هذه الأيام أنا في دبي حيث لا ملجأ سياحيا عربيا في العيد، هذه الأيام، إلا هي، وحيث أقضي أنا وأسرتي ثلاث أو أربع ليال بعيدا عن الحواجز. لكن ليست دبي هذه المرة تلك التي أعرفها وأستمتع بوجودي فيها وأخبر أصدقائي عن مظان هذا الاستمتاع. وماذا تملك دبي غير وفرة الخدمات وجودتها، التي إن فقدتها فقدت أسباب (سياحتها) وإقبالنا عليها.؟! وأول شواهد هذا التراجع السياحي الدبوي الفندق الذي سكنا فيه قريبا من ال (جي بي آر)، فقد قدم نفسه على النت على أنه فندق خمسة نجوم وسعره بالعلالي. وحين وصلنا وجدناه بالكثير، إذا تسامحنا معه، فندق ثلاث نجوم غير مرحب بنا ولا مريح لنا ولا نحن ارتحنا فيه. أما ثاني الشواهد فهو هذه (التكاسي) التي يُنزلنا سائقوها بعد أن نركب لأن المكان الذي نريد أن نذهب إليه ليس على مزاجهم. ومن أمام باب الفندق الكئيب ركبت مع زوجتي في عشر دقائق ثلاثة تاكسيات وطُردنا منها شر طردة، مع تحد صارخ وفج وجريء من السائق بأن إذا شئت خذ رقم السيارة واتصل بمرجعي وقل له إنني رفضت إيصالك.!! ومثل هذا التعامل يعد في المدن السياحية المحترمة والمرموقة أمرا جللا وحسابه السياحي عسيرا. ونتيجة لتعذر (التاكسيات) عن مشواري فقد اضطررت للمشي مسافة 45 دقيقة، عبر طرق ومنعرجات إنشائية، مما أثر على ظهري المعيوب فبقيت في الفندق أتداوى بالحبوب والمراهم. وأكثرت طبعا من التحسب على دبي وسواقي التاكسي والساعة التي قررت فيها دفع هذه الدراهم الكثيرة لأقضي العيد هنا كما تعودت. وأكثر من ذلك رددت لنفسي، وبمنتهى الصراحة: يا ليتنا من دبي سالمين، فقد تعودنا منها على أشياء كثيرة جميلة ومبهرة لكنها هذه المرة فاجأتنا بخدمات سياحية أساسية سيئة.. وكما قلت من قبل ما لها فإنني أقول اليوم ما عليها، وأتمنى أن تعود، مع حبنا ووفائنا لها، إلى سابق عهدها، حيث السائح فيها مدللا يأخذ حقوقه كاملة ولا يطرده سائق تاكسي لينكسر ظهره. تويتر: @ma_alosaimi