هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟    روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    النفط يستقر فوق 88 دولاراً.. وأسهم أمريكا تتراجع    «الرابطة» تُدين استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب في غزة    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    الراقي في اختبار مدرسة الوسطى.. الوحدة والفيحاء يواجهان الحزم والطائي    ميندي وهندي والنابت مهددون بالغياب عن الأهلي    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    أدوات الفكر في القرآن    4 نصائح طبية عند استعمال كريم الوقاية من الشمس    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    في ذكرى انطلاقة الرؤية.. مسيرة طموحة لوطن عظيم    الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج طلبة «كلية الأعمال» في جامعة الفيصل    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي بوفد من كبار مساعدي ومستشاري أعضاء الكونغرس الأمريكي    هلاليون هزموا الزعيم    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    أهلاً بالأربعين..    "5 ضوابط" جديدة بمحمية "الإمام تركي"    النفع الصوري    حياكة الذهب    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    زراعة 2130 شجرةً في طريق الملك فهد بالخبراء    166 مليار ريال سوق الاتصالات والتقنية بالسعودية    مسبح يبتلع عروساً ليلة زفافها    "إكس" تطلق تطبيقاً للتلفاز الذكي    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    اكتشاف بكتيريا قاتلة بمحطة الفضاء الدولية    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    961 مليونا ً لمستفيدي «سكني»    أمير الشرقية: القيادة تولي العلم والتنمية البشرية رعاية خاصة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    دورة تأهيلية ل138 مستفيداً ومستفيدةً من برنامج الإعداد للابتعاث    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    الإسباني "خوسيلو" على رادار أندية الدوري السعودي    عيدية كرة القدم    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    جاسم أحمد الجاسم عضو اتحاد القدم السابق ل"البلاد": الهلال يغرد خارج السرب.. وحديث المجالس وضع" هجر" في مهب الريح    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعليم الإنجليزية في المدارس..«النتيجة ناجح»!
مخرجات في أدنى مستوى عالمياً والخلل واضح من البداية ..
نشر في الرياض يوم 17 - 10 - 2011

لا يستطيع أحد أن ينكر أو يقلل من أهمية اللغة الإنجليزية في عصرنا الحاضر، وأنها أصبحت متطلبا ضروريا من متطلبات العلم والتقدم، وبالرغم من أن تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة قد بدأ قبل أكثر من (80) عاماً منذ عام 1348ه - 1927م، حيث سخرت حكومتنا الرشيدة له كل الإمكانات والدعم المادي الهائل بحيث وفرت للطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية والسنة السادسة من المرحلة الابتدائية الكم اللغوي الهائل من المفردات الإنجليزية في أكثر من 800 ساعة دراسية؛ إلاّ أنّ النتائج النهائية تؤكد أنّ مستوى الطالب في اللغة الإنجليزية بإنهائه لتعليمه العام يعتبر في أدنى المستويات بالعالم!، حيث يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية أو الجامعية وهو غير قادر على إجراء محادثة قصيرة باللغة الإنجليزية، وليس لديه القدرة على فهم نص قصير، وغير قادر أيضا على كتابة مقالة قصيرة مع العلم أنه من المفترض عدم نجاحه في المرحلة الثانوية إلاّ بعد إجادته اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة.
«الرياض» سلطت الضوء على هذا الموضوع للإجابة على سؤالين، وهما: أين يكمن الخلل الذي أدى إلى تدني مستوى طلابنا في اللغة الإنجليزية؟، وما هي الطرق التي يمكن من خلالها تطوير تعليم اللغة الإنجليزية في بلادنا لنصل بذلك إلى حلول جذرية أو جزئية للمشكلة؟.
آلية التدريس خاطئة
في البداية قال «د.حسين سندي» -عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز-: إنني أدرس الحاسب الآلي بالجامعة منذ أكثر من (20) عاماً، ومعظم الطلاب الجامعيين الذين قمت بتدريسهم بالجامعة التحقوا بالجامعة ولغتهم الإنجليزية ضعيفة جداً بحيث لا يستطيعون التعبير عن أبسط العبارات الإنجليزية فما بالك بمصطلحات الحاسب وبرامجه والأسواء من ذلك أن هناك أعضاء هيئة تدريس بالجامعات حاصلين على شهادة الدكتوراه، وبعضهم يشغل مناصب عالية بالجامعات وهم لا يجيدون شيئاً باللغة الإنجليزية، ولا يستطيع الواحد منهم أن يكتب رسالة باللغة الإنجليزية مع العلم إن من أهم معايير الكفاءة هو إجادة اللغة الإنجليزية ليس تحدثا فقط وإنما تحدثا وكتابة.
تردي النتائج
وأضاف: في الحقيقة أن تدريس اللغة الإنجليزية عندنا لا يرقى إلى تطلعات وطموحات «القيادة»، ولا يرقى إلى طموحاتنا كشعب نسعى للتقدم والرقي، والدليل على تدني مستوى طلابنا باللغة الإنجليزية هي النتائج، مشيراً إلى أنّ طريقة وآلية تدريس اللغة الإنجليزية في مدارسنا خاطئة لكونها مازالت تعتمد على التلقين في حجرات الدراسة فقط، مع العلم أنّ مادة اللغة الإنجليزية بحاجة إلى معامل للغة مجهزة بأحدث وسائل المحادثات الصوتية تنقل الطالب من مرحلة الاستماع والحفظ إلى مرحلة التطبيق العملي لما تعلمه من مفردات إنجليزية، ولابد أن تقوم المدارس بأنشطة لا صفية وبرامج ورحلات وزيارات و يمنع أثناءها النطق باللغة العربية ويعبر الطالب عن أي شيء يريده باللغة الإنجليزية سواء زيارات لبعض المستشفيات مع التنسيق مع وزارة الصحة أو زيارة لمكاتب الخطوط أو الفنادق أو بعض القنصليات الأجنبية ويطالب التلاميذ بالتحدث باللغة الإنجليزية.
الزيارات الدولية
ودعا «د.سندي» الوزارة إلى تطبيق فكرة الزيارات الدولية بين أبناء المدارس والجامعات الأجنبية بحيث يتبادلون الخبرات ويتعلمون نطق اللغة الإنجليزية النطق الصحيح؛ لأنّ هذه الزيارات تعتبر فرصة ضائعة على طلابنا فلماذا نحرمهم منها؟ لاسيما وأنّ اللغة الإنجليزية هي القناة التي يمر العلم التقني والتكنولوجي من خلالها، فإذا كانت تلك القناة ضعيفة أو ضيقة ضاع مستقبل أجيالنا، ولن نتمكن من توسيع تلك القناة إلاّ من خلال تدريب الطلاب على اللغة الإنجليزية وليس تدريسهم؛ لأنّ اللغة بحاجة إلى تدريب وممارسة مستمرة حتى ترسخ مفرداتها في الأذهان، فيتوجب على وزارة التربية والتعليم إنشاء معامل لتدريب اللغة الإنجليزية في كل مدرسة وكذلك لابد من زيادة حصص اللغة الإنجليزية ليتسنى لكل طالب من القيام بالتدريب لاسيما وأن فصول المدارس الحكومية في المدن الكبرى بالمملكة لا يقل طلابها عن (40) طالب لذلك لا يوجد لدى الوزارة حل سوى زيادة عدد الحصص أو زيادة عدد المدارس بحيث لا يزيد أعداد طلاب كل فصل عن (25) طالباً أو طالبة، ولا تقل الحصص عن (6) حصص بالأسبوع، متمنياً أن يكون هناك جوائز وحوافز للموظفين والطلاب الذين يجيدون اللغة الإنجليزية وذلك لحثهم على تعلمها.
معلمو الإنجليزية بحاجة لدعم وحوافز مادية ومعنوية
خبرات الدول الأخرى
وقال «د.عايض العمري» -رئيس المجلس السعودي للجودة- إنّ تعلم اللغة الإنجليزية أصبح من أهم متطلبات العصر الحاضر، عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات، ويجب علينا إن أردنا التقدم والرقي أن نعير هذا الموضوع اهتماما بالغا ويتوجب على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي أن يسلكوا كل الطرق في سبيل إنجاح تدريس اللغة الإنجليزية وتسهيل استيعاب الطلاب ليتمكنوا منها تحدثا وكتابة، وهذا لا يعني أن نهمش اللغة العربية لأنه لا يوجد أمة سادت بدون لغتها فاللغة العربية هي الأساس، لكن يجب أن يتمكن طلابنا من اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة؛ كي نواكب التطور الذي يشهده العالم في جميع المجالات، لذلك لابد من تغيير أساليب وطرق تدريس اللغة الإنجليزية التي يستخدمها معلمو اللغة الإنجليزية والتي تعتمد اعتمادا أساسيا على طريقة التلقين والحفظ إلى طريقة الحوار والنقاش والتحليل والتركيب والاستنتاج والتطبيق داخل معامل مخصصة لذلك في كل مدرسة؛ لأنّ الفصل أو الحجرة الدراسية أثبتت فشلها في تعليم اللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أنه حان الأوان لكي نستفيد من خبرات الدول المجاورة التي نجحت في تدريس اللغة الإنجليزية وذلك بإرسال وفد من الوزارة ليقف على أنفع الطرق في تعليم اللغة الإنجليزية وتطبيقها في مدارسنا.
برامج مدروسة
ويوافقه الرأي الأستاذ «عبدالله الغامدي» -مدير مجمع النور التعليمي بجدة- قائلاً: نحن نفتقر إلى وجود برامج مدروسة ومجدولة لتبادل الخبرات والمعارف مع الدول الأخرى المهتمة باللغة الإنجليزية والتي لها باع طويل في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، وإعداد وتدريب معلميها وطلابها، فقبل عدة سنوات زارنا وفد من دولة الإمارات العربية المتحدة وحقيقة استفدنا كثيراً من خبراتهم مع العلم أنهم أنكروا علينا ضعفنا الشديد في اللغة الإنجليزية، مضيفاً: نحن لا نبحث عن تعليم عادي للغة الإنجليزية بل نبحث عن تعليم نوعي شامل لكونها أصبحت متطلبا أساسيا من متطلبات العصر الحاضر، مطالباً بزيادة عدد حصص اللغة الإنجليزية وتوفير معامل للغة الانجليزية في كل مدارس المملكة ليتمكن الطلاب من فهم اللغة من خلال حصص المحادثة والاستماع بتلك المعامل.
الاستعداد النفسي
وقالت «د.إيمان سيوطي»: يلعب عامل الاستعداد النفسي دوراً رئيساً في نجاح أو فشل تجربة تعلم اللغة الإنجليزية، فالطالب السعودي يُقدم على تعلم اللغة الإنجليزية وفي ذهنه العديد من الأمثلة الفاشلة التي صورت له مدى صعوبة واستحالة تعلمها أو يتوقع الطالب أن تجربته مصيرها الفشل كما هو حال الذين فشلوا قبله في تجربتهم الشخصية، حيث إن هذا التصور السلبي يؤدي بمن هم مقدمون على تعلم اللغة الإنجليزية إلى فقدان الثقة بقدرتهم على تعلمها وإتقانها، وكل ذلك بسبب تأخر تدريسها في السابق إلى الصف الأول متوسط بحيث يتعلم الطالب 6 سنوات في الابتدائية من دون لغة إنجليزية، وإذا انتقل للمتوسط يتم تدريسه لغة جديدة قد سمع عنها بأنها صعبة الأمر الذي أوجد في نفوس الطلاب رهبة من تلك اللغة وجعلهم ينقلون تلك الرهبة إلى الأجيال التي تليهم، وهكذا بينما لو تم تدريس اللغة الإنجليزية من أول يوم دراسي في حياة الطالب لتمكن من إتقانها مثل إتقانه للمواد العربية، وهذا الكلام ليس توقعاً أو احتمالا بل هي حقيقة والدليل نجاح المدارس الأهلية العالمية داخل المملكة في ذلك بحيث أصبح طلابها يجيدون اللغة الإنجليزية بطلاقها كونهم تعلموها منذ دخولهم الروضة والتمهيدي.
الحماسة والرغبة
وأضافت «سيوطي» أن ذلك العامل النفسي (الرهبة من الإنجليزي) جعل الطالب في مرحلة التعليم العام يُقدم على تعلم اللغة الإنجليزية من غير إبداء أي قدر من الحماسة والرغبة الجادة في تعلمها، والسبب في ذلك يعود في المقام الأول إلى شعوره بأنها ليست ذات أولوية مهمة في حياته ولذلك ينصب تركيزهم على تحصيل أقل قدر من اللغة الذي يؤدي بهم إلى الانتقال إلى المستوى الدراسي اللاحق، ولذا فهم يقومون فقط بحفظ قواعد اللغة الإنجليزية، وبعض النصوص والكلمات من أجل تجاوز الاختبار النهائي فقط، مشيرةً إلى أنّ هذا الشعور السائد قد أصابه نوع من التحول النوعي في الآونة الأخيرة؛ إذ غدا كثير من طلبة التعليم العام يُدرك مدى أهمية معرفة وتعلم اللغة الإنجليزية لمعرفتهم بدورها في تمكينهم من مواصلة تعليمهم الجامعي في التخصصات العملية، ولكونها عاملاً مهماً لتأمين مستقبل وظيفي أفضل، ولإدراكهم أن معرفتها بمثابة نافذة تمكنهم من الإطلاع ومعرفة ما يجري من حولهم في العالم، ولكن هذا الشعور الإيجابي المتنامي لا يمنع من القول إن هناك نسبة كبيرة لا تزال غير مدركة لأهمية تعلم اللغة الإنجليزية وإنهم لا يبذلون الجهد الكافي لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية، مؤكدة على أنّ معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية في الوقت الحاضر بحاجة ماسة لدورات تدريبية خارجية في اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من نطق حروف الإنجليزية وكلماتها نطقا سليما ومن ثم تعليمها للطلاب.
المدارس الأهلية سبقت «الحكومية» في التأسيس
دورات تدريبية
وتوافقها الرأي الأستاذة «رسمية المعددي» قائلة: مع الأسف الشديد أنّ لدينا معلمات اللغة الإنجليزية ينطقن الحروف الإنجليزية بطريقه خاطئة، مؤكدة على أنّ معظم المتميزات من خريجات اللغة الإنجليزية قد أكملن دراسة الماجستير والدكتوراه بينما تم تعيين الخريجات ذوات النسب المتدنية (مقبول أو جيد) معلمات لغة إنجليزية، حيث إنهن بأمس الحاجة لدورات تدريبية خارجية لكي يتمكن من إتقان اللغة الإنجليزية ونطقها بطريقه صحيحة ومن ثم تدريسها لبناتنا، واعتقد نفس الكلام ينطبق على المعلمين أيضاً؛ ليدرج في برنامج الابتعاث ابتعاث لمدة شهرين لمعلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية، ويكون ذلك إلزامياً حسب جدول زمني تحدده وزارة التربية والتعليم؛ لأنّ المدارس الأهلية التي فيها معلمون ومعلمات من جنسيات غير عربية نجد أن طالباتها متفوقات في اللغة الإنجليزية بينما المدارس التي يدرس اللغة الإنجليزية بها جنسيات عربية نجد إخفاقا كبيرا في مستوياتها.
ثقافة «خلّه يعدي» نجني ثمارها مع جيل يعاني من «كسر حاجز اللغة» ودفع الثمن وظيفياً
المناهج القديمة سيئة
وقال «بندر بخاري» -معلم لغة إنجليزية-: إنّ مناهج اللغة الإنجليزية في السنين الماضية؛ تعدُّ من أبرز معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية؛ لأنها كانت تفتقر إلى الأهداف الواضحة، والمحتوى الذي يتناسب مع تلك الأهداف، وربط طرق التدريس بالمحتوى وأساليب التقويم، وتفتقر إلى الترابط والتسلسل المنطقي للموضوعات والوحدات التي يدرسها الطالب، ولم يكن فيها تدرج في مراتب درجة الصعوبة، مضيفاً أنّ المناهج المقررة فيها كانت تفتقر إلى جودة الإخراج الفني، والصور الملونة التي تجذب الطالب وتجعل الكتاب محبباً إليه علاوة على أن أساليب الامتحانات والتقويم التي تعوّد الطالب على الحفظ وتحصيل الدرجات فقط وليس التعلم الحقيقي، حيث كانت تركز أيضاً بدرجة كبيرة على المعلومة أو الجانب المعرفي قبل المهارة أو إعطاء مساحة أكبر للجانب المهاري التطبيقي، ولذا فليس هناك وقت مخصص في المنهج يتيح للطالب التدرب على ما درسه، كما أنّ المنهج أيضاً لا يولي اهتماماً كبيراً برغبات وحاجات الطلاب، ولا يحتوي على موضوعات لها علاقة بواقعه ومستقبله.
الزمن الكافي
وأضاف: أما المناهج الحديث فلا بأس بها لو وفرت الوزارة الزمن الكافي لتدريس اللغة الإنجليزية؛ لأنّ من أهم معوقات تعلم اللغة الإنجليزية أنّ الزمن المخصص لتدريسها في مدارسنا العامة ليس كافياً، هذا الزمن المحصور بأربع حصص في الأسبوع بمعدل 45 دقيقة لكل حصة زمن غير كاف، خاصة أن التدريس يتم في بيئات لغوية وفصول منعزلة لساعات ممدودة في الأسبوع يزول أثره سريعاً بسبب عدم توافر عناصر مماثلة كتلك التي يمكن أن تتوافر في البيئة الأصلية لتعلم اللغة، مما يولد لدى المتعلم الشعور بأن علاقته باللغة تنقطع بمجرد مغادرته المدرسة، ومما عمّق من إشكالية الوقت الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية التي ساهمت مع الزمن القليل المخصص لتعليم اللغة الإنجليزية في ضعف ناتج تعلمها.
د.أنور عشقي
معامل اللغة الإنجليزية
وأشار «بخاري» إلى أنّ هناك أيضاً معوّقاً آخر يتعلق بالنقص الحاد بالتجهيزات التعليمية والفنية التي تفتقر إليها مدارسنا العامة، إذ لا توجد فيها التجهيزات والمختبرات والمعامل اللغوية التي يمكن أن تُتيح للطالب الاستماع إلى اللغة الإنجليزية من خلال أشرطة تسجيل بأصوات أصحاب اللغة الأصليين الذين ينطقونها النطق السليم، أو مشاهدة مواد تعليمية لغوية يمكن أن تعرض عن طريق أشرطة فيديو أو عبر أجهزة الحاسب، ولا تحتوي مكتبات مدارسنا على القصص القصيرة المشوقة التي تشجع الطالب على القراءة باللغة الإنجليزية، وأيضاً تفتقر إلى البرامج التعليمية اللغوية الحاسوبية التي يمكن أن تستخدم داخل الصف أو خارجه وتعطي الطالب فرصة أكبر لإجراء تدريبات لغوية معززة، ومن هنا يمكن القول إن مدارسنا تفتقر إلى الوسائل التعليمية المساعدة،والمصادر الإثرائية الحديثة، وكذلك معلمو ومعلمات اللغة الإنجليزية بحاجة ماسة إلى إتاحة الفرصة لهم للالتحاق بدورات خارجية وورش عمل للتعرف على الطرق التدريسية الحديثة، والأفكار المستجدة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية بالعالم المتقدم.
وأوضح «بخاري» أنّ هذه الدورات القصيرة يمكن أن تسهم في رفع وعي مدرسي ومدرسات اللغة الإنجليزية بوجود طرق تدريسية مختلفة لتدريس اللغة الإنجليزية، وهي أيضاً فرصة للمعلمين والمعلمات كي يعرضوا مرئياتهم حول الصعوبات التي تواجه الطلاب في تعلم اللغة الإنجليزية، وتبادل الخبرات حول الصعوبات والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى مستوى مرموق في تعلم اللغة الإنجليزية، ويمكن كذلك أن تسهم مثل هذه الدورات في قضايا القياس، والتقويم، والاختبارات، مضيفاً: وأيضاً سوف تتيح لهم الاطلاع عن قرب على قضايا مهمة مثل الدافعية، والاتجاهات، وأساليب التعزيز عند الطلاب، ومعرفة طرائق تدريس حديثة تساعد على التعلم الصفي التفاعلي، وإجراء التدريبات التفاعلية المتصلة بالبيئة المحيطة بالطالب، والتخطيط للدروس، وإدارة الصف، وغيرها من الكفايات التعليمية المهنية التي يحتاج معلم اللغة الإنجليزية لإتقانها.
د.إيمان سيوطي
حوافز للمعلمين والمعلمات
وقال الأستاذ «سالم الصيعري» -معلم لغة إنجليزية- إنّ من أهم أسباب تدني مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية هو تفردها كمادة واحدة بتلك اللغة ومن المفترض أن تكون جميع المواد العلمية باللغة الإنجليزية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها لكي يتمكن الطلاب من إتقان اللغة الإنجليزية، وهذا هو سبب نجاح المدارس الأهلية العالمية في تدريس اللغة الإنجليزية، حيث إن جميع المواد تدرس باللغة الإنجليزية ماعدا مادتي الدين والعربي فإنها تدرس باللغة العربية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أرى أن معلمي اللغة الإنجليزية بحاجة إلى دعم وحوافز مادية ومعنوية فهم لا يختلفون كثيراً عن معلمي الصم والبكم، لأنّ الطلاب عندما يشرعون في تعلم اللغة الإنجليزية مثلهم مثل من لديهم صعوبة في النطق أو الفهم ومع ذلك تصرف الوزارة لمعلمي صعوبات التعلم بدل 30% زيادة في رواتبهم ويفترض أن تصرف ذلك البدل أيضا لمعلمي اللغة الإنجليزية كونهم يعانون معاناة شديدة في سبيل تعليم الطلاب النطق الصحيح بالمفردات وفهم معانيها، وكذلك لابد من الحوافز المعنوية من حيث تخفيض نصاب حصص معلمي اللغة الإنجليزية وإعفاؤهم من حصص الانتظار والإشراف والمناوبة لكي يتهيأ لهم الجو النفسي المناسب لبذل المزيد من الجهد في سبيل تدريس اللغة الإنجليزية.
د.حسين سندي
طرق التدريس
وأضاف «الصيعري» أنّ الأقسام التي تُعد معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية بجامعات وكليات المملكة ، تركز جهودها على إعطاء الطالب (المعلم) كمّاً كبيراً في مواد الأدب الإنجليزي والترجمة والنقد الأدبي والمواد اللغوية الصرفة كالنحو والصرف والصوتيات وغيرها، وتهمل إلى حد كبير مواد طرق التدريس وتدريس نظريات تعلم اللغة الأجنبية،وكذلك تهمل إلى حد كبير تنمية مهارات الطالب (المعلم) اللغوية، وبخاصة المهارات الأساسية للتعلم وهي: القراءة والكتابة والاستماع والمحادثة بحيث تركز جامعاتنا على مهارة القراءة والكتابة وتهمل مهارة الاستماع والمحادثة، وكذلك مع العلم أن مهارة الاستماع والمحادثة هي المهارة الأساسية لتعلم اللغة الإنجليزية، ومع الأسف هذا هو الحال في مدارس وزارة التربية والتعليم أيضا فهي تركز على القراءة والكتابة وتهمل الاستماع والمحادثة.
د.عايض العمري
«متشددون» يخشون «التغريب»!
قال "د.أنور عشقي" -رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية-، إنّ من متطلبات التعليم في جميع دول العالم أن يصبح للطالب لغتين أو أكثر، ونحن لا يوجد لدينا سوى لغة واحدة، إضافة إلى لغتنا العربية، وهي اللغة الإنجليزية، ومع ذلك لم يتمكن طلابنا من إتقانها الأمر الذي جعل الكثير من طلبة الابتعاث يصدمون بضعف لغتهم الإنجليزية وربما انعدامها، مع العلم أنها لغة العصر الحاضر ويتوجب على كل طالب أن يتسلح بها، خاصة نحن المسلمين لكي ندافع بها عن ديننا ومعتقداتنا ناهيك عن أننا أمة رسالة ويتوجب علينا نشر رسالتنا لكل أقطار العالم ،وكيف نستطيع نشر تلك الرسالة ونحن لا نجيد اللغة الإنجليزية.
وأضاف: أنا أطالب بتدريس اللغة الإنجليزية من الروضة والتمهيدي؛ لأنها أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة بل وأعتقد أن تعليمها وتعلمها أصبح فرض كفاية، وأعتقد أن الخلل الذي أدى إلى ضعف اللغة الإنجليزية طوال السنين الماضية هو الحرص الزائد من قبل بعض المتشددين والغيورين على الدين لخشيتهم من تعرض شبابنا لغزو ثقافي، وعلى الرغم من أن نواياهم حسنة، إلاّ أن هذا التخوف ليس له مكان في هذه الأيام خصوصاً أننا نعيش في عصر الانترنت والبلاك بيري، وإذا كان الخوف على ثقافتنا الإسلامية فإن ثقافتنا قوية مبنية على أصول قوية ولا يخشى عليها؛ لذلك نحن نناشد مجلس الشورى بأن يطرح قضية تدريس اللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي ويناقشها على طاولته، ومن ثم تحول للدراسة من قبل هيئة الخبراء ثم تعرض على مجلس الوزراء ليصدر بإذن الله فيها مرسوم ملكي، لأن كل الدراسات أثبتت أن الطفل في العقد الأول من عمره يستوعب الكثير ويستطيع تقبل وحفظ الكم الهائل من المعلومات ولديه قدرة فائقة على الالتقاط والحفظ ويجب علينا أن لا نضيع عليه تلك الفرصة على أطفالنا الذين هم عماد المستقبل.
بندر بخاري
نتعلم الإنجليزية ونتحدث بالعربية داخل الفصل!
قال "محفوظ بن محمد الزهراني": كنت من أسوأ الطلاب في اللغة الإنجليزية عندما كنت أدرس بالمرحلة الثانوية، وعلى الرغم من سهولة منهج اللغة الإنجليزية بالمعاهد العلمية كونها تركز على مواد الدين واللغة العربية؛ إلاّ أنني كنت في كل سنة أرسب في مادة الإنجليزي، وبعد أن تخرجت من المعهد العلمي التحقت بمعهد البحرية، وفي أول يوم أخبرنا ضابط الصف أنه يمنع التحدث باللغة العربية في محاضرات مادة اللغة الإنجليزية منعاً باتاً مهما كانت الظروف، حيث إنّ كل كلمة ينطقها الطالب باللغة العربية سوف يحسم عليها مقابلها درجة ولو تكررت سوف يتعرض نفسه للجزاء العسكري، فأقبلنا ساعتها على قواميس اللغة الإنجليزية نبحث عن الكلمات التي سوف نحتاج إليها أثناء محاضرات اللغة الإنجليزية ونركب العديد من الجمل لكي نتمكن من التخاطب مع مدرس المادة الأجنبي.
وأضاف: كلما احتجنا لسؤاله عن أي شيء بحثنا عن كلمات وركبنا جمل وقمنا بمحادثته وكان يصحح نطقنا لبعض الكلمات ويصحح تركيبنا للجمل، وفي نهاية العام خرجنا بحفظ آلاف الكلمات ومئات الجمل التي تمكنا من تحدث الإنجليزية بطلاقة، ولو كان معلمو اللغة الإنجليزية بالمرحلة المتوسطة والثانوية يمنعوننا من التحدث باللغة العربية في حصص الإنجليزي لكنا أتقنا اللغة قبل التخرج من المتوسط، مقترحاً على وزارة التربية والتعليم أن تصدر قرارا يمنع معلمي اللغة الإنجليزية من التحدث باللغة العربية داخل المدرسة وقرارا يمنع الطلاب من التحدث باللغة العربية أثناء حصص اللغة الإنجليزية، وبالتالي سيضطرون إلى حفظ مئات الجمل الإنجليزية سنويا ليتخرجوا بعد الثانوية وهو يجيدون اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة.
سالم الصيعري
عبدالله الغامدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.