بينما تنشغل الولاياتالمتحدة بقصف المدن ومراكز الحكومة العراقية ، يصول ويجول في بناية الستيت كابيتول (مبنى الحكومة) في مدينة سكرمنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا الامريكية رجل امريكي ملامح وجهه شبيهة جدا بالرئيس العراقي صدام حسين . ولكن مع فارق أنه لم يسبب أي حالة من الذعر بين أعضاء حكومة كاليفورنيا عند تجواله في مكاتبهم . صدام الامريكي هو جيري حليبا ويعمل كرجل لوبي ودعاية سياسية. ومعروف في الولاياتالمتحدة بأنه شبيه صدام حسين. وقامت هوليوود باستئجار خدماته للمشاركة في تمثيل أدوار للزعيم العراقي. وشارك في ثلاثة أفلام أهمها الفيلم الكوميدي بث حي ومباشر من بغداد. بدأت الحياة المهنية لصدام الامريكي عام 1989 عندما كان يعمل في مكتب زعيم الأقلية في برلمان كاليفورنيا . وعلى سبيل الدعابة يوجد في عدد من مكاتب رجال السياسة في سكرمنتو صورة لصدام العراقي وهو يخاطب جيشه ، وقد كتب تحت الصورة: نعرف ما الذي سيفعله حليبا في نهاية الأسبوع . بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 أصبح حليبا شبيه صدام حسين الأكثر انشغالا حيث كان عليه طلب كبير من النوادي الليلية لظهوره لزيادة عدد زبائنهم وزيادة مبيعاتهم . يذكر أن حليبا وفي اكثر من مناسبة وصف الزعيم العراقي بأنه ظالم ودكتاتور. وبالطبع توجد لحليبا علاقة مع إسرائيل ، فكما ذكرت أحد الصحف المحلية في ولاية كاليفورنيا فإن صدام الامريكي هو يهودي الأصل شارك في الكثير من الفعاليات لصالح الدولة العبرية.وقام في الماضي بالتعرف على رئيس وزراء إسرائيل السابق شمعون بيريز الذي صافحه واخذ صورة تذكارية استغلها للترويج لشركته. ويقول حليبا في هذا السياق ، إن شبهي مع صدام الحقيقي ساعدني كثيرا في التقدم باعمالي ومصلحتي حيث نجحت في جلب الكثير من الزبائن عن طريق تقليدي لصدام. وبخصوص أمنه الشخصي ، بقول حليبا في حرب الخليج الثانية سمعت نصيحة أصدقائي ولم أكثر بالخروج مرتديا زي صدام حسين الحقيقي . ولكن إلى متى سأظل العيش بخوف.. سأستمر في عملي ويحب أن يعلم الجميع اني لا أشاطر صدام حسين الحقيقي أيا من آرائه فهو دكتاتور وسفاح وأتمنى أن يموت. وأضاف حليبا: أنا مع هذه الحرب وأتمنى أن أتقدم في عملي على حساب فشل صدام حسين. يذكر أنه يتكرر الحديث في أوساط عديدة خاصة الأوساط الغربية عن وجود شبيه أو عدة أشخاص يتقمصون شخصية صدام، وهي إثارة أول ما توحي للرأي العام بأن العثور على صدام أو إلقاء القبض عليه أو القضاء عليه بحد ذاته عملية صعبة وشائكة، الأمر الذي قد يثير تساؤلات حول نجاح العمليات العسكرية الامريكية برمتها. فقد أكد خبراء في ألمانيا، وبعد التدقيق في أكثر من 450 صورة التقطت للرئيس العراقي خلال 5 سنوات مضت، أن له 3 أشباه (ظهر أحدهم كبديل عنه في مناسبات عدة، بينما ظهر الآخران بمناسبات وأمكنة مختلفة في الوقت نفسه. لكن صدام لا يبدو في أي صورة تم التقاطها منذ عام 1998 وقيل أنها له بالذات)، وفق ما ذكر ديتر بوهمانن وهو خبير طب شرعي . وبحسب مصادر ألمانية فإن خبراء اجروا عمليات وجراحات على بعض الأشخاص الشبيهين بالرئيس العراقي أصلا (بحيث جاء الواحد منهم فيما بعد طبق الأصل عنه تماما، لا في شكله فقط، إنما في صوته وانفعالاته وطريقة تناوله الطعام وجلوسه ووقوفه وسمات سروره أو كلما انتابه غضب، فيما تدرب الأشباه واتقنوا حركات صدام ليكون باستطاعتهم تقليده تماما، بحيث لا يختلف الواحد منهم عن صدام الحقيقي إلا في تفاصيل صغيرة، لا تبدو الا بعد التحديق به، أو التدقيق على الأقل فيما له من صور يبدو فيها هو بالذات، لمقارنتها مع صور بدا فيها أحد أشباهه) وفق تعبيرها. ومما لا شك فيه أن مهمة الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالعثور على صدام حسين الحقيقي ستكون صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة.