لم تمض ساعات معدودة على إعلان الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن عودة اليمن إلى عروبته بعد اختطافه سنوات بيد الحوثيين، حتى اغتالته يد الغدر الملوثة بالدم والخيانة، لتكتب ميليشيات الحوثي (جرثومة إيران) نهايتها الوشيكة بيدها. وإذا كانت التصفية الدموية لصالح ونفر من رجاله، جاءت بعد يوم واحد من تحريكه الشعب اليمني ضد عملاء طهران، فإن طريقة اغتياله كشفت للعالم الوجه الحقيقي للحوثيين المدعومين من إيران، وأعادت إلى الأذهان الجرائم البشعة التي تحمل بصمة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وأسلوبهم الدموي في التخلص غيلة من أعداء المصلحة أو من يختلفون معهم في التوجه والقرار، حتى ولو كانوا يومًا حلفاء أو أصدقاء. و يرى متابعون ان اغتيال صالح ستوحد صفوف اليمنيين جميعًا، وسيجعلهم يعيدون حساباتهم في ضوء ما استجد من أحداث وفي ضوء عمليات الاغتيال لقيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي يضم في صفوفه الأولى عددًا كبيرًا من قبيلة حاشد التي ينتمي إليه الرئيس اليمني السابق علي صالح. ويعول الخبراء كثيرًا على هذه القبيلة في حشد القبائل الأخرى ضد الميليشيات الحوثية، مستندين في ذلك إلى حالة الغضب اليمني ضد اغتيال صالح وسحله والتمثيل بجثته، وإلى حالة الاستياء التي تزداد يومًا بعد آخر لدى الشعب اليمني جراء ممارسات الحوثيين وانتهاكاتهم الصارخة، وما ملاحقة اليمنيين للحوثيين في الشوارع، وتوجه وانضمام عدد كبير من رجال صالح للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادى، إلا أكبر دليل على أن دم علي صالح لن يذهب هباء. يبدو أن عبد الملك الحوثي فتح على نفسه أبواب جهنم كما يقول أتباع الرئيس السابق، ليس فقط لأن علي صالح اضطر إلى اتخاذ موقف موالٍ للحوثيين بسبب ما مورس عليه من ضغوط وتهديد، لتجنيب الشعب اليمني آثار ونتائج الصدام مع الإرهابيين المجرمين، وإنما لأنه وكما يؤكد مختصون سياسيون وعسكريون كان زعيمًا يمنيًا عربيًا تعثر في نبتة إيرانية شيطانية، فراح ضحية مشروع ولاية الفقيه، والأطماع التوسعية الفارسية. ولفت المختصون إلى أن الرئيس السابق كان يريد إتخاذ الحوثيين قفاذًا لتحقيق هدف سياسي يكمل به مشروعه الوطني، ولكنه لم يستطع الفكاك منهم، وعندما غضب عليهم، واحتج على نقضهم للمواثيق والوعود، وعلى إهانتهم للشعب اليمني، وقرر الانفصال عنهم؛ ليعود اليمن إلى جذوره وعروبته، شعروا بخطورته وخانوه وغدروا به وأعدموه رميًا بالرصاص في مشهد ليس بغريب على ميليشيات نظام الملالي، الإرهابية المارقة. وأكد مختصون في الشأن اليمني ل"الوئام" أن الرئيس السابق دفع حياته ثمنًا لتعريته مشروع ولاية الفقيه في اليمن والمنطقة، ووقوفه بجانب شعبه ومصلحته العليا ووحدته، مشيرين إلى أن وطنيته كلفته حياته، مؤكدين أن الرئيس اليمني السابق، وبغض النظر عن موقفه من الحكومة الشرعية في اليمن، واختلافه السياسي معها، إلا أن ذلك لا ينفي عروبته ووطنيته وحرصه على إبقاء اليمن عربيًا. ويجمع خبراء سياسيون على أن العالم العربي مطالب اليوم باتخاذ موقف حازم باتجاه مشروع ولاية الفقيه، الذي قتل أحد القادة العرب وشرد وقتل مئات الآلاف من المواطنين العرب الشرفاء، وأن يستغلوا القوة العسكرية المتمثلة في قوات التحالف بقيادة السعودية لدعم الشعب اليمني، ودحر هذه الجماعة الإرهابية، مثمنين الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية، من هؤلاء الدمويين الذين لديهم استعداد تام للتحالف مع الشيطان، وممارسة أى شيء لإرضاء نظام طهران الذى يلعب على وتر المذهبية والطائفية، معربين عن ثقتهم الكاملة في قيادات المملكة التى تقف دائمًا بجوار الشعب اليمني الشقيق، وتنحاز دائمًا إلى خياراته العروبية.