أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن جهود وزير التربية والتعليم الأسبق الراحل محمد الرشيد كانت موفقة في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها، «وهو اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة كان يعمل عليها ويحرص على النهوض بها، سواء في مجال التربية والتعليم أم في مجال الإدارة والتطوير أم في مجال الفكر والتعامل الإنساني، وفي غيرها من المجالات التي خدم فيها وطنه وأمته وخلد ذكراه ناصعة أمام الأجيال». وقال خوجة مساء (الأربعاء) الماضي خلال حفلة تكريم وزير التربية والتعليم الراحل محمد الرشيد في مركز الملك فهد الثقافي: «نتذكر الأخ العزيز الدكتور محمد الرشيد هذه الليلة، فنتذكر الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة التي كان يتسم بها في تعامله الإنساني، ونتذكر الحكمة والبصيرة في وعيه بقضايا أمته وشعوره بالمسؤوليات الجسام الملقاة عليها للتطور ومواكبة الحضارة، ونتذكر الإخلاص والتفاني والدقة في أعماله ومنجزاته العديدة التي قام بها». وأكد أن وزارة الثقافة والإعلام وهي تحتفي مع بقية المؤسسات التعليمية والجهات الثقافية الأخرى باليوم العالمي للغة العربية «إنما تسعى إلى الإسهام في إبراز قيمة هذه اللغة والكشف عن جمالياتها، وما تضمّه من سمات لغوية وبلاغية مميزة»، مشيراً إلى أن الوزارة رأت أن يتضمن احتفالها السنوي بهذه اللغة تكريم شخصية خدمة اللغة العربية، إما بالتأليف وإما بالتعليم وإما بالعمل والتخطيط الذي يضيف إلى جهود السابقين جهداً مفيداً لهذه اللغة وآدابها، وهو الدكتور محمد الرشيد وذلك نظير جهوده ومنجزاته التي خدمة هذه اللغة». ولفت الدكتور خوجة إلى أن اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً وإحدى اللغات الخمس الرسمية في هيئة الأممالمتحدة ومنظماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون عربي، واللغة الرسمية للعالم العربي، مشيراً إلى أن اللغة العربية يلم بها نحو 200 مليون مسلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم الأصلية، إذ «يكشف لنا الواقع أن هناك إقبالاً كبيراً على تعلمها في مختلف أنحاء العالم لأسباب تتعلق بالدين أو التجارة أو العمل أو الثقافة أو غير ذلك». وبيّن أن من مميزاتها «أن أبناءنا اليوم وبعد 1500 عام يفهمون أسفار الجاهلية والمخضرمين، كما يفهمون أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي، كما يفهمون أشعار أبي العلاء المعري والشريف الرضي، ويدركون أشعار فحول متقدمين». ثم انطلقت فعاليات الندوة المخصصة للشخصية المكرمة هذا العام محمد بن أحمد الرشيد، والتي أدارها الأديب حمد القاضي، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد، والدكتور محمد حسن الصايغ. واستعرض الصباغ إنجازات ومآثر الدكتور الرشيد، مستذكراً إسهاماته العلمية والعملية وأثره الطيب الذي استمر بعد وفاته، إذ تميز بالنشاط الدؤوب والهمة العالية وخدمة الدين الإسلامي والثقافة والتربية. وتطرق الدكتور ناصر الرشيد إلى خدمة الراحل للغة العربية كونها الهوية الثانية بعد الإسلام، مشيراً إلى أنه كان يحرص خلال خدمته في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم على خدمة كل ما من شأنه أن يسهم في نشر اللغة العربية ويحافظ عليها. واستعرض الدكتور محمد الصايغ إسهامات وإنجازات الراحل في مجال التربية، ومن ذلك خدمة العلم والتعليم لاسيما المعلمين والطلاب والوصول إلى المجتمع التربوي في كل الوطن، زائراً ومكرماً للرواد والمميزين سواء معلمين أم طلاب. وفي الختام قدم وزير الثقافة والإعلام هدية لأبناء الراحل تسلمها أحمد بن محمد الرشيد. وتضمنت فعاليات التكريم فيلماً وثائقياً عن الوزير الراحل، وقصيدة للشاعر أحمد التويجري.