عجيب أمر المسلم , حتى في شدة الصيف بكلمة بسيطة يقولها عندما يشعر بحرارة الجو ، يكافئه الله عز وجل بأن يجيره من نار جهنم ففي الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا كان يوم حار ألقى الله سمعه و بصره إلى أهل السماء و أهل الأرض فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر نار جهنم قال الله لجهنم : إن عبداً من عبادي استجار بي منك و إني أشهدك أني أجرته . لا يمكن لكائن من كان إلا ان يتفق معي بأن هذا الصيف هو أحر صيف مر على مدينة الدمام حتى لو احضر لي سِجلاً بدرجات حرارة أعلى مما نشهده في هذه الايام فلن اصدقه واقول له:»عنزه لو طارت» فيستحيل ان يكون مر علينا جو شديد الحرارة كالذي يمر علينا في هذه الايام. ازدياد حرارة الارض شيء مثبت علميا فالاحترار العالمي رفعت يدي الى السماء ودعوت الله من قلب صادق بان يجزي الله مكتشف الكهرباء «توماس اديسون» ومخترع جهاز تكييف الهواء «اليس كاريير» بما يستحقونه فلقد اصبحنا بفضل من الله ثم بفضلهم ننعم بالماء القراح المثلج المنعش في عز الظهيرة و نتغطى عن برد الزمهرير في حَماَرة القيْظ (Global Warming) بسبب الاحتباس الحراري يرفع درجة حرارة الجو تدريجيا بمرور الزمن والاحترار العالمي حقيقة علمية تتسبب في ذوبان الجليد، ارتفاع مستوى البحار، تغير في المناخ مثل موجات الحر او البرد الشديد و الجفاف والتصحر، ازدياد في العواصف المدمرة وانقراض لبعض الحيوانات مثل الدببة القطبية وغيرها لكن دعونا نعد لحرِنا ولاعاد احد من احبتي ... يقول لي هذا حر الدمام القديم بس كنا متعودين عليه فلم يكن هناك تكييف وكنا ننام على السطوح، نعم كلام صحيح لكن ما نشهده حالياً هو شيء مختلف فدرجة الحرارة لم تكن تصل هذه الارقام الفلكية 52 -54 بل لم نكن نعرف ولا كنا نتابع درجة الحرارة. الشاهد بعد صلاة الجمعة الماضية ذهبت الى مقبرة الدمام لتشييع والدة احد الزملاء وما ان ركبت سيارتي متوجها الى المقبرة الا وتعطل جهاز التكييف واصبح الجو داخل السيارة لايطاق فاستعنت بالهواء الخارجي لألطف من حرارة الجو مع ان مقياس الحرارة في السيارة يشير الى ان درجة الحرارة الخارجية قد بلغت 48 درجة مئوية، ولكي لا اطيل عليكم فلقد مكثت في المقبرة ما يقارب الساعة الكاملة قضيتها تحت اشعة الشمس الحارقة وعامل النظافة يعمل في المقبرة في ذلك الوقت ونحن في شهر الرحمة شهر رمضان...كان الله في عونه....وفي طريقي للبيت توقفت عند اشارة المرور وتوقفت بجانبي سيارة ينعم صاحبها بهواء التكييف البارد حتى هممت ان اقول له « الله يجزاك خير: افتح نافذتك وافض علينا من الهواء البارد» إلا اني عدلت عن الرأي فلقد تذكرت الاية الكريمة « وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ « جعلني الله واياكم من اصحاب الجنة . في تلك الساعة رفعت يدي الى السماء ودعوت الله من قلب صادق بان يجزي الله مكتشف الكهرباء «توماس اديسون» ومخترع جهاز تكييف الهواء «اليس كاريير» بما يستحقونه فلقد اصبحنا بفضل من الله ثم بفضلهم ننعم بالماء القراح المثلج المنعش في عز الظهيرة و نتغطى عن برد الزمهرير في حَماَرة القيْظ . ولكي لا اطيل عليكم فلقد وصلت منزلي في ذلك اليوم وانا في غاية الاعياء بسبب ماتعرضت له من اشعة الشمس الحارقة لكن هذا لم يتعبني بل اتعبني التفكير!! نعم لقد تعبت من التفكير في حالنا المتردي ، فكيف يكون عندنا انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وعندنا اشعة شمس لا تبقي ولا تذر!!! ألا نخجل؟؟ فالمانيا التي لا تقارن شمسها ب 15% من اشعة شمسنا الحارقة تمكنت من توليد (22 غيغاوات في الساعة) من الطاقة الشمسية وهو ما يعادل إنتاج 20 محطة كهرباء بالطاقة النووية تعمل بكامل طاقتها ، ولدى المانيا وحدها قدرة قائمة لتوليد كهرباء بالطاقة الشمسية تعادل ما لدى بقية دول العالم تقريبا...وللحديث بقية. تويتر - @IssamAlkhursany