في العام الماضي لفتت السعودية دلال الدوسري، المؤسس والمدير العام لوكالة «إمباكت» المتخصصة في المسؤولية الاجتماعية الرياضية الأنظار خلال الدورة الرابعة من مؤتمر المسؤولية الاجتماعية الذي جرى في العاصمة القطرية الدوحة تحت رعاية الشيخ عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني وزير الأعمال والتجارة عام 2013. تقول دلال الدوسري: "ما زالت المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية المحترفة تسير ببطء رغم وجود بعض المجهودات المستمرة والمحاولات الحثيثة نحو تطويرها، لكن يظل العمل الفردي طاغيا وبعيدا عن العمل المؤسساتي والجماعي، أو حتى وجود خطة عمل بين رابطة دوري المحترفين والأندية". هذا هو جوهر المشكلة في العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية الرياضية. إن الرياضة في المملكة العربية السعودية تدار من خلال منظومة قوانين ومؤسسات رياضية شامخة لها تاريخها ولها انجازاتها. كما أن رؤساء الأندية منتخبون، وكل ناد يضم قائمة شرف كبيرة تزخر بالأسماء التي لها دورها في المجتمع السعودي الصناعي والإعلامي والرياضي، وكافة القطاعات المختلفة. في إطار ذلك، كان لابد أن تتم رعاية المسؤولية الاجتماعية على نطاق مؤسسي أيضاً، وأن تسن لها القوانين وأن تلزم بها الأندية، بحيث يلتزم كل ناد ببرنامج مسؤولية اجتماعية يخطط من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن تكون ميزانيتها منفصلة عن ميزانيات الأندية حتى لا تطغى عليها رغبات البعض. والمسؤولية الاجتماعية الرياضية تهدف الى تعزيز الاعمال الموجهة من قبل الأندية بهدف تطوير المجتمع ومعالجة المشكلات التي توجد به. وبالرغم من أنه منذ وقت قريب أطلقت ديوانية الرياضة السعودية، بالتعاون مع لجنة المسؤولية الاجتماعية والبيئة، بالاتحاد السعودي لكرة القدم، الجائزة الأولى من نوعها لأفضل ناد سعودي يطبق مبادئ المسؤولية الاجتماعية بشكل صحيح، إلا أن هذا الأمر ليس كافيا. وإذا أخذنا بعض الأمثلة في المجتمع الرياضي، ومن منطلق مبدأ الروح الرياضية، وأن الرياضة هدفها الرقي بالمشاعر الانسانية الجماعية نرى مشكلة مثل التعصب الرياضي ما زالت تبحث عن حلول لعلاجها. والكثير من المشكلات الأخرى الرياضية ما زالت تبحث عن حلول مثل دعم المدرب الوطني في الأندية السعودية، والحد من الاستعانة بالمدرب الأجنبي، حيث ان الاستعانة بالمدربين الأجانب، والذين يستعينون بدورهم بلاعبين أجانب لم تخدم المنتخب السعودي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم وتكرر الإخفاق، وذلك لأن هدف الوصول إلى منتخب قادر على الوصول إلى كأس العالم خارج نطاق اهتمامات الأندية التي تريد أن تحقق المكسب لا أن تنتج لاعبا رياضيا ناجحا قادرا على التمثيل العالمي. ولابد أن يلعب الإعلام الرياضي دوره أيضاً في دعم المدرب الوطني لتعزيز الثقة به بدلا من محاربته. وفي أحد البحوث التي تناولت المسؤولية الاجتماعية ما بين الأندية العالمية والأندية الخليجية، توصل البحث إلى النتائج التالية: قدّم البحث مثالاً من الأندية الإنجليزية المحترفة والمشاركة في البريميرليغ للموسم 2010/2011 م وعددها عشرون نادياً، حيث بلغت برامج المسؤولية الاجتماعية لهذه الأندية 355 برنامجا بمعدل 17 برنامجا لكل ناد. وفي المقابل فإن الأندية الخليجية المحترفة التي شملها البحث والتي بلغت اثنين وأربعين نادياً محترفاً فقد بلغ إجمالي برامجها للمسؤولية الاجتماعية 71 برنامجا بمعدل 1.6 برنامج للموسم 13/2012م، وهو ما يعادل أقل من برنامجين لكل ناد. بلغ من اهتمام الأندية العالمية بالمسؤولية الاجتماعية أن قامت أندية بتأسيس جمعيات خيرية تتبع كل ناد، ويكون لها تأثير في المنطقة التي تتواجد فيها مما كان له أبلغ الأثر على مستوى الارتباط بين هذه الأندية وجماهيرها، وكذلك خدمة المجتمع بشكل عام. في النهاية نقول إننا بحاجة للوصول إلى برامج مسؤولية اجتماعية تعمم على الأندية وتدعم بميزانيات وصلاحيات وتوضع لها برامج واستراتيجيات واختيار قيادات وكوادر يتم صقلها وإعدادها لهذه المسؤولية كي نحصل على نتيجة مؤثرة تساهم في النهوض بثقافة المسؤولية الاجتماعية للأندية والاتحادات الرياضية في بلادنا.