على بركة الله نبدأ عاما جديدا تشرق فيه شمس المعرفة، ويتجلى فيه الفكر والمعنى والقيمة، ونسعى من خلاله لمعرفة فن المعاني، ونحاول أن ندرك ما يكون خافيا علينا، وأن نستلهم من أصول الشريعة والقانون ما يجعل حياتنا تمضي على نحو من الصراط المستقيم، وأن نستطيع أن نفهم المغزى الذي يكمن خلفه كل معنى، وكل مبدأ من مبادئ الشريعة والقانون لكي نستطيع أن نمنح المظلوم حقه، وأن نرد الظالم عن ظلمه، وأن نوضح الفرق بين الصواب والخطأ، بين العمل الذي يخدم الوطن ويرفع من شأنه ويضيف إليه القيمة لأبنائه، وبين العمل الذي لا يضيف شيئا، بل يؤثر على حركة التقدم والتنمية في مجتمعنا السعودي الأصيل في مبانيه الدينية والشرعية، وفي قبلته للمسلمين جميعا في بقاع الأرض وفي إرهاصاته ورسالته إلى عالم تسوده الحرية والإخاء والعدل والسلام، ووضوح الرؤية وقبول التباين بين الأنا والآخر. بناتي العزيزات، أتمنى من الله أن أكون قد أعطيتكن في السنة الماضية أملا ومعرفة وقيمة ووعيا بمستقبل قادم، وأرجو من الله أن يوفقني في أن أمنح بناتي اللاتي نستقبلهن في عامنا الجديد قدرا من المعرفة، وأن أكون عند حسن ظنهن، بحيث يطيب لي أن أستمع إلى أسئلتهن وأن أتجاوب مع أفكارهن وتطلعاتهن المستقبلية على نحو يستمد مقوماته من مبادئ الشريعة وقواعد القانون. تهنئة من القلب من أم تعتز ببناتها اللاتي حققن تفوقا علميا في العام الماضي، واللاتي عبرن من عام دراسي إلى عام دراسي آخر. مع خالص التحية والترحاب لبناتي اللاتي التحقن بالجامعة هذا العام. ولا يفوتني أن أذكر أبنائي وبناتي الأعزاء أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وكما قال الشاعر أحمد شوقي: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.