مع الارتفاع غير المسبوق الذي شهدته العديد من مناطق المملكة في صيف هذا العام، وخاصة في المنطقة الشرقية، تزداد المخاوف من الحوادث العديدة التي تسببها الإطارات مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، في الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى أن درجة حرارة الإسفلت تصل إلى 120 درجة في هذه الفترة. ومن أجل الوصول إلى درجة أمان عالية، هناك العديد من الإجراءات الاحترازية التي يتعين على قائدي السيارات القيام بها للاطمئنان على سلامة إطارات السيارات لمنع وقوع الحوادث في هذه الفترة. ومن المعروف أن شهور الصيف تشهد عادة زيادة ملحوظة في عدد حالات تلف الإطارات. ويمكن تقليص مثل هذه المخاطر بشكل كبير من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة المتعلقة بصيانة الإطارات والحفاظ عليها بحالة جيدة. نوعية الإطار في البداية يقول كمال المزعل (كاتب): تعتبر المملكة من أعلى دول العالم في حوادث السيارات، ولعل مرد ذلك إلى عوامل شتى، وواحد من تلك العوامل هو إطارات السيارات واختيارالإطار الرخيص الثمن، هو السبب في كثير من الأحيان، فمن المفترض أن يسعى المرء لاختيار النوع الجيد من الإطارات لسيارته، لان أي عيب أو نقص في ذلك الإطار تكون تكلفته مميتة، فيمكن التغاضي أو التساهل عند شراء الكثير من أجزاء السيارة، إلا أن التساهل في اختيار نوعية الإطار أمر غير مقبول، ويشير المزعل إلى أنه مع العمل على شراء إطار بمستوى جيد، يلزم مراعاة الجوانب الأخرى المهمة، ومنها تاريخ التصنيع ومناسبة الإطار لسيارتك، فليس كل إطار غال هو الأفضل، كما أن الإطار المناسب يحتاج إلى جوانب أخرى للمحافظة عليه، فلابد أن يتم التأكد من توازن الإطارات وإلا فإنها تعرضه للعطب السريع. ويضيف المزعل بأن القيادة الآمنة أيضا تحفظ الإطارات وتطيل في عمرها، حيث إن السرعة الفائقة خاصة مع الأجواء الحارة تعجل بتلفها، إضافة إلى عدم الانتباه في القيادة والسير على مخلفات صلبة، يؤدي أيضا إلى تعريض الإطار للتلف السريع وربما الحوادث المميتة، خاصة مع ما تحويه الكثير من شوارعنا من حفريات وتشققات، كل تلك الأمور المهمة يجب أن يتم التذكير بها باستمرار، فسلامة الإطارات من سلامة الفرد، إلا أن ذلك كله هو عبارة عن ثقافة يجب أن تسود المجتمع، بمختلف جوانبه، فلابد من نشرها بين الطلبة الذين سيتولون قيادة السيارة مستقبلا أو يقودونها بالفعل حاليا، وكذلك لا بد أن تكون من النصائح التي يقدمها دائما وأبدا الأب لأبنائه، إبان مرحلة البدء بقيادة السيارة أو أثنائها، وأخيرا من قبل أرباب العمل لموظفيهم وسائقي السيارات لديهم، وهم يشكلون نسبة كبيرة من السائقين في المجتمع، ويشدد المزعل على ضرورة الحرص على سلامة تلك الإطارات وتبديلها أولا بأول من اجل مصلحة قائد السيارة، قبل أن تكون من مصلحة الشركة ذاتها. الرحلات في الصيف ويقول حسام عبدالعزيز هاشم: إنه مع اشتداد حرارة الصيف في دول الخليج بصفة خاصة تزداد الرحلات صيفا، وتنقل العائلات بالسيارات على الإسفلت الحار الذي تتجاوز درجة حرارته 120 درجة مئوية، ومن هنا يجب الحفاظ على أفضل ضغط للإطار حتى لا يتحلل، حيث إن الإطار يتحرك في بقعة لا تزيد على 25 سنتيمترا، وهى تعادل مقدار الحذاء الذي نلبسه ولكن هذا الحذاء بالإضافة إلى أوزان الركاب، وحينما تسير السيارة بسرعة كبيرة يؤدي ذلك إلى الضغط على الإطارات واتساع الرقعة التي تمشي عليها السيارة وتآكل الإطار ثم انفجاره، أو فقدان السيارة لتوازنها أو انحرافها. ويضيف هاشم: إن الهيئة السعودية للمواصفات تشترط وضع ملصق على السيارة متضمنا ضغط السيارة وحجم الإطار لمساعدة السائق على معرفة القراءات الصحيحة، وللأسف الشديد فبعض السائقين لا يهتمون بهذه التعليمات، وينصح هاشم بضرورة الاعتماد على مقياس الضغط مرة على الأقل كل أسبوع، كما ينبغي التقيد بفحص «المجسات» وشراء الإطارات الجديدة لأن العامل الزمني يؤثر، كما أن الهيئة السعودية للمواصفات تمنع بيع الإطارات التي يتجاوز إنتاجها عامين، ومن هنا ففي حالة ظهور أي تغيير في شكل الإطار أو ظهور تشققات به ينبغي تغييره حتى لا يكون معرضا للانفجار والتأكد أيضا من سلامة الإطار الاحتياطي، كما أن السرعة الزائدة تؤدي إلى زيادة الحرارة الداخلية للإطار وترفع المعدل الحراري وخاصة إذا كان الإطار متآكلا.