في عمق صفحات تاريخ الهلال الممتلئ مجدا وبطولات لا تزال هناك أسماء دونت بمداد من ذهب فخامة حضورها القوي منذ أن وُضعت اللبنة الأساسية لتأسيس هذا الكيان العظيم، حيث أن تلك الأسماء باتت مرتبطة بالهلال وتاريخه وأمجاده وبطولاته ولا يمكن لكائن من كان أن يتجاهل ذلك. مبارك عبدالكريم أسطورة الهلال إبان حقبة السبعينات تجاهله الكتاب الانجليزي العالمي غينيس بين صفحاته بالرغم من أنه أول من دون أولويات تاريخية في عالم كرة القدم السعودية كان أبرزها أول كابتن سعودي يرفع كأس الملك عام 1388 للهجرة، وأول كابتن يحصل على بطولتين مختلفتين وفي مدينتين مختلفتين في غضون أربعة عشر يوما، وأول لاعب سعودي يدخل قائمة المائة هدف، وأول لاعب يحصل له حفل اعتزال. لا يزال التاريخ الأزرق يحفظ أن مبارك عبدالكريم عاشق ومتيم بهلاله الذي كان قد أسسه مع رفيق دربه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) عام 1377ه فذلك العاشق الأزرق في يوم من الأيام كان قد باع (المنجرة) التي يملكها والتي كانت مصدر رزقه من أجل سداد ديون بعض نجوم الهلال إبان تلك الفترة الزمنية الجميلة ليعيد تلك النجوم لخارطة الفريق الأزرق بدلا من البقاء خلف قضبان السجون. عبدالكريم الذي عاش مع الهلال وكرة القدم السعودية زمنا كرويا جميلا كان قد قلد الهلال المجد والبطولات، وكان قد نام طويلا على منصات التتويج، وهو النجم الذي تغنت جماهير الهلال باسمه كثيرا كيف لا وهو من أدخل الفرح وصنع البهجة ورسم عناوين الجمال الكروي الفاخر على حدود مملكة الهلال الزرقاء، ولأنه كان كذلك إبان ذلك الزمن فاليوم محبيه لم ينسوه في الظروف التي يعيشها منذ فترة حتى اليوم لأنه الهلال الذي جمع بين الوفاء والعشق. نجم الهلال وصاحب الأولويات أنهك جسده المرض وبات طريحا على السرير الأبيض خلال الفترة الماضية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر بسبب مشاكل في التنفس وبعض الأمور الأخرى وهو النجم الذي سبق وأن تعرض لجلطة دماغية قبل سبعة أعوام ونُقل على إثرها إلى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للخدمات الانسانية بمدينة الرياض على نفقة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. تحدث اللاعب السابق مبارك عبدالكريم ل (الميدان) مبديا تفاؤله بالمرحلة العلاجية القادمة بعد أن بدأ يتماثل للشفاء تدريجيا بعد العارض الصحي الذي ألم به الأسبوع قبل الماضي مؤكدا ورغم كل الآلام التي أنهكت جسده أنه متابع للهلال ومُهتم لنتائجه وداعيا الله أن يُبقي الزعيم دوما على منصات التتويج بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها في السنوات الأخيرة كون الهلال جزء لا يتجزأ من حياته وحياة أبنائه وأحفاده، مقدما شكره لكافة الهلاليين من جماهير وأعضاء شرف وإداريين على دعواتهم الدائمة له بالشفاء العاجل. ابن شقيقه العم سالم باعبد هو الآخر أبدى تفاؤلا كبيرا بأن تكون المرحلة القادمة أكثر ايجابية مع وضع عمه مبارك عبدالكريم مؤكدا أن مشاكل التنفس والصدر هي من طرحته على السرير الأبيض، مضيفا أنه يُقدم شكرا خاصا لرئيس الأنشطة الاجتماعية في نادي الهلال سعود السبيعي الذي تواصل معه شخصيا لنقل تحيات إدارة نادي الهلال وأمنياتهم له بالشفاء العاجل إضافة لسؤالهم عن امكانية مساعدته إذا اقتضت الحاجة. جماهير الهلال هي الأخرى عبرت عن عميق حزنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر) للوضع الصحي الذي يعيشه نجم الهلال السابق مبارك عبدالكريم، متمنية أن تسارع إدارة الهلال بتكريم هذا النجم الكبير صاحب الأولويات في تاريخ الهلال كون الهلال ورجالاته لهم الكثير من المواقف النبيلة مع نجوم ورجالات سابقة خدمت وقدمت الكثير للهلال. المتابع للحالة المادية للنجم الهلالي السابق مبارك عبدالكريم يرى بأنها متواضعة ولا تليق بنجم أسطوري كبير قدم الأمجاد والذهب لناديه حيث أن اللاعب لا يملك منزلا يحمل اسمه ولا يزال يسكن تحت غلاء الإيجارات وارتفاع تكاليف المعيشة وهو النجم الذي يتمنى أن يحمل منزلا باسمه قبل أن يُودع هذه الدنيا ليبقى له ولأبنائه وأحفاده. مبارك عبدالكريم