عبّر مسؤولون أوروبيون عن ارتياحهم للتقدم الذي تم إحرازه في المحادثات المتعلقة بالمقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا، على الرغم من تحفظات سابقة كون الخطة تميل لمصلحة موسكو. وفي حين تشير التصريحات الأوروبية إلى خطوة إيجابية في مسار بالغ التعقيد، يحذر القادة من أن الطريق إلى السلام لا يزال طويلًا، وسط استمرار العمليات العسكرية التي تُبقي الأزمة في حالة اشتعال. خطوة للأمام أُجريت المحادثات في مدينة جنيف خلال عطلة نهاية الأسبوع، بمشاركة مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، حيث تناولت المناقشات خطة سلام، مكونة من 28 نقطة، كانت واشنطن قد أعلنتها قبل أيام. وقد أثارت الخطة في بدايتها قلقًا واسعًا بكييف وعواصم أوروبية عدة بسبب تضمينها بنودًا تُعد تلبية مباشرة لمطالب موسكو، مثل دعوة أوكرانيا إلى التخلي عن بعض أراضيها، وتقليص حجم قواتها المسلحة، بالإضافة إلى التراجع عن مسار انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على الرغم من تأكيد الحلف سابقًا أن كييف تسير في «مسار لا رجعة فيه نحو العضوية». ووصف الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، المفاوضات بأنها «خطوة إلى الأمام»، لكنه أشار إلى أن هناك قضايا رئيسية لا تزال بلا حلول. كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن العملية «قد تتحرك في الاتجاه الصحيح»، لكنه دعا إلى عدم التسرع في بناء التوقعات قبل رؤية خطوات ملموسة. وأضاف المستشار الألماني، فريدريش ميرز، بدوره أن الاقتراح الأمريكي «جرى تعديل أجزاء كبيرة منه»، معتبرًا ذلك نتيجة مؤقتة مهمة، لكنه شدد على أن السلام في أوكرانيا لن يتحقق بسرعة. الأوضاع الميدانية يأتي الحديث عن خطة السلام في وقت تمر فيه الحكومة الأوكرانية بمرحلة حرجة، فالرئيس فولوديمير زيلينسكي يواجه ضغوطًا على جبهات عدة، أبرزها نقص الموارد وتباطؤ الدعم الدولي، إلى جانب فضيحة فساد جديدة أثرت على صورة حكومته. في الوقت نفسه، تواجه قواته العسكرية تصاعدًا في الهجمات الروسية على مناطق حدودية ومدنية، ما يزيد الضغط على كييف. واجتماع جنيف أشاع قدرًا من التفاؤل لدى القيادة الأوكرانية، إذ قال زيلينسكي: «لقد انتعشت الدبلوماسية، وهذا أمر جيد جدًا». إلا أن مستقبل المحادثات لم يتضح بعد، خاصة في ظل تأكيد الكرملين أنه لم يطلع حتى الآن على النسخة المعدلة من الخطة، وأنه لا توجد خطط لاجتماع روسي – أمريكي وشيك. انضمام موسكو شدد ميرز على ضرورة انضمام موسكو إلى طاولة المفاوضات، معتبرًا أن العملية لن تحقق تقدمًا كبيرًا إلا عبر خطوات صغيرة متتابعة. وفي هذا السياق، أجرى وزراء خارجية دول أوروبية عدة مشاورات مع وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، حول الخطوات التالية. وأكد وزير الخارجية الألماني، يوهانس فادفول، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قدم «إسهامات إيجابية حاسمة» في تعديل الخطة، لافتًا إلى إزالة البنود المتعلقة بأوروبا و«ناتو» من المقترح. كما تسعى تركيا إلى لعب دور الوسيط، إذ يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتحدث هاتفيًا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث اتفاق الحبوب. تصعيد ميداني على الرغم من مؤشرات الانفراج النسبي في المفاوضات، يواصل الواقع الميداني تعقيد آفاق السلام، حيث أعلنت السلطات الأوكرانية أن طائرات روسية دون طيار استهدفت مناطق سكنية في مدينة خاركيف خلال الليل، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة 13 آخرين. وتسببت الهجمات في أضرار كبيرة لثمانية مبانٍ سكنية ومنشأة تعليمية وخطوط كهرباء. كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الهجمات الروسية استهدفت البنية التحتية المدنية والموانئ قرب الحدود الرومانية، ما دفع رومانيا لإرسال طائرات مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون» و«إف-16»، لاعتراض هذه الطائرات. ما بعد محادثات جنيف 1. تعديل البنود المثيرة للجدل في الخطة الأمريكية. 2. انتظار موقف رسمي من موسكو بعد الاطلاع على النسخة المعدلة. 3. احتمال توسع الوساطات الدولية، خصوصًا عبر تركيا.