حثَّت السعودية المجتمع الدولي على ضرورة تحمل مسؤولياته تجاه تحقيق حل الدولتين، مشيرة إلى أنها شكلت مساراً تنفيذياً واضحاً يفضي إلى تحقيق ذلك. كما أكدت أنه آن الأوان لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وأدانت السعودية اعتداء إيران على قطر، كما أدانت الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة الذي وقع مطلع الشهر الجاري وراح ضحيته نحو 6 قتلى، واصفة الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة ب"السافرة". جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أثناء انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال80، إذ أحاط بمواقف بلاده إزاء مجمل التطورات الإقليمية والعالمية، فيما حملت ترحيباً بالاعترافات الدولية بدولة فلسطين، إذ تجاوزت نحو 150 دولة. وأشادت المملكة باعتماد الجمعية العامة إعلان نيويورك، بصفته بديلاً مبدئياً وواقعياً لدائرة العنف والحروب المتكررة، ويؤكد كذلك أن غزة والضفة الغربية أرض فلسطينية واحدة، وبذلك يرفض الإعلان مسائل التهجير أو فرض إسرائيل وقائع جديدة، كما يرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة. مجاعة غزة في السياق ذاته، وصف وزير الخارجية، ما يحدث في غزة بالمجاعة رسمياً، مشيراً إلى أن إسرائيل تقتل المدنيين بشكل ممنهج في غزة، وتنفذ ممارسات وحشية في فلسطين. في الوقت الذي أعلنت فيه اليوم مصادر طبية مقتل 67 فلسطينياً في استهدافات إسرائيلية منذ فجر السبت وقعت في القطاع. وتؤمن السعودية بأن الطريق نحو الاستقرار يبدأ من الحوار الصادق، كما أكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده تدعم احترام ميثاق الأممالمتحدة، وقدمت مساعدات إنسانية ل 174 دولة بأكثر من 141 مليار دولار. نووي إيران والطاقة الذرية إلى ذلك، دعت السعودية إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن المسار الدبلوماسي هو السبيل لمعالجة برنامج إيران النووي. وفي وقت سابق رحبت الرياض بتوقيع اتفاق استئناف التعاون المشترك بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية برعاية مصرية، كما تؤكد السعودية على أهمية تعزيز الثقة وانتهاج الحلول الدبلوماسية والتعاون مع الوكالة. سورياولبنان كما أشادت السعودية بالخطوات التي اتخذتها سوريا لترسيخ الأمن، ورحب الأمير فيصل بن فرحان برفع العقوبات الأميركية التي استهدفت دمشق، وأدان في الوقت نفسه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. أما بشأن لبنان، فأكد الأمير فيصل بن فرحان في كلمته أثناء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 80، أن السعودية تدعم كل ما يعزز أمن لبنان واستقراره، كما تؤكد على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. حرية الملاحة واستقرار السودان بالتوازي مع هذا كله، أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أهمية حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مجدداً تأكيد موقف بلاده إزاء أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن. كما جددت الرياض التأكيد في كلمتها بالأممالمتحدة على أهمية استقرار السودان. وفي وقت سابق دعت الرياض إلى تأكيد أن الحل للأزمة السياسية في السودان حل سوداني-سوداني يحترم سيادة ووحدة البلاد، ويقوم على دعم مؤسسات الدولة. الأزمة الأوكرانية وبشأن الحرب الروسية - الأوكرانية، لفتت السعودية في كلمتها التي ألقاها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إلى أهمية إيجاد تسوية سلمية عبر الحوار بين موسكو وكييف، وتدعم السعودية جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية من أجل الوصول إلى السلام. حوار هندي -باكستاني في الوقت ذاته، أشادت الرياض باستجابة الهند وباكستان للحوار والطرق السلمية عقب حالة التوتر المتصاعد بين البلدين واستمرار تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية. وفي سياق مؤشرات السعودية التنموية، أحاط وزير الخارجية بواقع المنجزات النوعية لرؤية السعودية 2030 عقب اقتراب عقد كامل منذ إطلاقها بعام 2016، إذ أكد انخفاض معدل البطالة بشكل كبير، فضلاً عن توافر ارتفاع ملموس لمساهمة الأنشطة غير النفطية بالناتج المحلي للبلاد، إذ وصلت نسبة مساهمتها ل56%. إلى ذلك، قال الأمير فيصل بن فرحان إن السعودية مستمرة في إطار رؤيتها 2030 في استكمال مسيرة التقدم، وتطوير قدراتها البشرية، وتعزيز شراكاتها الدولية لتصبح نموذجاً تنموياً رائداً في التحولات الوطنية، وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً وشمولاً. كما ذكر في كلمة بلاده أمام أعمال الجمعية العامة في دورتها ال80، أن بلاده حققت 93% من مؤشرات أداء رؤية السعودية بنهاية عام 2024، لافتاً إلى انخفاض معدل البطالة بين السعوديين ليصل اليوم إلى 6.3% مقارنة ب12% في عام 2016. وأوضح كذلك الأمير فيصل بن فرحان أن مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفعت إلى أكثر من 36%، فيما وصلت مساهمة الأنشطة غير النفطية إلى 56% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وأكد كذلك أن السعودية تؤمن بأن الطريق إلى عالم أكثر استقراراً وازدهاراً يمر عبر التعاون الصادق، والحوار البناء، والعمل المشترك من أجل الأمن والسلام المستدام للجميع.