استرجع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، رحلة "النضال والكفاح" التي كان عليها وزير التربية الأسبق الراحل محمد الرشيد، في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها. وقال خوجة في حفل تكريم للوزير الراحل "الرشيد"، عقد بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظمته مساء أول من أمس وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض: إن اهتمام محمد الرشيد بلغة الضاد هو "اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة كان -رحمه الله- يعمل عليها ويحرص على النهوض بها، سواء في مجال التربية والتعليم ومجال الإدارة والتطوير ومجال الفكر والتعامل الإنساني وفي غيرها من المجالات التي خدم فيها وطنه وأمته وخلد ذكراه ناصعة أمام الأجيال". وأضاف الوزير خوجة: "نتذكر الأخ العزيز الدكتور محمد الرشيد هذه الليلة، فنتذكر الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة التي كان يتسم بها في تعامله الإنساني، ونتذكر الحكمة والبصيرة في وعيه بقضايا أمته وشعوره بالمسؤوليات الجسام الملقاة عليها للتطور ومواكبة الحضارة، ونتذكر الإخلاص والتفاني والدقة في أعماله ومنجزاته العديدة التي قام بها"، مضيفا أن سيرته تُحدثنا عن نموذج فريد من أبناء هذا الوطن المبارك من العصاميين الذين شقوا طريقهم بالصبر والأناة وواجهوا الصعاب بالحزم والإصرار وبنوا لأنفسهم ولمجتمعهم مجداً تفخر به الأجيال من بعدهم. وأعطى وزير الثقافة لمحة تاريخية عن حياة الوزير الرشيد، قائلا: "فقد ولد في مدينة المجمعة قبل نحو سبعين عاماً، وتعلم في مدارسها العامة ثم أكمل تعليمه الجامعي، وكان من طلائع الطلاب السعوديين الذي سافروا إلى الخارج، فحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدة الأميركية، وقد عمل بإخلاص أستاذاً للتربية وعميداً لكليتها في جامعة الملك سعود في الفترة التي كُنت فيها عميداً لكلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز، ثم انتقل بخبرته العملية وتأهيله الأكاديمي ليستفيد منه كذلك المجتمع الخليجي والعربي بل والعالمي، فعمل مديراً لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، وكان مسؤولاً عن إنشاء جامعة الخليج العربي بالبحرين، كما عمل الفقيد رئيساً للجنة تقدم التعليم في دولة قطر، وعضو لجنة التخطيط الشامل للثقافة العربية، وعضو المجلس التنفيذي للمجلس العالمي لإعداد المعلمين في الولاياتالمتحدة". إثر ذلك بدأت فعاليات الندوة المخصصة للشخصية المكرمة هذا العام الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وأدارها حمد القاضي، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد، والدكتور محمد حسن الصايغ. حيث تحدث الدكتور ناصر الرشيد عن الراحل مستذكرا خدمته للغة العربية كونها الهوية الثانية بعد الإسلام، مشيرا إلى أنه -رحمه الله- كان يحرص خلال خدمته في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، على خدمة كل ما من شأنه أن يسهم في نشر اللغة العربية والمحافظة عليها. بعدها ألقى الدكتور محمد الصايغ كلمة استعرض فيها إسهامات وإنجازات الراحل في مجال التربية، ومن ذلك أنه أسهم في خدمة العلم والتعليم، لا سيما المعلمين والطلاب والوصول إلى المجتمع التربوي في كل الوطن، زائرا ومكرما للرواد والمتميزين، سواء كانوا معلمين أو طلابا. إلى ذلك، شدد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، خلال افتتاحه معرض الكتاب المقام في مركز المملكة التجاري مساء أول من أمس، في إطار فعاليات وزارة الثقافة والإعلام للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، على أن الوزارة باتت تركز على الأنشطة الثقافية والمعرفية بجميع إشكالها، مضيفا في تصريح ل"الوطن"، أن المعرض يحتوي على 5 آلاف عنوان قابلة للزيادة، لافتا إلى أن هناك تغطية يومية للنقص في عدد الكتب.