في الوقت الذي لا زال الوطن يعزي نفسه برحيل أحد قادته العظام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (غفر الله له) فإن المواقف الجسام والخطوب الكبار ما فتأت تثبت أن بناء الدولة ومؤسسة الحكم (راسخة مكينة) بإخلاص ورؤية ربانها المؤزر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وبقدر ما كانت خسارة خادم الحرمين الشريفين فادحة بفقدانه ولي عهده خلال فترة لم تتجاوز 8 أشهر ، بقدر ألمه وحزنه على فراق الأخوين اللذين كانا على العهد والوعد مسددين لمواقفه وسياساته تجاه شعبه وحاملين أمانة تاريخية بتدعيم هذا الكيان والدولة بما يخدم شعبها الذي إلتف بدوره كالبنيان المرصوص خلف قياداته مهما تعاظمت التحديات المحلية والإقليمية. إن العهد الجديد الذي كرس بنيانه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يكرس في الواقع عمق بناء الدولة انطلاقا من انصهار قادتها مع أبنائها وانسجام الأهداف والرؤى الامر الذي يؤكد على ما تتمتع به المملكة من استقرار ينطوي على الحالة الاجتماعية والشعبية المتماسكة بكافة مكوناتها رغم كل ما يحيق بمحيطنا من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كبرى. إن العهد الجديد الذي كرس بنيانه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يكرس في الواقع عمق بناء الدولة انطلاقا من انصهار قادتها مع أبنائها وانسجام الأهداف والرؤى الأمر الذي يؤكد على ما تتمتع به المملكة من استقرار وفي واقع الأمر فإن الأمر الملكي الذي صدر أول من أمس الاثنين باختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء لدلالة على جهوزية النظام السياسي السعودي وقوة بنائه واستعداده الواضح لمواجهة المتغيرات الداخلية والخارجية بكل مرونة وتماسك ، وحقيقة فلم يكن مفاجئا اختيار الملك لولي عهده الجديد ، فقد أثبت الأمير سلمان خلال الأعوام التي سبقت تعيينه وزيرا للدفاع إبان حكمه لمنطقة الرياض كفاءة في الإدارة يشهد لها الجميع ، ولقد تابعنا الأخبار التي توالت من الديوان الملكي بتعيينه ولياً للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء , وهو سليل تجربة إدارية وتنظيمية وقيادية تمتد لأكثر من 50 عاما. كما تجلت السلاسة والمرونة في انتقال السلطات من خلال تعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية ذلك الجهاز الأبرز والأهم والمناط به حماية أمن الدولة ، ولم يستغرب هذا التعيين بل كان مرحبا به في الأوساط لجهة عطاءات الأمير احمد وخبرته العريقة في الوزارة فهو قادر على تحمل وإدارة عبء ثقيل ومسئوليات جسام خلفها المغفور له بإذن الله. . لعل ما شهدته المملكة وتشهده من أحداث وتطورات تعطي دلالات للداخل والخارج على متانة البناء السعودي والتفاف وثقة الشعب بقدرة القيادة في العبور بالدولة لعهد جديد من التطور والمضي بالبرنامج الإصلاحي والتنموي الذي خطه خادم الحرمين الشريفين وآزره لتحقيقه شعبه المحب. تويتر: @Alyamik