في النصر إبداع , وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها, وقد تناثر هذا الإبداع في جوانب عديدة داخل البيت الأصفر , بدءا بالعمل الإداري المميز قبل انطلاقة الموسم , بالصفقات التي قلبت حال الفريق 180% عن الماضي , إلى العزف المميز في المدرجات , ولا بأس أن نعترف في الوقت نفسه بأن هناك خروجا عن النص في بعض الأحيان , لكن هذا لا يلغي تميز الأصفر على كافة الأصعدة. أشرنا في السابق الى أن الصدارة في كل دول العالم حدث اعتيادي، لا تتوقف عنده سلطة الإعلام، ولا يقفز له الساسة ورجال الدين -إلا ما ندر- وإن حدث ذلك سرعان ما ينطفئ بريقه، إلا صدارة نادي النصر في دوري المحترفين السعودي. فقد أحدثت براكين من نوع آخر، أخرجت على أثرها خلايا عاشقة صامتة من سنين، غابت وتوارت بفعل الأسى الذي كابدته في سنوات العجاف لنصر كان (صرحا من خيال فهوى)، فبعد جيل الأسمراني ماجد عبدالله والحضور الطاغي للرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود اللذين ساهما في شعبية النصر الجارفة ووصوله لمنصات التتويج، ومشاركته العالمية المدوية حتى الآن. لقد أعطت صدارة النصر الحيوية للدوري, بل وساهمت في لفت نظر الجماهير الخليجية والعربية للمنافسات المحلية, ولا ضير أن نعترف أيضا أن هناك رواجا خليجيا وعربيا لهذه الصدارة حتى من أقلام الصف الأول اختفى وهجه منذ العام 2001م، واستمر في رحلة الإخفاق لأكثر من خمسة عشر عاما، سار فيها محبوه على أرصفة الظمأ، حتى جاء أواخر موسم 2013 ومطلع 2014 فارتووا من ماء الصدارة، ودون خسارة حتى نهاية الجولة السابعة عشرة من عمر مسابقة الدوري. نعم لقد أشعلت الصدارة سوق الغناء والشعراء وأصبحت تتداول في الأماكن العامة والاستراحات والديوانيات، عطفا على مدرجات الملاعب, ودعونا نضع النقاط على الحروف أكثر. فالنصر أشعل كل القلوب التي ذابت أسى وحسرة لسنوات طويلة بسبب كرهها الهلال, أكرر الكراهية , لأن البعض فقد عقله وذهب حياؤه, وأخذ يتمتم بكلمات , ويكتب بحبر أسود , ليس فرحا بالنصر , وإنما كرها للهلال , وهذا هو الجانب السيء في الصدارة , وما عدا ذلك فالجمال يغطي عنفوان العالمي, الذي خرج لنا هذا الموسم بحلة تبهر كل من شاهدها. لقد أعطت صدارة النصر الحيوية للدوري, بل وساهمت في لفت نظر الجماهير الخليجية والعربية للمنافسات المحلية, ولا ضير أن نعترف أيضا أن هناك رواجا خليجيا وعربيا لهذه الصدارة حتى من أقلام الصف الأول , الذين ذهلوا بالتفاعل الجماهيري الكبير مع نتائج النصر . النصر جميل , لكن حديقته الغناء يجب ألا تدخلها الأشواك, بإعطاء الكراهية للآخر أولوية على الفرح النقي النابع من عودة الشمس لإرسال وهجها الذهبي من جديد. نعترف أكثر بأن النصر عزف جميل , لكن الأجمل أن يتغنى به الصوت الشجي , وإبعاد النشاز , حتى لا يختلط الحابل بالنابل, حتى لا تتبدل الورود إلى أشواك في طريق العودة للأمجاد. الحقيقة تقول: إن تغير الخطاب النصراوي الرسمي ساهم في وجود الهمة واعتلاء القمة.