اجتمع مؤخرا في ملتقى مسابقة «اقرأ» بنسختها الخامسة أكثر من 40 مشاركا ومشاركة، لكل منهم تجربته الثقافية المختلفة، ورؤيته الخاصة للقراءة والكتابة، ويتنافس المشاركون على لقب «قارئ العام» بنصوص يقومون بكتابتها داخل الملتقى تبرز من خلالها قراءاتهم المختلفة، وهنا محاولة للدخول إلى كواليس ما يكتبُ في الملتقى والذي سيقدم لاحقا على مسرح «إثراء» بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، في تظاهرة ثقافية كبيرة، حيث يحتفي الجمهور بالقارئ الذي استطاع أن يستوعب الكتب، والقادر على الحديث عنها بأسلوب ملهم، وقد اختار المنظمون للملتقى شعار (العبور إلى الحياة). دهشة «اقرأ» ترى المشاركة كوثر أيوب أبو زيد، أن دهشة اقرأ بدأت من اليوم الأول للملتقى، فتقول: «الملتقى بكل تفاصيله رائع، ونحن الآن في الأسبوع الثالث وأكثر تطلعا وحماسا للأيام القادمة، فالملتقى إثرائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى» إلا أن كوثر تحفظت عن الحديث حول مشروعها لمسابقة «اقرأ»، فتقول «لم أثبُت على الفكرة التي سأكتب عنها مائة في المائة، إلا أنني سأفعل ذلك قريبا إن شاء الله». وتضيف: «خطرت في بالي أكثر من فكرة، إلا أنني لم أقتنع بأي منها، أريد فكرة تشبهني، الأمر ليس صعبا وليس سهلا أيضا». المراجعات الفكرية من جهة أخرى، يقول عبدالله الغنامي المشارك من المرحلة الجامعية إنه سيقدم مادة عن المراجعات الفكرية والتحولات التي يمر بها المثقف، وعن المادة التي يعمل على كتابتها يقول: «أعمل على فكرة المراجعات الفكرية، عندما يتبنى المفكر أو المثقف منهجية حياة أو أفكارا معينة، ثم يبدأ بمراجعتها لسبب أو لآخر، ويتحول فكريا، أو يغير نمط حياته». ويضيف إنه بعد عدة قراءات فضل أن يُضمن النص مثالا عن الروائي الروسي الكبير «ليو تولستوي» كنموذجٍ عن هذه الحالة إذ يقول: «على سبيل المثال الروائي الروسي ليو تولستوي كان يعيش حياة باذخة مترفة، ثم قرر في ظروف محددة أن يزهد في كل هذا الترف، ويتحول إلى حياة بسيطة»، ويطرح مثالا ثانيا لمفكر وفيلسوف ويضيف: «عبدالوهاب المسيري على سبيل المثال كان يؤمن بالفكر المادي ثم لأسباب متعددة مثل ولادة طفلته ورؤيته لنمط علاقتها بوالدتها، جعله يعيد قراءة أفكاره المادية وينتقدها». الكتابة ضرورية بينما يرى المشارك عبدالعزيز العنزي من المرحلة الجامعية، أن الكتابة ضرورية كفعل يعطي جدوى للحياة، ويعبر عن ذلك: «من أكثر الأشياء التي واجهتها في الفترة الماضية هي اللا جدوى، لا جدوى الأشياء، الأشخاص، التجارب، الأفكار، وكنت أتساءل كل يوم عن جدوى الدراسة، والعمل، والمال وغير ذلك. فكان تصوري يتركز حول أن نهاية الأشياء هو الموت والعدم، وكانت فكرة الخروج عن هذه السوداوية والعدمية صعبة. حاولت أن أتعرف على عدة أفكار وجربت العودة إلى الأشياء التي كانت تبهرني سابقا، لكنني لم أنجح. لكنني في الفترة الأخيرة وصلت إلى مرحلة التصالح مع هذا الأمر، وبدأت الانتقال لخطوة أخرى، أن هذا الشيء شر لا بد منه..». النسخة الخامسة ولا يزال المشاركون في سباق، لإتمام نصوصهم قبل نهاية الملتقى، وكما أنهم قراء مميزون، يظهر تميزهم بشكل أكبر حينما يستطيعون الكتابة عن أفكارهم التي ولدتها القراءة، وكلما تشتد صعوبة التعبير عن الأفكار يتداول القراء هنا في الملتقى كلمة اقتبسوها من الروائي الأمريكي إرنست همنجوي: «إذا ما مللت من الكتابة، فلا يصيبك الإحباط. وإذا ما أصابك، فلن تستطيع الفكِاك منه. عليك أن تعمل مرارا على الكتابة، فقد أعدت كتابة (وداعا للسلاح) خمسين مرة على الأقل». والجدير بالذكر، أن مسابقة «اقرأ» وصلت إلى نسختها الخامسة، وهي مبادرة من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وتتكون من ثلاث مراحل أساسية، وهي: * مرحلة التسجيل وإرسال المشاركات عن ملخصات للكتب، ويتم من بعدها ترشيح الأسماء من خلال مقابلات شخصية تقيمها المسابقة لكل المشاركين. * والمرحلة الثانية، هي الملتقى الإثرائي، حيث يخوض المشاركون تجربة معرفية تمتد إلى ثلاثة أسابيع، تتضمن الكثير من المحاضرات وورشات العمل مع المتخصصين والكتّاب والمؤلفين. * والمرحلة الختامية، حيث يقدم كل مشارك نصا طوره في الملتقى أمام الجمهور في مسرح «إثراء».. ويتم الاحتفال بقارئ العام لهذه النسخة من المسابقة.