كشف أفراد بعثة المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة عن تلقيهم تهديداً بالقتل من أعضاء في بعثة منتخب جنوب إفريقيا قبل المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 التي أقيمت مؤخراً في البرازيل، مؤكدين أن هذه التهديدات لم تؤثر على معنوياتهم بل زادتهم إصراراً على كسب المباراة، وتحقيق اللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي. وعبَّر أبطال المنتخب السعودي عن سعادتهم بالاحتفاظ بلقب المونديال للأبد، مثمنين دعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مرجعين ما تحقق من إنجاز إلى عدة عوامل توفرت للمنتخب أبرزها الاستقرار الإداري والفني، فضلاً عن إصرار الجميع على تحقيق البطولة، مشددين على أن مهمة الأخضر لم تكن سهلة في البطولة بل واجهوا منتخبات كبيرة بذلت كل ما في وسعها من أجل التتويج باللقب، مؤكدين أن الإنجازات التي تحققت ستكون دافعاً كبيراً لهم لمواصلة تشريف الكرة السعودية في الاستحقاقات المقبلة. وعبَّر رئيس بعثة المنتخب، أمين عام اللجنة البارالمبية السعودية، الدكتور ناصر الصالح صاحب العبارة المشهورة «اعط ذوي الاحتياجات الخاصة ما يستحقه .. يعطيك ما لم تتوقعه»، عن سعادته بإنجاز منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: «إن ما تحقق إنجاز تأريخي وهدية كبيرة للشعب السعودي، لا سيما إنها تعادل امتلاك كأس العالم للأبد»، مرجعاً حصول لاعبي المنتخب السعودي على لقب كأس العالم إلى عدة عوامل توفرت لهم بعد توفيق الله أبرزها الاستقرار الإداري والنفسي، فضلاً عن إصرار الجميع على تحقيق البطولة. وأضاف: «الجميع عمل من أجل الوطن وليس الفرد، والأمر لم يأت من فراغ أو بالحظ لأنه قد تخدمك الصدفة مرة أو مرتين، ولكن ليس ثلاث مرات»، منوهاً بالدعم الكبير الذي وجده أفراد المنتخب منذ البطولة الأولى من الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأمير سلطان بن فهد، وكذلك في عهد الأمير نواف بن فيصل، متطلعاً إلى استمرار الدعم من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد. وأشاد الصالح بالاهتمام الإعلامي بمشاركة المنتخب في نهائيات كأس العالم، مؤكداً أن الإعلام لم يقصِّر وقام بدوره على الوجه المطلوب خاصة أن المباراة النهائية تم نقلها على الهواء مباشرة، مشيراً إلى أن خططهم المستقبلية ترتكز على استقطاب أكبر عدد من المشجعين عبر توزيع نشرات تحتوي على أخبار المنتخب ومشاركاته على المدارس والجهات التي تهتم بالمعاقين، متمنيا استمرار الإنجازات في مشاركات المنتخب المقبلة وأبرزها بطولة آسيا المقررة في نوفمبر المقبل. من جهته، اعتبر مدرب المنتخب، الوطني عبدالعزيز الخالد أن ما تحقق من إنجاز كبير بحصول الأخضر على لقب كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي ثمرة العمل الجماعي وتتويجاً للجهود التي بذلت من قبل الجميع، وقال: عملت في المنتخب منذ عام 2002م، وإنجازاته ليست عمل مدرب فقط، بل كانت تتويجاً لجهود فريق متكامل من إداريين وفيين ولاعبين واتحاد يهتم بكل صغيرة وكبيرة»، مشيداً في الوقت نفسه بأداء اللاعبين وإصرارهم الدائم على تحقيق نتائج إيجابية. ويتذكر الخالد استقبال خادم الحرمين الشريفين لبعثة المنتخب بعد حصولهم على لقب كأس العالم 2006، ويقول عن تلك اللحظات: «لم أنس ذلك الاستقبال، وكانت من أجمل اللحظات التي عشناها، وخاصة عندما وجه لي كلمات الإطراء والتحفيز بقوله: بيض الله وجوهكم وما قصرتوا وأطلب منكم إحضار كأس 2010 إن شاء الله، وبالفعل كنا على قدر الثقة وحققنا البطولة وامتلكنا الكأس للأبد». وعن رأيه في عدم الاهتمام الإعلامي والجماهيري الكافي بالمنتخب، قال: «الأمر إيجابي وليس سلبياً، ودائماً ما يطالب الإعلام بالفوز ومحاسبة اللاعبين، ما ينعكس سلباً على أداء المنتخب». ولم يخف الخالد عتابه على الطريقة التي تم بها استقبال بعثة المنتخب لدى وصولها إلى الرياض، مبيناً أنه كان ينتظر استقبالاً أفضل يواكب ما حققوه من إنجاز كبير للرياضة السعودية. من جانبه، أبدى قائد المنتخب وليد شراحيلي سعادته بامتلاك الأخضر كأس العالم للأبد بعد حصوله على اللقب للمرة الثالثة على التوالي، وقال: «لن أنسى ليلة المباراة النهائية، وكانت اصعب ليلة لأن المنافس كان صعباً وعنيداً وهو جنوب إفريقيا، والحمدلله تغلبنا عليه بنتيجة مشرفة (4-2) وأسعدنا الجميع بإنجاز تاريخي». واسترجع شراحيلي ذكريات الفوز بالكأس الثانية، مؤكداً أنهم واجهوا في نهائي البطولة عام 2010 منافساً صعب المراس أيضاً وهو المنتخب الهولندي، لكنهم تمكنوا من اجتياز المهمة بنجاح وتشريف الكرة السعودية في المحفل القاري، معترفاً بأن أعصابهم كانت مشدودة في نهائي النسخة الأخيرة عكس نهائي البطولتين الماضيتين بسبب تركيزهم الكبير وإصرارهم على امتلاك الكأس للأبد. أما اللاعب ماجد الدوسري الحاصل على جائزة أفضل لاعب وهداف البطولة «10 أهداف»، فقال: «لم أضع في اهتمامي وبقية زملائي إلا أن نحقق الوعد الذي فطعناه لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي بأن نعود باللقب، والحمدلله أوفينا بالوعد، وكنا على قدر الثقة»، وأضاف: شاركت مع المنتخب الفائز بلقب كأس العالم 2010، وعند مشاركتنا في النسخة الأخيرة كان هدفنا امتلاك الكأس للأبد، وعلى الرغم من أننا واجهنا منافساً شرساً وهو جنوب إفريقيا في النهائي، إلا أننا كنا في الموعد تماما». وكشف الدوسري عن الحرب النفسية التي تعرضوا لها قبل المباراة النهائية، وأوضح: «منتخب جنوب إفريقيا لم يكن منافساً سهلاً، ولأنهم لمسوا منا الإصرار على الفوز حاولوا إخافتنا، وحضروا إلينا في الفندق ليلة المباراة، وهددونا بالقتل إذا لم ننهزم امامهم، ولم يزدنا ذلك إلا إصراراً على الفوز، وكان ردنا على هذه التهديدات بالحصول على اللقب العالمي». وأبدى الدوسري استياءه على ما وصفه بتهميش الإعلام للمنتخب خصوصاً عند وصول البعثة إلى الرياض، وتساءل: «لو حقق هذا الإنجاز أي منتخب أو ناد آخر فهل سيتم الاحتفال به واستقباله بهذه الطريقة». فيما قال مهاجم المنتخب عمر الكسار الحاصل على لقب هداف 2006 ب 17 هدفاً والذي سجل أيضا 5 أهداف في البطولة الأخيرة إن فرحته كانت كبيرة ومضاعفة لأنه عاش فرحة الفوز بالكأس ثلاث مرات»، وأضاف: «منذ عام 2006 ونحن أكثر إصراراً على مواصلة مسيرة الإنجازات خاصة بعد أن استقبلنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عقب حصولنا على الكأس لأول مرة، وزادتنا كلمات الإطراء والثناء إصراراً على تحقيق مزيد من الإنجازات، وبالفعل أحضرنا اللقب للمرة الثالثة، وبإذن الله نحضر لكأس مونديال 2018». ولم تختلف مشاعر الظهير الأيمن للمنتخب يوسف الرشيدي عن زميله الكسار، إذ قال: وعدنا خادم الحرمين الشريفين بالحصول على اللقب عام 2010م، وصممنا على التتويج باللقب الثالث وهو ما تحقق في النهاية»، مؤكداً أن مهمة المنتخب لم تكن سهلة بل واجهوا منتخبات قوية مثل المنتخب الياباني وغيره، ونجحوا في المهمة وواصلوا تشريف الرياضة السعودية في المحفل القاري. وتطرق الرشيدي إلى الضغوطات الكبيرة التي واجهت المنتخب طوال فترة الأدوار النهائية خصوصا التهديدات بالقتل من قبل أفراد منتخب جنوب إفريقيا قبل المباراة النهائية إضافة إلى عدم وجود دعم جماهيري كبير في المباراة، مبيناً أن هذه الظروف لم تؤثر عليهم بل زادتهم إصراراً على التفوق وتحقيق الهدف الذي حضروا من أجله وهو الاحتفاظ بكأس العالم للأبد. في المقابل، أرجع الظهير الأيسر للمنتخب بداح الدوسري تتويج الأخضر بلقب كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي إلى روح الإصرار والتحدي وسط اللاعبين، وقال: «على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بالمنتخب قبل المباراة النهائية وأبرزها إصابة الحارس الأساسي بكسر في قدمه، إلا أننا كنا أكثر إصراراً على الفوز»، مشيراً إلى أن المباراة النهائية التي جمعتهم بالمنتخب الجنوب إفريقي كانت مثيرة وقوية جداً منذ البداية وحتى النهائية، مبيناً أن لاعبي منتخب جنوب إفريقيا فعلوا كل ما بوسعهم من أجل الفوز علينا وحرماننا من اللقب الثالث، ووضح عليهم التوتر والشد العصبي خلال مجريات المباراة وهو ما استفدنا منه كثيراً ونجحنا في حسم المباراة لصالحنا. وعبَّر الدوسري عن سعادته الكبيرة بالإنجاز كونه شارك مع زملائه في صناعته، متطلعاً إلى مزيد من الإنجازات في المشاركات المقبلة، مقدماً شكره لوسائل الإعلام المختلفة على التفاعل مع الإنجاز، كما أشاد بالدعم الذي وجده المنتخب من مشجعين سعوديين وعرب خلال منافسات البطولة.