مسؤولون: فعاليات كثيرة ومنوعة وطموحة تعدها مؤسسات ثقافية خلال شهور الصيف

كثيرا ما توجه للأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية السعودية تهمة الركود والخمول في الفترة الصيفية، إلا أن التوجه إلى مسؤولي هذه المؤسسات مباشرة لاستطلاع ما لديهم من برامج أعدوها لأشهر الصيف القادمة كشف عن أنهم يشمرون عن ساعد الجد استعدادا لبرامج مناسبة للعطلة الصيفية، وقد كان من أبرز ملامح هذه المناشط اعتمادها الشراكة مع المؤسسات الأخرى وسيلة للوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع، فعاليات كثيرة ومنوعة وطموحة كشف عنها هذا الاستطلاع لآراء المسؤولين.
موسم حافل
في البدء، يقول نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور خالد الجريان: نادي الأحساء الأدبي يعد جمهوره من الأدباء والمثقفين بسلسلة من البرامج الأدبية والثقافية، ومنها مهرجان القراءة للجميع من خلال برنامج (تدوير الكتاب) والذي يقام طيلة فترة الصيف، وسيعمل النادي على دعوة المثقفين والأدباء ممن لديه كتب قد قرأها ويرغب في إتاحة الفرصة لغيره لقراءتها أن يشارك معنا في هذا المشروع.
ويواصل الجريان تعداد برامج النادي في صيف: برنامج الشراكة المجتمعية مع أندية الحي في إقامة ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية.. برنامج صيف الأحساء بالمشاركة مع أمانة الأحساء والمجلس البلدي حيث سيشارك النادي بندوة عن الشاعر طرفة بن العبد.
ويضيف: المرأة الأحسائية هي الأخرى موعودة بسلسلة من البرامج الأدبية والثقافية ينفذها القسم النسائي بالنادي، إقامة الدورات التدريبية في فن الإلقاء والحوار والإقناع والقراءة وفنون الكتابة الأدبية، إقامة دورة تدريبية متقدمة للصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات، عرض فيلم سينمائي عن أمير الشعراء أحمد شوقي مع قراءة فنية نقدية.. التعريف بالنادي وأنشطته وبرامجه عبر الفعاليات الصيفية الأحسائية في الأسواق والمجمعات التجارية والمراكز الصيفية ومراكز الأحياء المنتشرة في الأحساء.
ويختم الجريان معرفا بالفعاليات الرمضانية قائلا: هناك فعاليات رمضانية في خيمة علي بن المقرب العيوني ومنها:
- ندوة عن معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله بعنوان (رجل في ذاكرة الوطن).
- المسرح والطفل - الرواية والمتلقي.
- الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر الملا حياته وأدبه.
- قراءات لقصائد أحسائية - جماليات الخط العربي، وغيرها.
الشباب أولاً
نائب رئيس نادي حائل الأدبي رشيد الصقري يقول: مناشط النادي مستمرة وتستثمر في فصل الإجازة، وسنولي الشباب أهمية كبرى، منها: إقامة أمسية شعرية لشعراء حائل الشباب، كما أن لمركز الدكتور ناصر الرشيد للشباب نشاطه إذ يقيم مسابقة التصوير الفوتوغرافي ودورة الفن التشكيلي وأمسيات ثقافية كل يوم إربعاء من كل أسبوع، والاستمرار في إقامة دورات تهتم بشأن الشباب، إضافة إلى الخيمة الرمضانية للشباب وفعاليات اقرأ.
وذكر الصقري أنه من فعاليات النادي المتميزة والجديدة في هذا الصيف: المقهى الرمضاني محاضرات وأمسيات وحلقات نقاش.
مسابقة رمضانية أدبية، إنشاء لجنة للسرد، مكتبة الطفل المتنقلة في مهرجان حائل السياحي، مسابقة التصوير الضوئي للفتيات فقط.
ويختم بالقول: في فترة الإجازة يتمكن الشباب من ممارسة هواياتهم واستغلال وقت الفراغ؛ لذا يحرص النادي على إقامة برامج تلبي احتياجاتهم وتطورها.. وكذلك الأسرة فيهتم النادي بالتواجد في الأماكن التي يرتادها أفراد الإسرة، مثل: المهرجانات الصيفية فيقيم النادي مكتبة للطفل تنمي عنده حب القراءة وتعرف الأبوين بكتب الأطفال المناسبة لعمرهم.
ملتقى خليجي
ويقول أحمد عيسى الهلالي المسؤول الإداري بنادي الطائف الأدبي: يعتزم نادي الطائف الأدبي الثقافي في صيف هذا العام تقديم مشاركات مميزة ومناشط متعدة، فأولى مناسبات الصيف ستكون المشاركة في مناسبة وبرامج اختيار الطائف عاصمة المصايف العربية، حيث سيستضيف النادي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي أمين عام المنظمة العربية للسياحة معالي الدكتور بندر بن فهيد آل فهيد، وأمسية شعرية لشاعرين من مملكة البحرين، إضافة إلى استمرار برنامج المنبر العام في تقديم عطاءاته، ومن ضمنها ندوة نقدية للناقد الدكتور صالح اللحيدان، وكذلك برنامج المنتدى الثقافي الذي بدأ تقديم دورات وورش متخصصة ومختلفة تبدأ بإذن الله من يوم الأحد القادم 3 شعبان بدورة الخط العربي التي يقدمها الفنان الدولي جلال أمين، وتتوالى الدورات باختلافها في القصة والشعر والإلقاء وقراءة النصوص الأدبية وغيرها خلال فترة الصيف وما بعدها، وكذلك فعاليات "جماعة فرقد الإبداعية"، التي ستكون لها بصمات صيفية مختلفة، ومتنوعة بين شتى الفنون والآداب والمناسبات الثقافية والفنية.
ويضيف: كما أن النادي يحضر لاجتماعات الأمانة الجديدة لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الثانية برئاسة الدكتور سعيد السريحي، وعدد من النقاد والأدباء السعوديين.
ويختم الهلالي قائلا: يجدر بالذكر أن النادي بدأ التحضير لملتقى الشعر لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يقام في المملكة العربية السعودية، ويستضيفه نادي الطائف الأدبي في مدينة الطائف لمدة ثلاثة أيام من 15- 18 شوال القادم، ويشارك فيه نخبة من شعراء ونقاد ومثقفي الخليج العربي.
فعاليات مشتركة
الدكتور عبد الله الحيدري رئيس نادي الرياض الأدبي قال: العمل في النادي الأدبي بالرياض لا يتوقف إلا في الإجازات الرسمية لموظفي الدولة، ونظراً لطول الإجازة الصيفية وأهمية استثمارها، فإن النادي يخطط لها منذ وقت مبكر، ويمكن تحديد أبرز الفعاليات الصيفية لهذا العام بمجموعة من الفعاليات، وأهمها: تدشين حملة "وطننا أمانة" بالشراكة مع إمارة منطقة الرياض يوم الثلاثاء 19شعبان في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة (فرع خريص)، برعاية وحضور من الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
ويضيف: من الفعاليات الصيفية أيضا، الدورات التدريبية، وقد أقر مجلس الإدارة عدة دورات، منها دورة للخبير الإعلامي المعروف الدكتور فهد السنيدي، ودورة عن "ثقافة الأسرة السعيدة" تنفذ في اللجنة الثقافية في الخرج التابعة للنادي يوم 10شعبان يقدمها المدرب صالح بن حسن العمّوش.
وعن الفعاليات الرمضانية، يقول: في رمضان المبارك تنطلق فعاليات معرض الكتاب الخيري الثامن، وهو امتداد للمعارض السابقة التي سبق أن نفذها النادي في الأعوام الماضية، إذ انطلقت فكرة المعارض الخيريّة التي يتبناها النادي عام 1429ه بتنظيم معرضين في عام واحد، ثم أصبح يقام مرة كل سنة بشكل منتظم بدءا من عام 1430ه بالتعاون مع الجمعية السعودية لمكافحة السرطان، ومع جمعية رعاية الأيتام (إنسان)، ويحرص النادي على التنويع في مكان المعرض، فلقد سبق أن نظّم في عام 1432ه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي عام 1433ه في جامعة الملك سعود.
وعن أبرز الجهات المشاركة قال رئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري: تفاعلت مع فكرة المعرض العديد من الجهات الحكومية، في مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام (وكالة الوزارة للشؤون الثقافية)، ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، والأندية الأدبية، وكرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، ومركز حمد الجاسر الثقافي، والعديد من المؤلفين الذين سارعوا بتقديم عدد من النسخ من مؤلفاتهم القديمة والجديدة.
نشاط مكثف
مسؤول الاعلام بجمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي قال: ستكثف الجمعية برامجها خلال الثلاثة الأشهر القادمة من خلال خطة متنوعة البرامج والتي تشمل جميع شرائح المجتمع، فهي تستعد منذ اشهر لاطلاق مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة الذي ينطلق في منتصف شعبان لمدة عشرة ايام، ويتضمن لجان تحكيم من عدة دول عربية وخليجية في مسابقة العروض ومسابقة النصوص، وسيكون الجمهور في هذا الصيف موعودا بعروض في الخيمة المسرحية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (أرامكو السعودية)، وعروض في مسرح الجمعية، والذي ايضا سيقدم بعض العروض والندوات والأمسيات الثقافية.
وأضاف: كما سيكون للفن التشكيلي والتصوير الضوئي برامج في المهرجان وبعد المهرجان، فيقام هذه الايام معرض للفنانة زينب آل يوسف بعنوان (دروب) يستمر حتى 10 شعبان، وسيكون هناك عدة معارض تشكيلية فردية وجماعية خلال الاجازة تشتمل على ملتقى الشباب للفنون التشكيلية الذي يتضمن مسابقة تشكيلية ومعرضاً وندوات عن الفن التشكيلي، وملتقى للخط العربي.
وختم الحربي بالقول: سيتم الإعلان عن جميع البرامج في حسابات الجمعية في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف، كما تستعد الجمعية من خلال اتفاقات حكومية وخاصة لبرامج العيد من مسرح وفنون متنوعة.
المراكز الصيفية
الشاعر سعيد سفر عضو مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي ومسؤول الفعاليات في النادي قال: إن النادي سيسلك خلال الفترة الصيفية خطين متوازيين، يتمثّل الأول منهما في نشاط النادي المعتاد عبر النشاط المنبري الذي يضاف إليه المقهى الثقافي، والذي هو أشبه ما يكون بمسامرة ثقافية قد يتناول فيها كتاب أو نتاج شاعر أو قضية وقد يستضيف شخصية ما.
أما النشاط المنبري فيأتي بالمناوبة مع نشاط المقهى الثقافي، أسبوع للمقهى وآخر للنشاط المنبري. وسيستمر النشاط في النادي إلى منتصف شهر رمضان المبارك، أما المقهى فمن المحتمل أن يتوقف نشاطه قبل شهر رمضان.
وبين سفر أن الخط الموازي لهذا النشاط فسيكون خارج النادي عبر إقامة الدورات للشباب المشاركين في الأندية الصيفية التي تنظمها إدارة التربية والتعليم، وننتظر أن يأتي رد إدارة التربية والتعليم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وسيساهم النادي في هذه الأندية بدورات مكثفة تمتدّ لساعات فقط عن تقنيات الشعر للمبتدئين، دورة عن العروض للمبتدئين، ودورة عن فن كتابة المقال، وستقام في المراكز الصيفية التي تتوزع في مناطق وأحياء المنطقة، وتفتح أبوابها بين الرابعة عصرا إلى التاسعة والنصف مساء، وسيكون عددها 15 مركزا صيفيا في الدمام و10 في الخبر وقرابة 10 في القطيف، وسيسعى النادي إلى أن تكون مشاركاته موزعة بين هذه المدن الثلاث.
وعن الإقبال المتوقع على فعاليات النادي المختلفة خلال الصيف يقول سفر: الإشكالية تشمل أغلب المؤسسات الثقافية في الصيف؛ بسبب انشغال الناس بالسفر وأداء الواجبات الاجتماعية، ولكن نتوقع أن يكون الإقبال جيدا خصوصا من الأدباء والمهتمين أساسا بحضور فعاليات النادي، أما الدورات فستقام خارج النادي وهي لا تعاني أي مشكلة من جهة الإقبال، وأتوقع أن يكون الإقبال عليها أكبر بكثير من الفعاليات المقامة في النادي نفسه.