وألقى الدكتور خوجة كلمة رحب فيها بالحضور وأوضح جهد الرشيد في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها، وهو اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة كان يعمل عليها ويحرص على النهوض بها، سواءً في مجال التربية والتعليم أم في مجال الإدارة والتطوير أم في مجال الفكر والتعامل الإنساني وفي غيرها من المجالات التي خدم فيها وطنه وأمته . وأضاف قائلاً « تُحدثنا سيرته العطرة عن نموذج فريد من أبناء هذا الوطن المبارك من العصاميين الذين شقوا طريقهم بالصبر والأناة وواجهوا الصعاب بالحزم والإصرار، وبنوا لأنفسهم ولمجتمعهم مجداً تفخر به الأجيال من بعدهم، وسرد وزير الثقافة والاعلام جانبا من سيرة الراحل مضيئا جوانب عديدة من حياته الفكرية والعملية. وقال خوجة: « استفاد الوطن من الراحل في مجالات كثيرة ؛ وعمل في مجالات خيرية وإنسانية واستشارية، عكف على إبراز عصارة تجربته وخبرته من خلال المؤلفات والمقالات ..، ومنها تركيزه على تعليم اللغة العربية وحرصه على إبراز ما تتسم به هذه اللغة من جمال في الصورة وسلاسة في التعبير ودقة في الوصف ما يجعلها لغة حية ومتفاعلة مع أفكار الإنسان وعواطفه «. وعد خوجه اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً وإحدى اللغات الخمس الرسمية في هيئة الأممالمتحدة ومنظماتها ، واللغة الرسمية للعالم العربي، مشيراً إلى أن اللغة العربية يلم بها نحو 200 مليون مسلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم الأصلية . وقال : « إن العربية من اللغات السامية التي قدر لها أن تحافظ على كيانها وأن تصبح عالمية، وقد نزل القرآن الكريم بها ويتطلب فهمه وتذوق إعجازه اللغوي معرفة باللغة العربية وعلومها ..» وأضاف يقول : « وهذه الإشارة تكشف لنا صورة الثراء في الحصيلة اللغوية، وتبين لنا كذلك البعد التاريخي والنمو الحيوي لهذه اللغة التي تتجاوب مع المتغيرات وتقترض من غيرها من اللغات وتعطيها من كلماتها ومعانيها، وتتكيف مع المصطلحات والمواد الجديدة ومع ما تأخذه من غيرها . وأفاد وزير الثقافة والإعلام أن علماء اللغة عددوا خصائص العربية في الأصوات وفي المفردات وفي التلفظ والتهجي وفي النحو والصرف وفي الخط العربي ما يجعلها لغة ذات خزينة لغوية ضخمة، ولها سيطرة على الفكر الإسلامي والعربي على مدى العصور . وبين: إن وزارة الثقافة والإعلام وهي تحتفي مع بقية المؤسسات التعليمية والجهات الثقافية الأخرى باليوم العالمي للغة العربية إنما تسعى إلى الإسهام في إبراز قيمة هذه اللغة والكشف عن جمالياتها، وما تضمه من سمات لغوية وبلاغية متميزة «، وأوضح أن الاحتفال هذا العام بالدكتور محمد الرشيد جاء نظير جهوده ومنجزاته التي خدمت هذه اللغة . وأعرب الدكتور خوجة بهذه المناسبة عن شكره لكل من لهم مشاركة أو عمل يخدم به هذه اللغة، مقدراً الجهود التي تقوم بها الأندية الأدبية والمكتبات العامة والجمعيات المختصة، وكذلك الجهود الموفقة التي تقوم بها المؤسسات التعليمية والمنتديات الخاصة وكل فرد يقدم ما في وسعه من علم أو جهد لخدمة هذه اللغة الجميلة. بعد ذلك ألقى الدكتور أحمد التويجري قصيدة رثاء في الراحل الدكتور محمد الرشيد ،ثم شاهد الجميع فيلمًا وثائقيًا عن الشخصية المكرمة استعرض تاريخه وإنجازاته وصورًا من حياته وجهوده في التربية والتعليم واللغة العربية والمهام التي تولاها. إثر ذلك بدأت فعاليات الندوة المخصصة للشخصية المكرمة هذا العام الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، أدارها الأديب حمد القاضي، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد، والدكتور محمد حسن الصايغ. واستُهلت الندوة بكلمة لمديرها الأديب حمد القاضي معرفاً بالمتحدثين وسيرهم العلمية والعملية، ثم استعرض الدكتور محمد الصباغ إنجازات ومآثر الدكتور الرشيد ، مستذكراً إسهاماته العلمية والعملية وأثره الطيب الذي استمر بعد وفاته، حيث تميز بالنشاط الدؤوب والهمة العالية، وخدمة الدين الإسلامي والثقافة والتربية. ثم تحدث الدكتور ناصر الرشيد عن الراحل مستذكرًا خدمته للغة العربية كونها الهوية الثانية بعد الإسلام، مشيرًا إلى أنه كان يحرص على خدمة كل ما من شأنه أن يسهم في نشر اللغة العربية والمحافظة عليها. بعدها ألقى الدكتور محمد الصايغ كلمة استعرض فيها إسهامات وإنجازات الرشيد في مجال التربية . وفي الختام قدم معالي وزير الثقافة والإعلام هدية لأبناء الراحل تسلمها أحمد بن محمد الرشيد. حضر الحفل والندوة والمعرض رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، والمستشار المشرف العام على الإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل ، وأبناء وأقرباء الفقيد وعدد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.