جمعته الدنيا مع اخوته السبعة في مدينة الصناعة الاولى بالمملكة التي اكتست حلة من المصانع ومعامل التكرير, دخل المدرسة وتنقل بين مراحلها الاولى ببراءته الفطرية قبل ان يدخل عالم المراهقة وتظهر عليه علامات البلوغ. رافقته الاطعمة والملبوسات والكتب والكراسي واحاطته اسوار المدارس وتخلفت عنه التربية والمتابعة مع والد نسي ان مطاردة الارزاق لا تغني عن وجود اب يفتح ذراعيه لابنائه ويتلقفهم من كل الجهات حتى لا يهرولوا كما هرول العابثون. سقط (عبدالله) في مستنقع فظيع تحفه رفقة سوء انحدرت الى الشذوذ اللا أخلاقي وممارسة التصرفات المخجلة الرعناء. خط التماس كان يجلس معهم في ازقة الحارة وعلى ارصفة الشوارع وخارج خطوط التماس وهم يتراكضون خلف كرة القدم في الملعب.. يترقبون ابناء الحارة ويتهامسون ويتلامزون.. بلغ عبدالله الحلم وثارت شهواته دون توجيه ولا تحجيم لتجعل شغله الشاغل البحث عن وسائل لاطفائها حتى وصل الى مسامعه اتهام باطل لاحد رفاقه يبلغ من العمر 15 سنة بانه لا يمانع من ممارسة الشذوذ فتوجه اليه عبدالله طالبا منه الركوب معه في السيارة بعد ان سبقت هذا الطلب اغراءات عدة لكنه رفض فما كان من عبدالله الا ان شده الى داخل السيارة ليذهب به الى مكان بعيد ليفعل معه جريمة الملعونين وينتهك محرما هز عرش الرحمن من هوله.. وعاد المغدور الى والده مكسور الخاطر مطأطأ الرأس فاخبره بكل ما حدث من اعتداء عليه فأبلغ والده رجال الامن وحبس عبدالله في دار الملاحظة عشرة شهور. لم تكن هذه الشهور العشرة كافية لتأديب عبدالله واعادة التوازن الى ذاته بل انه استمر في طريقه المنحرف واصبح اكثر جرأة واقداما على ممارسة الشذوذ مع صغار السن حتى سارت به الايام الى سهرات الرقص والغناء. يجتمعون في ظلمة الليل بين دندنة العود وايقاعات الطبل . استمر عبدالله في هذه الليالي بعد ان ضمن له والده عدم دخول المنزل اذا تأخر عن السابعة مساء فكان خياره واضحا في بقائه خارج المنزل والوالد يظن نفسه انه اصدر عقابا مؤلما. لقد عاقب الوالد المجتمع باخراج مثل هذه الامانة الى مسارح الخبث والرذيلة ليجرعه ابنه كأسا آخرى من الانكسار والهزيمة حينما اعتدى على شاب آخر بنفس الطريقة الاولى التي ادخلته دار الملاحظة.