احتفلت مملكة البحرين يوم الاثنين، بذكرى يوم الاستقلال الوطني ال43. وهذه الذكرى بالنسبة للبحرينيين وبالنسبة لمواطني منطقة الخليج ليست مجرد إعادة لمناسبة غالية، لأن ال43 سنة الماضية، كانت سجلاً لإنجازات يفخر بها البحرينيون والخليجيون. البحرين الضيقة المساحة، لم تستكن لصروف الجغرافيا وفروضها ومساوماتها إذ أنجزت العبقرية البحرينية أداء عملاقاً في التنمية والتطوير والأعمال الخلاقة. وفي عام 2011 حققت البحرين صموداً يضرب به المثل، بوجه شبكات مثيري الفتن، وأنجزت الإدارة الحكيمة لجلالة الملك حمد ورجال البحرين الأفذاذ ومسئوليها المخلصين، نصراً حاسماً على دعاة الفتنة الذين تحركهم صناعة الشر وتوجه طاقاتهم وابداعاتهم لهدم بلادهم. وكان الظلاميون الفتانون قد توهموا، أو كما غرس في مخيخاتهم، أن البحرين ضعيفة يمكن كسرها، ولينة يمكن عصرها، فهندسوا مؤامرات فبراير 2011، لينشروا الاضطرابات، في درة الخليج، وليعيثوا تخريباً في عقل الدانة وقلبها، وليملأوا الفضائيات ضجيجاً ومباهاة ببطولات بلهاء وبكثير من سطحية البروغندا وهمجيتها. وكان الموقف، آنذاك، فرزاً حقيقياً وعلى الطبيعة بين البحرينيين الوطنيين والخلايا المأجورة التي توظف الشعارات وتستغل البحرين لصالح قوى الظلام، لكن حكمة القيادة البحرينية وحنكتها، قلبت السحر على الساحر، وأبطلت مفعول المؤامرة التي خابت وحصدت الفشل، وانحاز البحرينيون إلى وطنهم واستقلاله وعزته، فتجاوزت البحرين مؤامرة السحرة بأقل الخسائر وبرأس مرفوع، وبأسلوب إدارة أزمة حكيم، وطنياً وعربياً ودولياً، يدعو للفخر، حتى أن كثيراً من مواطني البحرين والخليج يرون أن القيادة البحرينية في عام 2011 قد أنجزت حركة استقلال وطني ثانية للبحرين، وعبرت بمركب السلام البحريني إلى شواطئ الأمان والنور والاستقرار والمستقبل الزاهر بإذن الله. وهذه من سجايا البحرين ومزاياها فهي تمثل شخصية مستقرة ودبلوماسية واثقة، وهي تعكس شخصية البحرينيين أنفسهم الذين، دائماً، يتسمون بالحكمة وبكثير من الفكر والتنوير العالي والعقل الرشيد ولطافة المعشر وصدق الود والقول الفعل. وهذه السجايا لم تنزل من السماء، في ليلة تجل، ولم تنبثق فجأة من البحار التي تحيط بالجزيرة الفذة، لكنها توفيق رباني، وعبقرية جغرافية، وحصاد حركة تنموية وتنويرية مبكرة، ألهمت كل بحريني، تقريباً، أن يكون شخصية متفردة وواثقة وعزيزة. وتر من أفق كل موج.. تشرق المراكب وتتهادى كما شمس وئيدة.. ويمتزج الماء بعبق مشموم الشاطئ وأناشيد الدانة.. وتتشكل الجزيرة الفاتنة.. منذ أن فتح الدلمونيون أرواحهم للسماء وريح البحر.. إلى أن شبت درة المدائن ملهمة للصباحات والهمم الناهضة..