-جدة قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الراصدين للسماء في السعودية والوطن العربي يستعدون لرؤية اثنين من المذنبات ، أحدهما يرصد الآن من خلال التلسكوبات وهو المذنب (21P / جياكوبيني – زينر) ، وهو على وشك الوقوع في أقرب مسافة من الأرض منذ 72 عامًا! أما الآخر فهو المذنب(P 46/ ورتينن) والذي سيكون على مسافة اقرب من المذنب الاول وربما يصبح مرئيا للعين المجردة في وقت لاحق هذه السنه 2018. المذنب (جياكوبيني – زينر) يقترب الآن من الأرض والشمس بسرعة عالية حوالي 23 كيلومتر بالثانية ، وسيقع في اقرب نقطة إلى الأرض والشمس في نفس اليوم 10 سبتمبر 2018 عندها سيعبر على مسافة آمنة حوالي 58 مليون كيلومتر من كوكبنا. وخلال النصف الأول من شهر سبتمبر ، سيكون المذنب (جياكوبيني – زينر) مرئيًا باستخدام المنظار الثنائي العينية ، ومن المتوقع أن يصل لمعانه الظاهري من 6.5 إلى 7. وهذا يعني أنه لن يكون مرئيًا للعين المجردة ، وفي ذلك الوقت سيمر المذنب امام المجموعات النجمية : الزرافة ، فرساوس ، ممسك الاعنه، وباستخدام المناظير أو تلسكوب صغير يمكن رؤية المذنب كلطخة ضبابية من الضوء. وعلى الرغم من أن نواة المذنب قطرها يبلغ حوالي 2 كيلومتر ، إلا أن حرارة الشمس الآن تسببت في تشكل غلاف جوي له يسمى "الكوما" بقطر حوالي 290،000 كيلومتر ، ما يعني هذا أن المذنب أصبح الآن يمتلك غلاف جوي قطره ضعف قطر كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي . وتُظهر بعض الصور ان "الكوما" بلون أخضر ، مما يدل على أن المذنب يحتوي على السيانوجين وكربون ثنائي الذرة ، وهما غازان يتوهجان باللون الأخضر عند تعرضهما لأشعة الشمس. ويمكن رؤية حركة المذنب باستخدام تلسكوب صغير وذلك بمراقبة النجوم القريبة من المذنب ، ثم يقارن موقعه بعد 15 أو 30 دقيقة فقط ؛ فهذا المذنب يتحرك في الفضاء بسرعة 81,360 كم بالساعة بالنسبة إلى الأرض. وسيقع المذنب في مساء 10 و 11 سبتمبر ، ظاهريا قريبًا جدًا من عنقود نجوم ميسييه 37 وهو أغنى واسطع عنقود مفتوح في كوكبة ممسك الاعنه، ولن يعود لمثل هذه المسافة الا بعد 40 عامًا في 18 سبتمبر 2058. من ناحية اخرى ومع دوران المذنب حول الشمس ينتج عنه بعض الحطام النيزكي مما يسبب زخة شهب التينينيات السنوية، وفي العام الحالي من المحتمل أن تتم مشاهدة التينينيات في مساء يوم 7 أو 8 أكتوبر ، والقمر بالقرب من مرحلة المحاق القمر، علما بان شهب التينينيات ليست معروفة بانها مميزة ، ولكن عندما يكون المذنب مصدر الشهب قريب يمكن ان تقدم الشهب عرضا مذهلاً. من ناحية اخرى هناك مذنب آخر يقترب من الأرض هو (46 P/ورتينن) في ديسمبر المقبل ، ومن المحتمل ( غير مؤكد) ان يكون هذا المذنب مرئيًا بالعين المجردة على الأقل من المواقع المظلمة بعيدا عن اضواء المدن، حيث سيكون في أقرب نقطة من الشمس في 12 ديسمبر 2018 ، ويقترب من الأرض بعد بضعة أيام فقط في 16 ديسمبر. وفي أقرب مسافة من كوكبنا ، سيكون المذنب (ورتينن) على مسافة 11.5 مليون كيلومتر، مقارنه بالمذنب (جياكوبيني – زينر) الذي سيكون على مسافة 58 مليون كيلومتر. وتشير التقديرات إلى أن المذنب (ورتينن) قد يصل لمعانه الظاهري من 3.5 إلى 6 ، وهذا يضع المذنب في حدود الرؤية بالعين المجردة ، وهنا يجب معرفة أن الأجسام الانتشارية الضبابية مثل المذنبات هي أكثر صعوبة في الرؤية مقارنة بنقاط النجوم عند نفس مستوى اللمعان. جدير بالذكر بان المذنبات لا يمكن ابدأ التنبؤ بسلوكها من حيث السطوع واللمعان عند اقترابها لذلك سوف تخضع للرصد والمراقبة .