فيما انتشر في شوارع مكةالمكرمة مصابون باعتلالات نفسية، قال المتحدث باسم صحة منطقة مكةالمكرمة حمد العتيبي ل«الوطن»، إن المرضى نفسيا، الذين يعانون الخرف أو لا يوجد لهم مأوى، من مسؤوليات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أما متعاطو المخدرات فيندرجون تحت مسؤولية وزارة الداخلية، ممثلة في مكافحة المخدرات. انتشرت ظاهرة غريبة في شوارع العاصمة المقدسة، وهي كثرة الأشخاص المصابين باعتلالات وأمراض نفسية وعقلية، دون أن تكون هناك جهة رسمية مسؤولة عن نقل هؤلاء إلى المستشفيات لعلاجهم، فيما حمّلت صحة المنطقة مسؤوليتهم لوزارتي الداخلية والعمل والتنمية الاجتماعية. هائمون في الطرقات تعالت وتيرة أصوات المطالبين بإيواء المعتلّين النفسيين من فاقدي الأهلية بمكةالمكرمة، إذ يهيمون في الطرقات والأحياء، الأمر الذي شكل قلقا حقيقيا في نفوس الأهالي والمقيمين، وكذلك الزوار من المعتمرين إلى بيت الله الحرام. وقال مجاهد مرزوق، من أهالي مكةالمكرمة ل«الوطن»، إن انتشار هذه الحالات بات أمرا غير مسبوق في شوارع وأحياء العاصمة المقدسة، إذ أصبحوا يشكلون تهديدا حقيقيا للمارة وسالكي الطرق. وأضاف، إنه بات يرى هؤلاء الأشخاص المصابين بأمراض نفسية بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وباتوا يسببون حرجا بالغا لأهاليهم بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام، الأمر الذي يرسم انطباعات سلبية أمام زوار بيت الله الحرام. وأوضح مرزوق أن بعض أهالي المرضى أصبحوا غير مدركين لخطورة أبنائهم من ذوي المرضى النفسيين، وتغلب عليهم اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، مما يؤدي إلى تصاعد مستوى الجرائم التي يرتكبها مثل هؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج وليس التسكع في الشوارع. قنابل موقوتة طالب مواطنون -التقت بهم «الوطن»- الجهات المعينة ذات العلاقة باتخاذ التدابير اللازمة لاحتضان المرضى الذين يعاني أكثرهم من الضعف والهوان، وناشدوا المسؤولين بالتوسع في إنشاء مراكز صحية لهؤلاء المرضى، لاستيعابهم والحد من مخاطرهم والعمل على عنايتهم. وقال المواطن ياسر لسود، إن معظم المعتلّين النفسيين يعدّون قنابل موقوتة تسير في شوارع وطرقات العاصمة المقدسة، واصفا وضعهم بالمأساوي، خصوصا في ظل تزايد أعدادهم، الأمر الذي يشكل مخاوف تؤرق المجتمع المكي. وأضاف، إن الممارسات والسلوكيات التي يقوم بها المرضى مشينة، وربما تصل في أحيان كثيرة إلى مناظر تخدش الحياء والذوق العام. وناشد الجهات المعنية ذات المسؤولية المباشرة بضرورة الحد من انتشار مثل هؤلاء، وإيجاد سبل لتوفير مأوى لهم، بما يكفل العناية بهم وحفظ كرامتهم للحيلولة من تزايد أعداهم في قادم الأيام. الصحة: مسؤوليتنا العلاج عدّ المتحدث باسم صحة منطقة مكةالمكرمة حمد العتيبي ل«الوطن»، أن المرضى النفسيين من كبار السنّ الذين يعانون الخرف أو لا يوجد لهم مأوى، من مسؤوليات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، فيما أكد أن المرضى المشردين المتعاطين للمخدرات يندرجون تحت مسؤولية وزارة الداخلية، ممثلة في مكافحة المخدرات التي بدورها تقوم بتسليمهم إلى مستشفى الأمل التابع لوزارة الصحة للعلاج. وأشار العتيبي إلى أن بعض المرضى النفسيين يحتاجون إلى العلاج فقط دون الحاجة إلى التنويم في مستشفى الصحة النفسية، وذلك بحسب تقييم حالاتهم من الأطباء المختصين. وأضاف، أن الوزارة تعتزم خلال الفترة المقبلة زيادة الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الصحة النفسية في منطقة مكةالمكرمة، لتوفير المكان الملائم والعلاج اللازم لتلك الحالات المراد تنويمها لمساعدتها على التعافي. صورة غير حضارية تحدث المواطن عبدالله السلمي، المُطّلع على بعض أوضاع المشردين من المرضى النفسيين، بالقول: إن هؤلاء ينتشرون على نطاق واسع في شوارع وطرقات العاصمة المقدسة، خصوصا جوار المراكز التجارية والمطاعم ومحطات الوقود، الأمر الذي يعد محرجا أمام زورا بيت الله العتيق، ويعكس صورة سلبية وغير حضارية عن المجتمع السعودي بشكل عام. وأضاف، إن عدم وجود جهة رسمية تنتشل هؤلاء من الشوارع، ربما يشكل تهديد كبيرا للصحة العامة، مبينا أنهم ربما يتسببون في نقل بعض الأمراض الجسدية للأصحاء عن طريق العدوى. ومن السلوكيات الخاطئة التي يركتبها هؤلاء، قال السلمي إنهم ينتهجون بعض السلوكيات مثل التسول في الشوارع والطرقات، أو تعمد كسر الممتلكات العامة والخاصة، أو الاعتداء على الأطفال والنساء، وغيرها.