"عطر الجنة".. عمل "متماسك" يلفت انتباه المشاهدين

الحكم على المسلسلات وتصنيفها في أوائل حلقاتها من التسرع الذي يقع فيه الجمهور، وأحيانا ينجذب المشاهدون إلى العمل الدرامي في أوائل حلقاته بسبب بدايته القوية التي تجذب الانتباه. مسلسل "عطر الجنة" من خلال حلقاته الحالية أرى أنه قلب الطاولة رأسا على عقب على بعض المسلسلات الخليجية المنافسة، بسبب المفاجأت التي تشكلت في المسلسل بشكل سريع ومثير وملفت للانتباه.
"عطر الجنة" من الملحوظ أن نجاحه وشعبيته بدآ يتزايدان بين الجمهور بعد تجاوزه نصف حلقاته، وهذه الفترة هي الفترة المهمة لتمييز الأعمال الدرامية الجيدة بين الزحام الشديد للمسلسلات على القنوات، لأن المشاهد يكون مضللا بسبب الدعايات التي تعطي المسلسل أكبر من حجمه، والأوقات الذهبية، والمناسبة للمشاهدة، لكن بعد ذلك تتضح الحقيقة الدرامية من بين هذه الضوضاء، والحقيقة الدرامية الخليجية تتمثل في بعض الأعمال الخليجية القليلة جدا.
ومن أهم هذه الأعمال المميزة هو "عطر الجنة"، وهو مسلسل درامي يناقش الكثير من القضايا الاجتماعية المهمة، والأخطاء الفادحة التي قد يقع فيها الفرد بحياته الخاصة، .. عمل درامي متماسك بشكل جيد، ومليء بالأحداث والمفاجآت المثيرة التي تحافظ على جمهور المسلسل.
يقود العمل مجموعة من الممثلين كل منهم أجاد دوره بتألق "هيا عبدالسلام، ومريم حسين، وزهرة عرفات، وإبراهيم الحساوي، وعلي كاكولي، وعبدالله بوشهري".
هيا عبدالسلام الممثلة والمخرجة الكويتية الشابة التي حققت شعبية ونجاحا كبيرا خلال فترة قصيرة، أما هيا عبدالسلام بطلة سلسلة "ساهر الليل" فتتميز باختيار أدوارها بنظرة ثاقبة، وتمعن، وهي الأكثر تجددا بتنوع أدوارها من بين الممثلات، ولا ننسى مسلسلها الآخر "ماي عيني" الذي تطل فيه بشخصية تراجيدية صعبة تحتاج إلى ممثلة ذات موهبة عالية، ونجحت تماما هيا في تجسيدها، وهي مغايرة تماما لشخصيتها في "عطر الجنة" وهي الشخصية المرحة الحالمة.
الممثلة مريم حسين تؤكد مجددا موهبتها التمثيلية من خلال هذا المسلسل، الذي تعود فيه بدور جيد مقارب لمستوى دورها الرائع الذي تركته في جعبة المشاهد من خلال مسلسل "أيام الفرج 2010". هنا في "عطر الجنة" تعود مريم في دور زوجة ذات حظ سيئ.
ولا يقل أداء أسيل عمران في المسلسل بأدائها الرائع، هنا أثبتت موهبتها وأكدت فعلا ما صرحت به قبل رمضان عن شخصيتها الجديدة التي نالت إعجاب الجماهير.
الممثلون الشبان في المسلسل أجادوا أدوارهم، ولكن الأروع هو علي كاكولي الذي كان محور "الأكشن" في النص الذي ينقل الأحداث نقلات نوعية بين الحلقات متمثلة في مشاجرات عنيفة بينه وبين بقية الممثلين المنافسين له بنفس العمل.
الكاتب حمد بدر تألق في كتابة مسلسل درامي متماسك، ذي زخم كبير، وممتلئ بالأحداث المهمة والإثارة المستمرة بين الحلقات.