قامت شركة معروفة لمواد التجميل بحملة للاحتفال بجمال المرأة، ودشنت الحملة بدراسة عالمية عام 2011 كان من نتائجها أن 4% فقط من نساء العالم يعتبرن أنفسهن جميلات، مما يبين ضعف ثقة المرأة بنفسها، تحولت الحملة في نهاية المطاف إلى حركة: « اسم الشركة لاحترام الذات». أعطت هذه النتيجة الفرصة لشركات التجميل للاستفادة من توق المرأة للجمال بزيادة التنافس وتسويق منتجاتهم. تحدث الفلاسفة مطولا عن الجمال، وهل هو حقيقي أو نسبي، الشرقي يرى الجمال بطريقة قد تختلف عن الغربي، حيث ترتبط مقومات الإحساس بالجمال بتقاطعات عدة، المجال العقدي، الاجتماعي، العرقي، الزمان والمكان، أي أن هناك دائما أسبابا نفسية تؤثر في استقبال هذا الجمال الحقيقي أو المتخيل. هذا التأرجح بين مفاهيم الجمال، لا يمكن تفسيره بشكل قاطع، هناك جمال لا يختلف عليه البشر، كزرقة السماء، وهدير المياه ،أي أنها ذات أبعاد جمالية صرفة. أما أشكال البشر فقط فيتحدد الاتفاق على الأشكال الجذابة بأعداد معينة فقط، فيما تتفاوت حول الغير بنسب الجمال. وعملية تصنيف شخص ما أنه جميل تسهل بالاطلاع على الصور أكثر مما تتعرف على الفرد بشكل ما لأن التعامل يعطي تعقيدات من الأفكار التي تؤثر على الصورة المنعكسة لدى المتلقي، ويفسر جمال الشكل مقترنا بطبائعه، لذا المعايير النقدية الجمالية للبشر تسعى إلى الكشف عن مواطن الجمال أينما كانت. جاء في مقال «ليورن إم جاكبوسن» ما الذي يحدد الجمال؟ انه لا يوجد جواب محدد، وان تعريف الجمال يختلف من مجتمع لآخر ومن نتائج تقرير دراسات المرأة، وفقا لدراسة أجرتها هارفرد: أن 2% فقط من 3200 من عشرة بلدان يعتقدن أنهن جميلات، - وهي قريبة جدا من الدراسة السابقة -. ثم تطرقت الكاتبة للجمال في المجتمع الإسلامي، وأن معايير الجمال مشتقة من القرآن الكريم، كأفضلية صمت المرأة وطاعتها، وغض بصرها، وأن تكون ملابسها فضفاضة وغير شفافة، ومن الأشياء التي تذهل الكاتبة أنه ينبغي ألا تلبس الأشياء البراقة لئلا تجذب الجنس الآخر. ثم تطرقت لحادثتين تناولتهما بمفهوم ساذج لاحتشام المرأة في الإسلام، تقول: (هناك حادثة معينة صدمت عندما قرأت عنها، لم أصدق أن مسألة الجمال وتغطية الجسد الأنثوي من عدمها ممكن أن تتحول إلى معركة قتل فيها ما يقارب 250 شخصا، ففي سنة 2002 أجريت مسابقة ملكة جمال العالم في نيجيريا، اندلعت أعمال عنف، بسبب الاختلاف في فهم الجمال بين الغرب والمسلمين، وثمة مثال آخر هو مسابقة ملكة جمال الأرض، عام 2003 حيث كانت «فيدا» وهي امرأة أفغانية في مسابقة الجمال الدولية، وتم تحذيرها من قبل فاضل مناوي، نائب رئيس المحكمة العليا في أفغانستان، بأنها يمكن أن تواجه المحاكمة في حال عادت إلى بلدها. والعكس من ذلك، منح لها القضاة في المسابقة جائزة مستحدثة «الجمال من أجل قضية» لأنهم اعتقدوا أنها كانت ترمز إلى الثقة، والشجاعة). والاهتمام بالجمال له قوة جارفة كانصباب الشلال من عل، حتى بلغ الانفاق عليه بالمليارات، وفي مجتمعنا بالذات، في حين أفرط الشعراء الجاهليّون في مديح البدانة للمرأة، لم يتبق من معاني الشعر إلا الكر والفر لعيادات التجميل، حيث تدخل في معركة مع الجسد من تنحيف وصقل وشد وطمس.