لا ينكر أحد في عالمنا الحالي ما بات يقع على عاتق الجميع من مسؤولية تجاه الشباب، الذي وإن كان قد تربى على مبادئ سامية بتعاليم دينية يوجبها الشرع الحنيف، إلا أن وجود شبكات التواصل الاجتماعيّ التي اقتحمت حياتنا اقتحاما ولم يعد بمقدور أحد غض الطرف عنها باتت تمثل ضرورة كبرى في كيفية استفادة شبابنا منها، والبعد عن آثارها القاسية. وإذا كان لتلك الوسائل بعض الجوانب الإيجابية؛ كونها تجعلنا نشاهد الكثير من الأمور والأحداث بالصوت والصورة في ذات اللحظة التي تقع فيها، بالإضافة إلى تتبع جميع الأخبار التي تدور من حولنا، إلا أنها تحمل أيضا الكثير من الجوانب السلبية القاسية على شبابنا. وعلى الآباء والأمهات الالتفات إلى تلك الظاهرة الخطيرة؛ لما لها من تأثير قوي ومؤثر، والعمل على حث الأبناء والبنات على مواجهتها بوسائل متعددة لعل من أبرزها: الحث على التمسك التام بأوامر ديننا الحنيف، والقراءة في الكتب المفيدة النافعة، والحدّ من التعرّض المفرط لوسائل التكنولوجيا الحديثة، مؤكدين أنّ للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية متعددة صحيا ونفسيا واجتماعيا، وأنه ليس من المقبول جلوس الشباب ساعات طوالا يتابعون ويبحثون عن أشياء ليست إيجابية.. ومن ثم نرى أهمية دور الأهل والمدرسة والجامعة في التخفيف من سلبيات التواصل الاجتماعي والحدّ من آثاره الخطيرة على الفرد والمجتمع معا. فعلى الأبوين أن يقوما بتنظيم أوقات أبنائهم في استعمال هذه الأجهزة والتحكّم في نوعية البرامج أو الألعاب التي يتفاعلون معها، وكذلك الحرص على التوعية وتنمية الوازع الديني الذي يجعل الشاب يعلم أنه سيقف بين يدي ربه ويحاسبه، وينطلق توجيههم بإدراك أن الله يراك وإن لم تكن تراه، مما يساعد في بناء سور حصين للأبناء أمام تلك الوسائل وصانعيها وما يرومون إليه من أهداف، حينذاك سيتجنب شبابنا آثارها القاسية والضارة، لا سيما وأن الكثير من شبابنا بخير والحمد لله.. ويؤكد ذلك ويأتي دليلا عليه ما نراه من حراك إيجابي لشباب الجامعات عامة، وجامعة الملك فيصل خاصة، فطلاب الجامعة يقومون بحراك ثقافي متميز في مختلف كليات الجامعة، بل وأقسام الكلية الواحدة، وما طلاب الآداب عن الأذهان ببعيد، حيث تأتي المنافسة الجادة مظهرا من أبرز مظاهر الاتجاه صوب الجوانب الإيجابية التي تجعل الطلاب يتفاعلون مع أحداث المجتمع مشاركين بوعي ومدركين لدورهم بفهم؛ لهذا علينا مواصلة حث الطلاب على التفاعل الثقافي والرياضي بجانب الأنشطة الأكاديمية، ففيه الخير العميم والوقاية الصحية من كافة التأثيرات السلبية ليبقى التعامل الصحيح مع تلك الوسائل مهما ارتدى صانعوها من أقنعة يأملون من خلالها ابتعاد شبابنا عن جادة الصواب، لكن هيهات هيهات، ما دام كلٌ يدرك دوره: الأب والأم والشباب والمسجد والمدرسة والجامعة..