توِّج منتخب المملكة للاحتياجات الخاصة لكرة القدم بلقب كأس العالم لمونديال 2014 بعد مسيرة رياضية حافلة بدأت منذ مونديال (2006) ومونديال (2010) حيث جاءت كثمرة سلسلة جهود واعدادات منذ سنوات. وبهذه المناسبة اهنئ خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وحكومته الرشيدة والمنتخب وأبطاله بالذات على هذا الإنجاز الرياضي الرائع وإلى كل من ساهم في تحقيق هذا الانتصار الكبير والذي يجب أن يعنون بالإصرار والكفاح والإخلاص للرياضة المحلية. وحين الحديث عن هذا الإنجاز العالمي ومقارنة ما تحقق مع انجازات المنتخبات الأخرى -خصوصاً الجماعية منها- ووضع ذلك على المسطرة الاقتصادية وبالذات ما يصرف من موازنات سواءً المباشرة أو غير المباشرة ليدرك أن هناك تدنيا في كفاءة الاستخدام الأمثل للموارد المالية، علماً بأنه لا ينكر وجود اضاءات انجاز جيدة في بعض الأحيان غير أنها لا ترقى إلى مساواة ما حققه الابطال المعاقون ذهنيّاً مع الآخرين. وهذا ما يقودنا إلى السؤال: لماذا؟ فهل الإعاقة الذهنية لأولئك الأبطال الذين شرفوا مليكهم ووطنهم أكثر اصراراً وحماساً واخلاصاً من غيرهم؟ إن ما يستشف على أرض الواقع أن الأمر كذلك خصوصاً أن الألعاب الجماعية تحتاج إلى تضافر جهود حيث لا يبنى العطاء والانجاز على الفردية وبالتالي الانعتاق من ربقة الأنانية. إضافة إلى ذلك بلا شك أن الاصرار نحو اثبات الوجود ليعتبر دافعاً أكثر خصوصاً حين تشترك جماعة معينة بخصائص ينفردون بها ويحدوهم الأمل نحو ابرازها للمجتمع وعدم قصورهم عن الآخرين. بل يعتبرون احدى لبنات المجتمع الصالحة والبناءة وليس الأمر مقصوراً على من سواهم. إن الكفاءة في الأداء بشكل عام وتحقيق الانجازات الفاعلة لا تأتي فقط بالاغداق المالي على المشاريع أو الأهداف بل هي منظومة متكاملة يجب أن تتوازن بشكل عملي وحيث يوجد إما قصور أو زيادة في أحد مكوناتها فالنتيجة ستكون عكس ما يهدف إليه. مرة أخرى أهنئ أولئك الأبطال والذين وضعوا اسم المملكة على خارطة الانجازات الرياضية العالمية وكل الامنيات لهم وامثالهم بالتوفيق في حياتهم وبوركت جهودكم في مجتمعكم اينما كنتم فأنتم مكوِّن رئيس وليس هامشيا فيما يروم إليه وطنكم من مكانة ورفعة.