يقول الراوي؛ ذات يوم كنت متوجها للمطار مع صاحب الأجرة وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح، انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا. وبسرعة، ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصطدم بتلك السيارة. الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى الأحمق أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا، فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوح له بالاعتذار والابتسامة!. استغربتُ من فعله وسالته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ؟ ألم يكد أن يتسبب لنا هذا المتهور بحادث عنيف؟ لقد هدد حياتنا وأرعبنا وأنت تلوح له بيدك الكريمة! هنا لقَنني سائق التاكسي هذا درسا لن أنساه في حياتي، أصبحت فيما بعد أسمي هذا الدرس: «قاعدة شاحنة النفايات». قال السائق الحكيم: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء مُحَمَلة بأكوام النفايات، المشاكل بأنواعها، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل، وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب فلا تجعل من نفسك مكبّا للنفايات. هذه الرواية المنقولة تحمل في طياتها عبر كثيرة ودروس ملهمة. يا ترى كم ستهبط معدلات المشاجرات والحوادث في شوارعنا لو طبقنا قاعدة «شاحنة النفايات». كم سنكون رائعين في حياتنا اليومية في العمل مع هذه القاعدة حين نتوقع أن زميلنا المتوتر اليوم شاحنته مليئة فنعذره ونهون علينا وعليه. كم سنكون جميلين مع هذه القاعدة حينما نتوقع كذلك من المراجع عندنا في العمل. ومن الموظف الذي نطلب منه الخدمة نحن كمراجعين. كم سنكون أجمل بفضل هذه القاعدة حينما نلوح بيدينا لجارنا الذي يُظهر شيئا من سوء المعاملة لنا بعض الأوقات. كم هي المواقف العصيبة التي سنتجاوزها يوميا بقاعدة الشاحنة وننطلق في طريقنا مبتسمين ناشرين السلام والمحبة لأنفسنا ولمن حولنا. كم سنكون أروع حينما نرفض أن نكون نحن كتلك العيّنة من الناس التي تجمع النفايات وتلقيها على الأبرياء حولهم في العمل أو البيت، وكل من يصادفهم في الطرقات. مجمل الكلام؛ التفكير الإيجابي يقتضي إدارة الإنفعالات وإعمال مهارة «كبّر عقلك» وخصوصا مع أصحاب «شاحنات النفايات» لأن وقتك وصحتك أهم من ضياعها بهذه الكيفية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: شاحنة النفايات