بعد انتشار ظاهرة سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، واستياء كثيرين منها، وهي تتمثل في لجوء بعض الأشخاص ومن يسمون أنفسهم مشاهير أو مشهورات إلى استغلال العمالة الوافدة لإنتاج محتوى رقمي ساخر يهدف إلى إضحاك المتابعين، لكنه في جوهره ينطوي على إساءات مباشرة أو غير مباشرة تمس الكرامة الإنسانية، برزت الحاجة إلى تدخل حازم. تكمن خطورة هذه الظاهرة في انعكاساتها السلبية على صورة السعودية، وإهدار جهودها الكبيرة في حماية حقوق الإنسان، فضلًا عن منح أعداء الوطن فرصة لاستغلال هذه الممارسات كذريعة للإساءة إلى سمعة بلادنا وتشويه منجزاتها، في وقت تتضافر فيه الجهود لتقديم صورة مشرفة على الصعيد الدولي، قائمة على صون الكرامة الإنسانية للجميع، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة للوافدين العاملين على أراضيها. وغالبًا ما يكون هؤلاء الوافدون والوافدات غير ملمين باللغة العربية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال كأداة للترفيه على حساب كرامتهم، حيث تُوجَّه إليهم عبارات ساخرة وغير لائقة أمام ملايين المتابعين يوميًا، في تصرفات تفتقر إلى الذوق العام وتتعارض مع القيم السعودية الأصيلة. ولا يدرك المسيئون أن غالبية هؤلاء الوافدين ينتمون إلى أسر ذات مكانة في مجتمعاتهم، وأن بعضهم يحمل مؤهلات أكاديمية عالية، غير أن ظروف بلدانهم الصعبة دفعتهم إلى الغربة والعمل الشريف. وهم، بطبيعتهم، لا يرغبون أن يشاهد أبناؤهم أو أقاربهم ظروف عملهم أو هيئاتهم في وقت العمل، ولا أن يروا مواقف السخرية التي يُستغلون فيها. وفي مقال سابق نُشر بصحيفة «الوطن» بعنوان «استغلال الكرامة في المحتوى الرقمي مخالفة»، طالبنا بالتدخل الرسمي وضرورة محاسبة كل من يستغل الوافدين في محتوى لا أخلاقي أو مخالف للأنظمة، مع فرض عقوبات صارمة تردع هذه الممارسات نهائيًا. فحماية الكرامة الإنسانية مسؤولية جماعية تبدأ من وعي الفرد، وتتعزز بتدخل الجهات الرسمية لضمان عدم تسلل أي إساءة تهدد الصورة المشرقة للسعودية وشعبها، والتأكيد على أن القيم السعودية الراسخة لا تسمح بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة.