في الوقت الذي توقعت فيه الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تشهد أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة موجة برد قوية، تنخفض معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر شمال ووسط المملكة، حذر أستاذ الجيومورفوجيا والمناخ بجامعة أم القرى الدكتور حسن علي خياط، من احتمالية تكرار هطول الأمطار بكميات غير مألوفة وحدوث فيضانات مشابهة لما شهدته بعض مناطق المملكة في السنوات الماضية، متوقعا أن تشهد أجواء المملكة درجات حرارة غير مسبوقة خلال السنوات الخمس المقبلة سواء بالارتفاع أو الانخفاض. وتوقع زميله أستاذ المناخ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن تضطر دول الخليج مستقبلا إلى تغيير مواعيد الدوام الرسمي في فصل الصيف من النهار إلى الليل، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 60 درجة مئوية. وحذر خياط في تصريح ل"الوطن" المزارعين من خسارة محاصيلهم بسبب انخفاض درجات الحرارة، خصوصا التي يصادف وقت إنتاجها موجة البرد التي تشهدها المملكة، مثل الحمضيات والورقيات وغيرها. ونصح المزارعين بالعودة إلى الأساليب المتبعة قديما لحماية محاصيلهم كون البيوت المحمية لا تغطي سوى مساحات صغيرة من الأراضي الزراعية. وذكر من الأساليب القديمة إشعال النيران بين الأماكن المزروعة لتدفئة الجو والمحاصيل وحمايتها من الصقيع.
تراجع المنخفض السوداني قال خياط إن المنطقة تتأثر بكتل هوائية قطبية، ونحن عشنا تقريبا قمة فصل الشتاء في شهر يناير، وغالبا ما تنشط في هذا الشهر الكتل الهوائية القطبية، وتنحسر الكتل الهوائية المدارية الجنوبية، التي يطلق عليها منخفض البحر الأحمر أو المنخفض السوداني، وغالبا ما تكون حارة وجافة، لكن يأتي عليها أوقات تتحرك تجاهها منخفضات جوية من الإقليم السوداني، وهذه المنخفضات تكون رطبة، وهي غالبا ما تشكل الأمطار التي تشهدها أجواء المملكة. وأضاف أننا نشهد الآن انحسارا للكتل الهوائية المدارية الجنوبية، وسيطرة الكتل الهوائية القطبية، وتقدم مرتفع جوي من وسط سيبيريا، ومرتفع جوي آخر في قلب أوروبا، تتجه صوب الجنوب والشرق باتجاه تركيا وسورية وشمال إفريقيا والأردن وفلسطين ولبنان وشمال المملكة.
5 سنوات من الطقس المتطرف توقع خياط أن تسجل السنوات الخمس المقبلة درجات حرارة غير مسبوقة أو مألوفة في الصيف، وبرودة شديدة غير مألوفة في فصل الشتاء، كما توقع خياط احتمالية تكرار هطول كميات كبيرة وفيضانات غير مألوفة مشابهة لما شهدته بعض مناطق المملكة خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن الأمطار التي تشكل خطرا على المملكة ليست أمطارا شتوية أو صيفية، بل هي الأمطار التي تهطل في فصل الخريف. وطالب الجهات المعنية بضرورة التخطيط المسبق وتهيئة الناس وتوعيتهم بكيفية التعامل مع المتغيرات المناخية المتوقعة.
تساقط الثلوج أكد خياط أن بعض مناطق الشمال الإفريقي شهدت الأسبوع الماضي تساقط الثلوج وهي حالات قليلة الحدوث في تلك المناطق، لا تحدث سوى كل 10 أو 20 سنة. وأرجع سبب تساقط الثلوج في بعض مناطق المملكة - بعد مشيئة الله- إلى تقابل الكتل الهوائية القطبية الباردة مع الكتل الهوائية المدارية الرطبة، مما أدى إلى تساقط الثلوج في بعض مناطق شمال وغرب المملكة، مضيفا أنه في بعض الأحيان يتراجع المنخفض الجوي السوداني باتجاه الجنوب، مما يسمح بتقدم الكتل الهوائية القطبية الباردة، وبالتالي أجواء باردة. ظواهر مترابطة أضاف الدكتور خياط أن هناك حالات حدث فيها ارتفاع كبير أو انخفاض كبير بدرجات الحرارة، يفسرها بعض المختصين على أنها طفرات مناخية وقتية، تكون مرتبطة بظواهر مناخية عالمية تسود الكرة الأرضية، مثل "النينو، أو النينا"، وهذه الظواهر تؤدي إلى تقلبات مناخية غير معهودة وغير مألوفة، واستدرك أنه يرى أنها طفرات وقتية تستمر من 7 إلى 8 سنوات، مع تطرف شديد بدرجات الحرارة سواء بالإرتفاع أو الإنخفاض مثل ما حدث في شهر يوليو الماضي، الذي سجل درجات حرارة مرتفعة لم تسجل منذ قرن من الزمان، على نطاق الكرة الأرضية كلها، وهو أمر غير معتاد، وكذلك في شتاء هذا العام، سجلت درجات حرارة منخفضة جدا في وسط سيبيريا، لم تسجل من عشرات السنين.
ارتفاع حرارة الأرض حذر أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، من أن متوسط درجة حرارة الأرض في ارتفاع تصاعدي، وذلك ربما يزيد الضغوط على الأرض، ويؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة، مشيرا إلى أنه أعد نماذج رياضية في سياق رسالة الدكتوراة الخاصة به، أعطت إشارات ودلائل على أن متوسط تغير درجة حرارة الأرض في المملكة ارتفع خلال السنوات ال30 الماضية بمعدل درجة مئوية في العقد الواحد.
الانقلاب الشتوي أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الباحث عبدالعزيز المرمش الشمري ل"الوطن" أن فصل الشتاء هذا العام بدأ في 22 ديسمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضي، حيث تتعامد الشمس على مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وهذا ما يطلق عليه فلكيا "الانقلاب الشتوي"، مضيفا أنه يأتي ضمن الدورة الشمسية الرابعة والعشرين التي بدأت عام 2008، فيما كان منتصف الدورة في مايو 2013، ومن المقدر أن تكون نهاية الدورة الشمسية الرابعة والعشرين عام 2020. وأشار الشمري إلى حدوث تغيرات كبيرة في الطقس والمناخ على الكرة الأرضية خلال الدورة الشمسية الحالية، مختلفة تماما عن الدورات السابقة، متوقعا أن يستمر فصل الشتاء ثلاثة أشهر حتى 21 مارس 2017، ومن المتوقع أن تكون باردة جدا.
تغيير أوقات الدوام أشار المسند في ورقة عمل، قدمها في ملتقى "أرضنا"، الذي نظمته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الخميس الماضي، إلى أن النماذج الرياضية أعطت تنبؤات ومؤشرات مزعجة للغاية، مضيفا أنه يتوقع أن تضطر دول الخليج في حال استمرار ارتفاع درجات حرارة الأرض، إلى تغيير أوقات الدوام في فصل الصيف إلى الليل بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 60 درجة في النهار، وفي بعض المناطق التي تشهد رطوبة عالية، لن يتمكن الموظفون من القيام بأعمالهم في تلك الظروف. وأضاف المسند أن التنبؤات المتفائلة المستخلصة من النماذج الرياضية، تشير إلى ارتفاع في متوسط درجة حرارة بمقدار 1.4 درجة مئوية، فيما تشير المؤشرات المتشائمة إلى ارتفاع بمقدار 5.8 درجات مئوية، وتلك الارتفاعات قد يكون لها عواقب وتبعات كارثية مستقبلا منها: 1 - زيادة استهلاك المياه 2 - نفوق وانقراض بعض الحيوانات 3 - اندثار بعض أنواع النباتات 4 - التوتر والقلق 5 -ا نتشار الأوبئة والأمراض
الأرصاد: موجة برد قوية تبدأ غدا توقعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تشهد أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة موجة برد قوية، تنخفض معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في المناطق الشمالية والوسطى فيما يسمى بمرحلة الصقيع. وقالت الهيئة في تقريرها أمس، إنه من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في العاصمة الرياض إلى ما دون الصفر، بحيث يمكن أن تسجل درجتين تحت الصفر بدءا من غد الخميس. كما يتوقع أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 7 و8 درجات على منطقتي حائل والحدود الشمالية. وأضافت أنه من المتوقع أيضا أن تستمر الكتلة الباردة حتى الاثنين المقبل، وستصاحبها رياح مثيرة للأتربة تبدأ اليوم الأربعاء، وتستمر حتى السبت المقبل، مشيرة إلى أن هذه الموجة ستكون أقوى من التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي.
