ابن ال 25 ربيعا، القادم من الشمال والذي أضاء سماء الفيصلي في فترة الانتقالات الشتوية، كأول تجربة احترافية له في مسيرته الكروية، وتحد جديد من دوري المظاليم لدوري الاضواء، انضم للطائي ناشئا لانتمائه للمدينة وتدرج في فئاته وصولا للفريق الأول، ليخطف الأنظار بمستوياته الكبيرة وإمكانياته العالية، ليتعاقد معه الفيصلي بعقد يمتد لموسم ونصف، ليبدأ اللاعب مرحلة جديدة في عالم الساحرة المستديرة، واستطاع خلال مباريات قليلة أن يثبت نفسه، وأن يكون عند حسن ظن الفيصلاويين، وبات الخيار الأول لمدرب الفريق البلجيكي ستيفان ديمول. «الميدان» التقى فهد الصقري، وطرح عليه العديد من التساولات التي تهم المشجع الفيصلاوي في المقام الأول والرياضي بشكل عام، ليجيب عنها بكل رحابة صدر، حيث تتطرق إلي سير الفريق ومدى وصوله لأدوار متقدمة في البطولات المحلية، وكذلك البطولة الخليجية التي يشارك فيها العنابي بنسختها الثلاثين، وعن تجربته في دوري ركاء ودوري عبداللطيف جميل، والكثير في حوار الأسرار: في البداية، نرحب بك ويسعدنا أن تكون ضيفنا على صفحات «الميدان»؟ أشكركم على الاستضافة، وكم أنا سعيد بتواجدي معكم وحرصكم على لقائي يزيدني شرفا، كما أتمنى أن يكون الحوار خفيف الظل على السادة القراء. دعنا نتحدث عن انتقالك للفيصلي، وكيف تمت الأمور؟ الحمدلله، تم انتقالي للفيصلي بعد سنوات قضيتها في نادي الطائي كانت رائعة بشكل عام، حيث حققت بعض النجاحات مع الفريق، وخلال فترة الانتقالات الشتوية، تمت مفاوضتي من إدارة الفيصلي بعد دخولي فترة ال6 شهور (الفترة الحرة)، ووافقت دون تردد، وكان بفضل من الله ثم (عمي) فيصل الصقري ووكيل الاعمال محمد العنزي، اللذين سعيا في هذه الصفقة، وتم التوقيع بسلاسة بين الطرفين لجدية الفيصلي ورغبتي الكبيرة في خوض تجربة جديدة. ما الشيء المختلف بين الفيصلي والطائي؟ الاختلافات كثيرة منها؛ أن الطائي يلعب في دوري الدرجة الاولى بعد أن كان له كلمة في الدوري الممتاز سابقاً، وله تاريخ كبير وحافل في هذا الجانب، لكن لم يحالفهم الحظ في الصعود خلال السنوات الماضية، وأتمنى من كل قلبي أن يوفق الطائي ويعود للدوري الممتاز فهو جدير بذلك، أما الفيصلي فهو يلعب في دوري جميل، وفي مركز متقدم في الترتيب وله تجربة ثرية وبات رقما صعبا، وكذلك ينافس في الخليجية، ولعل الاختلاف الذي واجهته هو ابتعادي عن الأسرة، ولكن سرعان ما تأقلمت مع الأجواء هنا. لعبت في دوري الأولى ودوري جميل، كيف ترى المستوى والمنافسة فيهما؟ بلا شك، هناك فرق كبير جداً على كافة الأصعدة؛ سواء الجماهيرية أو الاعلامية، وايضاً على المستوى الفني فالفارق كبير. صحيح لكل منافسة طريقتها الخاصة وأسلوبها المغاير، ولعل ما يميز دوري (جميل) أكثر، هو المتابعة من شريحة كبيرة والحضور الجماهيري الكبير والنقل التلفزيوني المميز للبطولة، مما يزيد الحماس والندية بين الجميع من أجل المنافسة. ما طموحك مع الفريق الفيصلاوي، وأبرز أهدافك؟ طموحي أن أكون عند حسن ظن القائمين على الفريق، وأثبت للجميع أنني صفقة ناجحة، وأساهم في تحقيق ما يصبون إليه، وأخدم العنابي بكل ما أملك. وأبرز أهدافي هو السعي للأفضل دائماً وتطوير نفسي حيث أحرص على أداء تدريباتي اليومية بكل جدية، لتعزيز إمكانياتي وتقديم مستويات عالية، وأطمح لتمثيل الأندية الكبيرة والمنافسة على البطولات، وتمثيل المنتخب الوطني. كيف استطعت أن تثبت نفسك بسرعة في تشكيلة الفريق الأساسية؟ منذ قدومي، وأنا حريص على إثبات نفسي في الفريق الاساسي، وأقدم ما هو مطلوب مني، والحمد لله حققت ما أريد؛ بالأصرار والالتزام في التدريبات والاستماع لتوجيهات المدرب وتطبيقها حتى وصلت للخارطة الاساسية. كانت أول مباراة رسمية تلعبها مع الفيصلي ضد الهلال هل هي مغامرة؟ أم فرصة لإثبات نفسك؟ بل أرى أنها مغامرة من المدرب لكنها محسوبة، فكنت على استعداد تام لخوض أي لقاء سواء أمام الهلال أو غيره، وأنتظر الفرصة، وكنت دائماً حاضرا ذهنياً وبدنياً لبدء أي مباراة، وعندما سنحت لي الفرصة لتكون أول مشاركة رسمية لي مع فريقي الجديد بهذه القوة، فأكون قد قطعت نصف الطريق لفرض نفسي على تشكيلة الفريق، وهذا ما تحقق وقدمت مستوى جيدا، وأشكر الجهازين الفني والاداري على ثقتهم بي في مباراة تُعتبر قوية وصعبة على أي لاعب، لاسيما وهي أول مباراة رسمية مع فريقي الجديد. هل قدوم زميلك في الطائي عبدالإله العامر ساعدك أكثر على التأقلم في الفيصلي؟ صحيح قدوم زميلي وأخي عبدالإله العامر ساعدني على التأقلم أكثر، ولكن عندما بدأت في التمارين لم أواجه اي معوقات مع اللاعبين، وذالك لحسن استقبالهم ومعاملتهم المتواضعة والرائعة معي، والجميع في الفيصلي أسرة واحدة، وتربطنا علاقة أكثر من جيدة، مما ينعكس في الملعب لتحقيق النتائج الإيجابية، وكما تشاهد فإن اللاعبين في المباريات يظهرون بشكل رائع، بعيداً عن التوتر مما يساهم في حضورنا القوي ذهنياً، وهذا يبعدنا عن الأخطاء، حيث نقدم كرة قدم رائعة. لمن الفضل بعد الله في تنمية موهبتك؟ أتمنى ألا أجيب عن هذا السؤال، فأنا مدين للكثير من المدربين والزملاء والاصدقاء في اكتشاف وتنمية موهبتي، وأخشى أن أنسى أحدهم، لذا أعتذر عن الإجابة. حدثنا عن أوضاع الفيصلي بشكل عام؟ أوضاع الفيصلي حالياً، تسير بشكل جيد من ناحية الأمور المادية والإدارية والفنية والمعنوية، ولا يوجد أي خلل داخل النادي، فالفريق يخطو بثبات، فكل شيء متوفر والبيئة إيجابية في الفريق وتساعد على تقديم أفضل العروض. هل ضمنتم البقاء ؟ أم أن الدوري لم ينته بعد؟ نوعاً ما ضمنا البقاء، ولكننا نسعى لمراكز متقدمة بالدوري، كما لا يجب أن نركن للنقاط الحالية، فما زال مجال التعويض مفتوحا لأي فريق، وحسابياً كل فريق قادر على التعويض، لكن عطفاً على المستويات التي نقدمها أرى أن البقاء أصبح محسوما- بإذن الله-. على قدر رغبتكم، إلى أين سيصل العنابي في البطولة الخليجية؟ الفيصلي في هذه البطولة، يمثل المملكة العربية السعودية، وعلينا تشريف الوطن بصورة تعكس واقع رياضتنا وما وصلنا إليه من تطور، ونثبت علو كعب الأندية السعودية وتفوقها، ورغبتنا في أن نصل لأبعد نقطة في البطولة، وتحقيق الكأس، حالياً مركزنا في المجموعة ليس متدنيا، وتتبقي عدة جولات بإمكاننا خطف بطاقة التأهل، ثم التفكير في الأدوار القادمة. ما طموحكم في بطولة كأس الملك بعد تغيير نظامها؟ بكل تأكيد، كل ناد يسعى لتحقيق لقب كأس الملك، ونحن ضمن الاندية التي تريد تحقيق اللقب، وسنلعب بكل قوة ولن يكون حضورنا للمشاركة فقط، فالبطولة تحمل اسما غاليا علينا، والوصول للنهائي بحد ذاته يُعد بطولة للتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. ضغط المباريات ما بين البطولة الخليجية والدوري هل سيؤثر على سير الفريق؟ صحيح، أن ضغط المباريات سيؤثر على الفريق بشكل عام، ولكن يجب علينا الاجتهاد في التمارين اليومية والانضباط داخل وخارج الملعب، للابتعاد عن الإصابات الناتجة من ضغط المباريات، كما أن الفيصلي يملك صفا ثانيا جيدا وجاهزا من اللاعبين، وإتاحة الفرصة لهم يحد من الإرهاق كون المباريات تأتي تباعاً في أيام قليلة، لا تكفي فيها الراحة، ويتخللها سفر وتنقلات. بنظرة عامة كيف ترى دوري جميل هذا الموسم؟ اتسعت دائرة المنافسة على اللقب هذا الموسم، فكل فريق يريد الظفر بالبطولة، وحسابياً الدوري لم ينته بعد، مما يزيد الإثارة من جولة إلى أخرى، ويجعل الدوري ممتعا ومشوقا أكثر عن الاعوام السابقة، وتقارب المستويات بين الفرق يرفع وتيرة التحدي، ونظرة الفرق الكبيرة للفرق المتوسطة تغيرت، ولم تعد المعادلة كالسابق، فالأندية متذيلة الترتيب أصبحت تحرج الأندية الكبيرة وتتفوق عليها، وهذا يؤكد أن الدوري السعودي هو الأقوى عربياً. ما رسالتك للمشجعين المتعصبين؟ أتمنى أن تقل حدة التعصب، ويعي الجمهور أن كرة القدم لعبة ممتعة ومسلية، فلا يصل حبهم وعشقهم لناديهم للتعرّض للآخرين بالإساءة، ويجب عليهم التحلي بالروح الرياضية، وأن يدركوا أن كرة القدم منافسة شريفة لا يجب تشويهها بالتعصب الأعمى. في الأخير، نشكرك على قبول الدعوة ولديك المساحة للحديث عما تريد؟ أشكر كل مشجع فيصلاوي ساندنا ووقف معنا، وأعتذر عن أي تقصير، وأطالب الجميع بوقفتهم مع الفريق في المباريات المقبلة ، وإن شاء الله سأكون عند حسن ظنهم، وأتمنى من الله أن يوفقنا لإسعادهم.
