أكد وزير الخارجية عادل الجبير خلال ترؤسه وفد المملكة في مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أمس، على موقف المملكة العربية السعودية الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وقال موجها حديثه للمشاركين في المؤتمر«يسرني أن أنقل لكم من مهبط الوحي ومنبع رسالة الإسلام تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، وموقف حكومة وشعب المملكة الذي يعيد التأكيد على أن قضية القدس هي قضية تتجاوز السياسة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيها أو المساومة بشأنها». إدانة استهداف المدنيين وشدد الوزير الجبير على أن المملكة العربية السعودية أدانت وبشدة استهداف المدنيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا يفوتني هنا أن أتقدم بخالص التعازي لذوي الشهداء، والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين الذي سقطوا جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية. وقال: «يجب ألا يعتقد أحد أن إشغالنا بقضايا جانبية، وتهديدات وأزمات آنية، قد صرفنا عن الاستمرار بموقفنا الثابت والمستمر باعتبار قضية فلسطين ومدينة القدس قضيتنا الأولى، إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، مضيفا «بل إننا نرى أن هذه الأزمة بالذات تفرض على جميع الدول الأعضاء وحدة الموقف، وتعزيز محاربة الإرهاب والتطرف، ونبذ الطائفية، وحشد الجهود وتكثيفها لمقاومة تهويد مدينة القدس». العدل والسلام وقال الوزير الجبير: «نحن في لقائنا المبارك هذا، ننشد العدل والسلام، ونسعى لإحقاق الحق والإنصاف، فالمبادرات غير المسؤولة التي تتعارض مع هذه الثوابت من شأنها تقويض فرص السلام، وإن سياسة الأمر الواقع لن تجدي أمام عدالة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تحظى بتأييد المجتمع الدولي المناصر للحق والعدل، من أجل إقامة سلام شامل وعادل ينعم فيه الفلسطينيون وجميع شعوب المنطقة بالأمن والسلم والرخاء والتنمية». وأكد أن المملكة العربية السعودية تؤمن أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإعادة الحقوق الشرعية للفلسطينيين، ومن هذا المنطلق فقد سبق وأن تقدمت بمبادرة سلام تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، كما حظيت بموافقة منظمة التعاون الإسلامي في القمة الاستثنائية التي عقدت في مكةالمكرمة في عام 2005، حيث وضعت مبادرة السلام العربية خارطة طريق للحل النهائي لجميع قضايا النزاع، وفي إطار حل الدولتين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. قمة القدس ونوه الوزير الجبير خلال الكلمة بما صدر عن القمة العربية «29» وتسمية خادم الحرمين الشريفين لها «بقمة القدس» الذي جاء تأكيدا لأهمية القضية الفلسطينيةوالقدس وشعبها، بالإضافة لما صدر في هذا الشأن عن اجتماعات الدورة ال45 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت مؤخرا في دكا، وكذلك الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية الذي عقد بالأمس في القاهرة. وأكد الجبير في ختام كلمته على أن حكومة المملكة تدعو الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها، والانضمام للمجتمع الدولي المحب للعدالة والسلام، واتخاذ مبادرات إيجابية لدفع عملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين، والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية. مشاورات مع الأردن من جهة أخرى، عقد الوزير الجبير، في إسطنبول أمس، لقاء ثنائيا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، وذلك على هامش مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي. وجرى خلال اللقاء الذي حضره سفير المملكة لدى تركيا، وليد بن عبدالكريم الخريجي، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر.
