رحبت المملكة بالحوار الوطني في مملكة البحرين الشقيقة ، لحرصها على أن يعم السلام جميع المجتمعات الخليجية ، لتتخلص من أسباب النزاعات والفرقة والمشاحنات وتوظف طاقاتها في سبيل البناء والتنمية. والأوضاع في البحرين في السنتين الأخيرتين لم تكن تسر صديقاً ولا محباً لهذه المملكة الوادعة الهادئة الشهيرة بتلاحم قيادتها وشعبها، وطيبة مواطنيها وقدراتهم الإبداعية الخلاقة ومثاليتهم السلوكية الذكية. فأعمال الشغب والفتن والمنازعات لم تؤذ إلا البحرينيين ولم يتألم لها إلا البحرينيون ومحبوهم. أما نساجو المؤامرات والفتن فهم، وإن تحدثوا بالسن وبعناوين وشعارات براقة، معادون لكل بحريني ومتآمرون على هذه المملكة الخلاقة. وبدا ذلك واضحاً حينما جعل هؤلاء المتآمرون من أوضاع البحرين مادة للمزايدات واختلاق الحوادث وتضخيمها والتغرير بالشباب البحريني وإغرائه بمعاداة وطنه وأهله وناسه وأشقائه الخليجيين والوطن العربي. ودعوة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستئناف الحوار الوطني، تأتي في وقتها، وفي مكانها وفي مناسبتها، مما يدل على أن القيادة البحرينية تتمتع بحكمة وحنكة وحرص على مصلحة البحرين ومواطنيها بكل تنوعاتهم وطوائفهم، وتعويضاً للبحرين عن الوقت الذي أهدر بالنزاعات بدلاً عن تكريس الجهد والطاقات لخدمة البلاد والرقي بها إلى صفوف المنافسات التنموية التي تنخرط فيها الساحة الدولية في هذه الأيام. والحوار الوطني هو الوسيلة التي يمكن بها حل أية خلافات وعرض أي مشروعات أفكار من دون الإساءة وتحويل الشوارع إلى متاريس وميادين للمشاغبات والكره، وما يصاحبها من مزايدات وشعارات وأصابع اقليمية ودولية لا تهدف إلا الى إشاعة الفوضى وبناء حواجز الكره والعداء بين أبناء الوطن الواحد والاسرة الواحدة، خاصة أننا لم نعرف البحرينيين إلا أنهم أسرة واحدة قيادة وشعباً، يتناقش افرادها ويختلفون وتتباين آراؤهم إلا أنهم يجمعون على حب البحرين والعمل من أجل سلامها واستقرارها ونهوضها. ولكن بعد أن عبثت الأصابع الأجنبية ونشط المشاؤون بالشقاق والفتن، حدث في البحرين ما لا يمكن تصوره قبل أعوام قليلة. وآن للبحرين، درة الخليج، أن تعود لتكون النموذج الخليجي الأبرز للسلام والعطاء والإبداع وحكمة التعايش والتآلف بين المكونات والأطياف على تنوعها واختلافاتها. وأن يعود البحرينيون، كل البحرينيين، إلى مهمتهم الأولى، وهي نهوض البحرين وتفوقها والحرص على أن تكون في مقدمة الدول العربية تطويرا وإبداعاً ومثالية مزج التنوعات التي سجلت البحرين علامة بارزة في الحضور الإقليمي والعربي وحتى الدولي.