¿¿ مؤخرا غاب الهلال عن الأنظار وهو الذي لا يطيل البعد عن سماء العشاق. غاب عن نفسه قبل أن يغيب عن منافسيه. يحضر اسمه في الملعب وقلبه في الخارج. نشاهد قميصه الازرق وروحه غائبة وجسده يغرق. ساءت نتائجه واهتزت مستوياته بالتكتيك أو بدونه بدياز أو بابنه. لم يعد يعرف طعم الفوز وهو الذي لطالما تذوقه قبل الجميع. الهلال الذي كان يبحث عن الانتصار اصبح يبحث عن تجنب الخسارة. ¿¿ ليخسر في مسابقة الكأس مبكرا وهو الذي اعتاد الحضور للنهائي اولاً. عثراته لم تتوقف. خسر امام الاستقلال وخسر بالتعادل امام العين ومن قبلها سلسلة نتائج سلبية لم يسبق ان تعرض لها الهلال. وهنا يعني قصورا في العمل والتخطيط البعيد للمدرب، نعم تعرض لظروف وإصابات ولكن لطالما اجتازها الزعيم ولم تكن يوما عذرا متكررا من اعذاره. نعم افتقد لأدوات ولكن كانت امامه الفرصة لإحضارها طيلة الموسمين الماضيين، ومع ذلك الهلال لديه من الأدوات التي لا يمتلكها غيره الا انه لم يدار ما دار به. ¿¿ وحتى اكون منصفا هنا أتكلم عن الفترة الاخيرة للهلال مع دياز وليست البدايات التي كانت وان كنت اعزوها لادواردو ولا عزاء لدياز من بعده. بدأ يتخبط وتختفي أدواره وأول تخبطاته التوقيع مع ماتياس على طريقة السماسرة، ثم بدأ يعالج او يدافع عن أخطائه بالتدوير في غير وقته وكأنها حجة حتى لا يحتج احدهم على النتائج. الامر الذي جعل الفريق يفرط في حسم الدوري مبكرا، ناهيك عن ذهابه لآسيا من دون مهاجم وكأنه لا يعرف او لا يكترث ان الهلال يجب ان يكون اول مَنْ يهاجم. ¿¿ أيا يكن تغير الحال واستوجب معه التغيير والتصحيح والاستفاقة من حضرة دياز وحبيبه ايميليانو. صحيح ان التوقيت ربما يكون غير مناسب بحكم المنعطف الأخير في الدوري. ولكن المقربين من الهلال والعارفين بخفاياه لم يأخذهم العطف ولا المجاملات مع مدرب يجامل حتى ابنه في بعض المرات للتدخل في عمله وفي قراراته. ¿¿ قرار الرحيل كان مدروسًا من الإدارة وناقشت هذا الامر أكثر من مرة مع مدرب اصبح لا يأبه لحال الفريق بالمرة. لتأتي الخسارة الاخيرة وتعجّل برحيله الرحيل الذي يعادل عودة الهلال المنتظرة كمستوى ونتائج وليس كمركز فقط لأنه اعتاد دومًا الوجود في المقدمة. رحل دياز ومهما كان اسمه وحجمه ومعجبوه ليرحل كمَنْ سبقه ولم يرحل معهم الهلال عن البطولات، بل ظل يرتحل من بطولة لأخرى.