هذا القطاع، إضافة إلى وجود حلول عملية تتناسب مع جميع الموانئ من خلال مشاركة الخبراء من جميع الموانئ الرئيسية في العالم. وشدّد الصريصري على أن هذه المنتديات العلمية مهمة ومفيدة وأثرها سوف ينعكس على جميع الموانئ السعودية والمنطقة والعالم، وتنعكس نتائجها على تطوير الخبرات والقدرات البشرية التي تعمل في الموانئ ورفع كفاءة التدريب. وأشار الدكتور الصريصري إلى أن المنتدى البحري السعودي هو في حد ذاته ثروة لكل الحاضرين من قطاعات أو خبراء لإثراء هذا الجانب والوصول بصناعة النقل البحري إلى المستوى المأمول.