شهد البيت الأبيض اجتماعًا غير مسبوق ضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددًا من كبار القادة الأوروبيين إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مسعى لتحديد مسار محتمل لإنهاء الحرب مع روسيا. والاجتماع جاء بعد استبعاد الأوروبيين من قمة ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، حيث أكد الحلفاء الأوروبيون رغبتهم في حماية أوكرانيا ومنع أي تصعيد إضافي قد يمتد إلى القارة. رسائل الدعم ورافق زيلينسكي في زيارته إلى واشنطن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إضافة إلى قادة من فنلندا وحلف شمال الأطلسي. ويتركز النقاش حول تقديم ضمانات أمنية شبيهة بتلك التي يوفرها حلف الناتو، وهو ما تعتبره كييف ضروريًا لضمان أي اتفاق سلام دائم. وفي المقابل، شدد بوتين على رفضه القاطع لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، بينما أشار مقربون من ترمب إلى احتمال إيجاد صيغة دفاعية مشتركة تحظى بقبول موسكو. شروط السلام وتصريحات ترمب عشية الاجتماع أثارت جدلاً واسعًا، إذ ألقى بالمسؤولية على زيلينسكي لإنهاء الحرب عبر تقديم تنازلات، من بينها التخلي عن شبه جزيرة القرم. وهو ما رفضه زيلينسكي، مؤكدًا أن أي سلام يجب أن يكون دائمًا ولا يكرّر تجربة ما بعد عام 2014. من جهته، شدد مسؤولون أوروبيون على ضرورة التوصل إلى صيغة تحفظ وحدة الأراضي الأوكرانية وتمنع روسيا من استخدام المناطق المتنازع عليها منصة لهجمات مستقبلية. الهجمات المتبادلة وبالتزامن مع المساعي الدبلوماسية، تصاعدت العمليات العسكرية على الأرض. فقد أعلنت السلطات الأوكرانية أن هجومًا روسيًا بطائرة مسيّرة على مدينة خاركيف أدى إلى مقتل ستة مدنيين، بينهم طفل رضيع ومراهق، وإصابة عشرين آخرين. كما أطلقت القوات الروسية أربعة صواريخ باليستية وأكثر من 140 طائرة مسيّرة على مناطق مختلفة في أوكرانيا، تم اعتراض معظمها. في المقابل، كثّفت القوات الأوكرانية ضرباتها داخل الأراضي الروسية، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت لوجستية قرب الحدود، مما أدى إلى إجلاء مئات السكان الروس من مناطق حدودية وفق ما أعلنته موسكو. اختبار للعلاقات يرى مراقبون أن هذه الجولة من المشاورات لا تختبر فقط مستقبل الحرب، بل أيضًا علاقة الولاياتالمتحدة مع حلفائها الأوروبيين، خصوصًا بعد قبولهم زيادات جمركية فرضها ترمب في وقت سابق مقابل استمرار الدعم الأمريكي لكييف. وبينما يبدي الأوروبيون تصميمًا على حماية أوكرانيا، يبدو أن ترمب يركز على إغلاق ملف الحرب سريعًا، حتى وإن تطلّب الأمر تقديم تنازلات سياسية كبرى، في معادلة معقدة بين الأمن الأوروبي والحسابات الأمريكية. • زيلينسكي اجتمع في واشنطن مع ترمب بحضور قادة أوروبيين بارزين لبحث إنهاء الحرب مع روسيا. • الأوروبيون حضروا لإظهار جبهة موحدة وحماية أوكرانيا ومنع توسع العدوان الروسي. • النقاش تركز على ضمانات أمنية محتملة شبيهة بحلف الناتو لدعم أوكرانيا. • ترمب ألقى بالمسؤولية على زيلينسكي لإنهاء الحرب، ملمحًا للتنازل عن القرم، وهو ما رفضته كييف. • بوتين يصر على السيطرة على دونباس ويرفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو. • الاجتماع شكل اختبارًا للعلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، حيث يسعى الأوروبيون لضمانات لأمن القارة بينما يركز ترمب على إنهاء الحرب سريعًا.