إلى وقت قريب كنا في منطقة مثل الأحساء نعرف أعداد المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافة إلى المعهد العلمي ومعهد إعداد المعلمين والمعلمات والمتوسطة الصناعية. ولم نسمع عن شيء اسمه مدارس خاصة. فالمتعارف عليه وهو أن التعليم مجانا.. فلماذا يدفع المواطن أي ريال للتعلم؟ بل كان الوضع هو العكس لبعض الطلبة والطالبات.. فقد كانت الدولة تدفع رواتب للطلاب والطالبات والكل على مقعد الدراسة.. وبالطبع فالوظيفة مضمونه بعد التخرج مباشرة لطلاب المعهد العلمي والصناعي ومعهد المعلمين والمعلمات. وفي تلك الفترة كانت في الأحساء كلها ثانوية واحدة.. ويأتيها طلاب من الهفوف والمبرز والعيون وبقية القرى والهجر المجاورة.. والآن ففي الأحساء وغيرها من المدن أصبحت المدارس في تزايد مستمر، بحيث إن أعداد المدارس في المملكة يعتبر الأعلى نموا من الناحية العددية، ولكن وللأسف لم نستطع مجاراة التزايد العددي بجودة موازية سواء بتطوير المناهج أو في جودة بناء المدارس أو بزيادة أعداد ما يتم بنائه.. ومنذ تلك اللحظة بدأنا في رؤية انتشار كبير في أعداد المدارس الخاصة، واصبح حتى الدخول في بعض المدارس الخاصة من الصفوف الابتدائية يوجد به قوائم انتظار.. ولهذا من الطبيعي أن يرتفع قيمة قسط كل فصل دراسي.. وسبب الإقبال هو أعداد طلبة أقل في الفصل ومبان أوسع.. ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل بدأنا نجد مدارس خاصة تقوم بتقريبك لسوق العمل في المستقبل وتقوم بتهيئتك للدراسة الجامعية داخل المملكة أو خارجها.. ونحن هنا نتكلم عن المدارس الخاصة التي تستخدم اللغة الإنجليزية لتدريس أبنائنا وبناتنا لتصبح المملكة من أكثر الدول في العالم في عدد المدارس التي تقوم بتدريس أبنائنا وبناتنا بلغة غير لغة الأم.. فما الذي جعل تلك المدارس لها جاذبية أكثر للكثير من مجتعنا في الوقت الحالي؟ للجواب على ذلك وهو بطريقة مباشرة هو أن معظم تلك المدارس في الوقت الحالي يتميز معظمها بأنها هي عادة مدارس ذات مبان حديثة وطلبة أقل عددا في الفصول، وكذلك فجزء من الطلبة ممن يدرس في هذه المدارس فيها ابناء مغتربين يعيشون في المملكة.. وعادة يكونون أكثر جدية في التحصيل العلمي لحاجتهم لذلك بغرض إكمال الدراسة في الخارج.. وجدية الطالب المغترب لا تنطبق على من في المملكة فقط، بل نرى ذلك في الدول الغربية التي يكون فيها الطالب المغترب أكثر جدية.. وشيء مهم هو أن المدارس التي تدرس باللغة الإنجليزية من الممكن ان يقوم الطالب فيها باجتياز اختبار اللغة أثناء التقدم لأي جامعة محلية أو في الخارج.. ولكن يبقى السؤال هو لماذا لم نقم بتطوير الدراسة في مدارسنا لتكون ذات مستوى عالمي مثل الآخرين؟ ولنكن واقعيين، فالمواطن لا يريد أن يدفع تكاليف عالية لتعليم ابنه أو ابنته في مدارس خاصة موادها يتم تدريسها باللغة العربية أو الإنجليزية، ولكن الكل يريد تعليما أفضل لفلذات كبده.